18 ديسمبر، 2024 11:43 م

عمار الحكيم .. (صورني واني ما ادري)

عمار الحكيم .. (صورني واني ما ادري)

عمار الحكيم ، الشاب الذي عرفه العراقيون بعد سقوط النظام ، عرفوه شابا انيقا جميل المحيا ، لا اعتقد ومثلي الكثيرون انه عمل عملا شاقا طيلة حياته ، ولم يعمل عملا متعبا كما هو حال الكثير من العراقيين ، انا متاكد انه لم يحمل ثقلا وزنه يزيد على الـ 5 كيلو غرام ، يداه ناصعتا البياض ولم يخشوشنا نتيجة العمل في الحر والبرد ، هو مدلل المرجعية وولدها ، عندما يتحدث تشعر وكانك تعرف ماذا يريد ان يقول ، كلماته واضحة ومعروفة ، لا تستطيع ان تتبع عثراته فهو ينتقي الكلمات بعناية فائقةـ ولا يمكنك ان تعرف هل ان هذا كلامه ام انه مكتوب له ، فلا اخطاء بلاغية او نحوية في حديثه، يقول بعض من عمل معه انه لم يسمع له صوتا عاليا طيلة فترة عمله معه ، ويعزو ذلك الى الراحة والدعة التي يعيشها الرجل ، ويقول اخر التقيته مصادفة وكان ناقما على المجلس الاعلى وعمار الحكيم وبيان جبر ( لا اعرف كيف ينتقي عمار الحكيم قياداته؟ ، باقر جبر دمرني ، فانا اعمل معهم في المجلس اكثر من اربعة سنوات ولم يوافق على تعييني في المالية) واضاف بصوت مرتفع (صاير وطني) .
للذي لا يعرف عمار الحكيم اقول ، هو رجل بعقلية شاب ، يقود حزبا فيه من التناقضات ما فيه ، يحاول جاهدا ان يكون (بيضة القبان) في بلد غابت فيه الحكمة وانتشرت في اروقته معالم الفساد والطائفية والكراهية ، ربما يكون موفقا في ذلك بنظر الكثيرين لكنه واقولها بصدق ، فشل في ان يجمع النقيضين ، وان يوفق بين الفرقاء وان كان قد بادر اكثر من مرة.
عمار الحكيم ، يقود مجموعة من الشخصيات التي يصعب على الكثير غيره ان ينجح في قيادتهم لما لذلك من صعوبة نظرا لاختلاف مكنوناتهم وتوجهاتهم ونظرياتهم وكذلك رؤيتهم لما يجري في البلاد ، فهو في ذلك منشغل بين امرين ، الاول انه منشغل في الامور السياسية ومتابعتها ، والامر الثاني هو متابعة ما يدور في اروقة المجلس الاعلى وما يفعله اتباعه وما يقومون به ومحاولات ضبطهم وجعلهم نسخة منه .
الغريب ان المجلس الاعلى ينضوي تحت مسماه الكثير من الرؤوس التي تعتقد انها مؤهلة لقيادة البلد واعتلاء هرم السلطة ، فكيف يستطيع عمار الحكيم ان يكبح هذا الجماح وان يكون من له هذا الطموح قانعا بقيادة شاب يصغره بعشرين عاما ؟ ، ثم ان الاضواء مسلطة على المجلس من القريب قبل الغريب ، فالتحالف الوطني بجميع كتله لا يحبذ المجلس الاعلى ابتداء من الدعوة ومرورا بالصدريين وبدر وانتهاء بالفضيلة ، جميعهم ينظرون الى المجلس وكأنه عقبة كؤود تقف في طريق طموحاتهم نحو قيادة دولة العراق ، ومع كل هذا بقي عمار مسيطرا على الوضع ولم يقل حتى الد اعداءه الداخليين (حزب الدعوة) كلمة واحدة تشير الى ضعفه او عدم امتلاكه لزمام الامور في حزبه او في العراق عموما، حتى في موقعهم الذي ملأ الفيس بوك صورا لعمار الحكيم تحت شعار (صورني واني ما ادري) ، انه سحر ، سحر يكمم الافواه ويخرس الجميع ،لذلك اقول ان على الجميع ان يأخذ دوره في قيادة العراق وان يقول كلمته بصدق وان لا يسحره عمار الحكيم بسحره ويقف بوجهه بكل شجاعة ويقول (اسكت ، لقد ابرمتنا بكثرة كلامك) .