8 مارس، 2024 6:22 ص
Search
Close this search box.

عمار الحكيم .. رجل حكيم ام مقامر؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بين الحكمة والمقامرة فرق كبير، من حيث اتخاذ القرار، ونسبة المخاطرة، والمحافظة على المكتسبات، وسرعة تحققها
المقامر تجد دائما قراراته متسرعة، معتمد على شيء اسمه الحظ في اغلب الأوقات، دائما ما تجده اما في قمة الهرم، او في أسفله، لا تستطيع ان تتوقع منه قرار، فهو شخص مبهم يراهن ليحصل على أعلى ربح، او أكبر خسارة
في حين الحكيم، تجد منه قرارات هادئة، تخاطب العقل ومدروسة بعناية، بعيدة عن المقامرة والمفاجأت، ينظر للأمر بعقلانية ويضع كل الاحتمالات، لذلك تجد ربحه مناسب وربما كبير، وخسارته ليس كبيرة
ان اسقطنا هاتين الصفتين على عمار الحكيم، وأردنا معرفة الى أي الفريقين ينتمي
يجب علينا اولاً ان نستعرض قراراته منذ توليه قيادة المجلس الإسلامي الأعلى، بعد وفاة والده السيد عبد العزيز الحكيم ولغاية الأن
القرار الأول
قرر عدم المشاركة في الحكومة الثانية التي شكلها نوري المالكي في عام 2010، والتي كانت سبباً في جلب كثير من الويلات للعراق، لدرجة جعلت المرجعية تحث وتنصح باستبداله في الحكومة اللاحقة، بالرغم من فوزة بأغلبية الأصوات
ان من ينظر لقرار عمار الحكيم من بعيد يجد فيه مقامرة كبيرة، فقد حرم نفسه وحزبه من سطوة السلطة وأموالها.
لكن النتيجة في الانتخابات اللاحقة حقق ضعف المقاعد، وأثبتت حكومة المالكي فشلها
اذن قرارة كان حكيم ومدروس وليس مقامرة غير محسوبة.
القرار الثاني
تقريب الشباب وتسليمهم مفاصل مهمة في المجلس الإسلامي الأعلى
هذا القرار جعل الكثير ممن كانوا في مركز القرار في المجلس ينتقدوه، ويراهنون بأنه قد أخطأ بتصرفه هذا
لكن النتائج تشير بأن الشعب متجه نحو الشباب، واخذ لا يثق بالشخصيات القديمة التي جاءت بعد السقوط، وبالتالي يكون قد أنقذ المجلس الإسلامي من الهرم او الموت من خلال بث روح الشباب فيه، وبذلك يكون قرارة حكيم أيضا، بالرغم من مراهنة الكثيرين على فشل هذا التصرف.
القرار الثالث
ترك المجلس الإسلامي الأعلى وتشكيل تيار جديد اسماه تيار الحكمة الوطني
هذه الخطوة لا يقدم عليها أكبر مقامري العالم وأشجعهم، فقد ترك الجمل بما حمل في المجلس، ولم يخرج الا بثيابه التي يلبسها، وجلباب ال الحكيم الذي وضعه على أكتافه في وقت حرج جداً، وقال لكل شيء وداعا، كما قال أحد السياسيين (الحكيم قال باباي إيران، باباي مجلس ورحل)
بضرف استثنائي، ووقت قصير جدا، أصبح جميع المحللين والمراقبين، لا يستطيعون ذكر الكتل الكبيرة، دون ذكر الحكمة في حين المجلس الإسلامي وارثه الكبير لم يعد يذكر
اذن هذا قرار حكيم ومدروس أيضا، وليس مقامرة او تهور
القرار الرابع
استبدال وزراء الحكمة ومحافظيهم بتكنوقراط وليس من التيار، وهذا بحد ذاته قرار فيه مقامرة كبيرة كما يعتقد الكثيرين، ويراهن البعض على خطأ هذا القرار
لكنه بالحقيقة قرار وطني، وفيه شجاعة كبيرة، تدل على مصداقية شعارات وافعال الحكمة مع كلامها
القرار الخامس
نزول التيار للانتخابات بوجوه شبابية وغير معروفة للشارع، لكن كفؤة، وكذلك عدم استخدام البو سترات الخاصة بالتيار، انما اعتمد على نزول شباب التيار للشارع ومشافهة المواطنين، في وقت الشعب فيه غير متقبل لجميع السياسيين
وهذا أسلوب جديد لم يعمل به سابقا في العراق، وسوف نعلم نتائج هذا الاجراء بعد الثاني عشر من أيار
اذن لغاية الان عمار الحكيم رجل حكيم، لكن بحكمة مختلفة عن باقي الحكماء.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب