23 ديسمبر، 2024 2:39 م

عمار الحكيم .. ركب العلياء وأجاد ركبها

عمار الحكيم .. ركب العلياء وأجاد ركبها

يذكر السيد مهدي الحكيم في مذكراته “أن الأوضاع في العراق؛ تحت سيطرة عبد السلام عارف على الحكم والجيش، الذي أصبح إدارة بيد السياسيين طيلة الفترة (1921-2003)، وإن التوجهات عارف السياسية كانت قومية”، ألا أن الظروف أخذت منحى أخر بعد مقتله ، حيث أصبح من السهل طرح رؤى وأفكار سياسية جديدة.

هذا ما شجع السيد الحكيم على تقديم بمبادرة تغيير النظام السياسي في العراق، من نظام رئاسي إلى نظام برلماني، تضمن فيها حقوق جميع أبناء الوطن، والابتعاد عن الهيمنة الحزبية والفئوية، ألان أن تلك المبادرة قوبلت بالرفض بدعوة طائفيتها، إلا أن الإمام محسن الحكيم كان يرى: “أن الطائفية هي استثار الشيعة في الحكم واضطهادهم السنة وبالعكس” وكانت مبادرة الحكيم نابعة من قراءة دقيقة للواقع العراقي السياسي والاجتماعي، وهو ما يطابق وضع العراق بعد التغيير في 2003.

هذه ومضة من تاريخ العراق المعاصر، توافق ما يطرحه رئيس المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم، لاسيما وانه يطرح اليوم (مبادرة السلم الأهلي)، والتي تناغمها في الطرح أطروحات اغلب الكتل السياسية المشتركة في استكمال بناء الدولة، حيث أن التعايش السلمي يمثل مطلب جميع العراقيين، رغم محاولات البعض اخذ منحى مغاير لأطروحات السيد الحكيم، وتتضمن أطروحاتهم تبني (النظام الرئاسي) وهو ما يعيد إلى الذاكرة استفراد مجموعة معينة على الحكم الملكي، واستحواذ دعاة الأنظمة الرئاسية على كافة الصلاحيات.

حيث أن السيد الحكيم استطاع أن يرتقي إلى مصاف السياسيين المحنكين العالميين في إدارة عناصر الحالة السياسية في العراق، بتقديمه لأطروحات ذو حلول ناجعة تخدم كل أبناء الشعب العراقي، وتحظى بقبول المرجعيات الدينية، والمراقبين للشأن السياسي، كونها تحقن الدماء وتدفع بالعراق نحو الأمام، وتعمل على المحافظة على وجود حكومة قوية متماسكة، إذ أن خطوات السيد الحكيم جسدت على ارض الواقع أطروحات شهيد المحراب، الساعية إلى بناء جبهة وطنية تتسع للجميع، وتنهض بالعراق في مواجهة التحديات.

وقد كتب احد المحللين عن السيد عمار الحكيم قائلاً: (لقد ركب عمار الحكيم العلياء وأجاد ركبها) وفعلاً كان وصف هذا الكاتب دقيق، فأن العلياء ليست بالضرورة نيل المآرب، وإنما قبول أطروحته السياسية من قبل الجميع، إذ تعتبر هي العلياء وسعي الجميع على تطبيقها، يعني جودت العطاء مستمر من قبل السيد الحكيم، وأن هذا الكلام ليس من باب الإطراء، وإنما القناعات فيما يطرحه هذا الرجل، إذ نجد أن المستقبل واعد له، الذي يلامس حقيقة الواقع العراقي.

ويبدو أن الدور الأساسي للسيد الحكيم في ترسيخ النظام السياسي في العراق، والابتعاد عن التفرد يعطي مؤشرات ايجابية، يؤكد حسن نوايا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في بناء علاقات ايجابية بين الجميع لتحقق التلاحم من اجل حفظ كيان الوطن وحقوق مواطنيه.