19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

عمار الحكيم غولاً يخرج من قفص الاعتدال

عمار الحكيم غولاً يخرج من قفص الاعتدال

خطاب الدم، هكذا أسما عمار الحكيم خطبة العيد التي ألقيت من مكتبه في الجادرية ببغداد، والتي أظهرته بمنظر لا يحسد عليه، فجبته التي اختلفت عن لونها الأبيض في كل عيد، ووجهه البشوش الذي طالما رأيناه مهنئاً أنصاره ومريديه غير موجود، وقد ساد الغضب على محياه.
الحكيم الذي بدأ خطبته؛ ب (نحن ولدنا من الدم ولن يرهبنا الدم ولن يكسرنا القتل)، أرسل رسائل كثيرة، بانت عليها الطائفية وتحريك الماضي، حتى عاد يستذكر يزيد وقتله لطفل الحسين الرضيع، وربطها في انفجار الكرادة، الذي تزامن مع فرحة العيد، في إشارة لطلب الثأر.
طائفية الحكيم تعدت حدود الوطن والجغرافية، لتصل الى البحرين ومساندة ثورتها الشيعية، والتهديد والوعيد إذا ما تراجعت السلطات هنالك عن قرارها؛ بسحب الجنسية عن عيسى قاسم، في سعي حثيث لنقل حشده الطائفي الى دول الخليج وزعزعة الامن بدولها وبدعم ايراني لا متناهي لتكوين دولة شيعية في المنطقة وبمباركة وتأييد مرجعية النجف.
الحكيم لمح لـ (ترامب مرشح الرئاسة الامريكية الجمهوري)، ان الحكيم وبمعية حشده الطائفي، استطاع تحرير الفلوجة كما يزعم في اقل من شهر وهذا خلاف التوقعات الامريكية، التي توقعت سنوات لدحر داعش في إشارة لتضميد جرح الكرادة النازف، وكظم الغضب الذي استحل وجهه إثر إراقة دماء موطنه الرئيسي.
الحكيم يكشر عن انيابه، تاركاً خلفه كل نداءات الوحدة الوطنية المزيفة التي نادى بها لسنوات، وظلل اهل السنة بأنه الداعم لهم والرافض لقمعهم، مع انه اول من ارتدى بدلته العسكرية، ليعلن عن تشكيل سراياه الطائفية لإزهاق أرواح سنة العراق، ليبرق الحكيم للحكومة الشيعية التي ابصرت بدعمه ومساندته، بنصائح لحفظ الامن وهيكلة المنظومة الأمنية.
ارتداء أنصار الحكيم زيهم العسكري؛ في طقوس عبادية بعيدة عن الحرب؛ إشارة الى طلب الثأر، خاصة بعد تجوالهم في منطقة التفجير ورفعهم لشعارات طائفية بعد إتمام صلاتهم، خاصة والحكيم يشكل القوة الكبرى في الحشد الطائفي، حيث تنطوي خلفه سرايا (بدر وعاشوراء والعقيدة والجهاد).
ختم الحكيم خطبة الدم تلك بقسم، كقوله (نقسم بحرقة قلوب الأمهات الثكلى)، انه سيقتلعهم من العراق عاجلا ام اجلا، في إشارة كبيرة لإبادة اهل السنة في بغداد، بعدما استباح حشده الطائفي ارض السنة في الرمادي وتكريت.
ما يقال عند الغضب هو الكلام الصادق والنابع من القلب، وما قاله عمار الحكيم محا كل أكاذيب الوحدة والتلاحم الوطني، الذي صدع رؤوسنا به لسنوات، ولابد لأهل السنة وساستهم لأخذ الحيطة والحذر من عمار وحشده، وارتكازه على قاعدة إيران الطائفية.