18 ديسمبر، 2024 8:34 م

عمار الحكيم تاجر في زمن الكساد!!

عمار الحكيم تاجر في زمن الكساد!!

عمار؛ ذو الستة وأربعون ربيعاً، يُمارس أخطر عملية سياسية على الإطلاق! تجارة في زمن الكساد، كَثُرَ فيه القوالون، وأصطف عليه الكذابون، رأس مال تجارته الوسطية والاعتدال، وسلاحه “ثلاث كلمات فقط”! لطالما أطلقها المراجع عليه بأنه: (أبن المرجعية البار)، خلف ظهره إرث جهادي، ومدرسة دينية، وزعامة مرجعية، يمتد قوام عمرها الى حيث جده لأبيه السيد (محسن الحكيم)، زعيم الطائفة آنذاك، ومن أمامه سياسة مشبوهة، مشوبة بالفساد منذ عام 2003 والى وقتنا الحاضر! يحيطه مجتمع لا يقل شأننا عن ذلك المجتمع، الذي يشتم (علي ومعاوية)، بنفس الشيمة، لأن السياسة جعلتهما بنفس دائرة الفشل…!

سأفرض جدلاً بأن “عمار”إستغل نسب وأرث أهله، ولكن ما هو المبتغى..؟ وإلى أين يريد أن يصل بنفسه؟ السلطة أم المال؟ التسيد أم العبودية؟ الحكم أو الجاه؟ ألم يقرأ وصية الإمام علي لولده الحسن..؟ إذ يقول “إيّاك ومواطن التهمة والمجلس المظنون بالسوء” لأنه باب للإنجرار بالمعصية أو اتهام بها! وكلنا نجزم بأن ليس هنالك مجلس بالعالم، أُتهم بالسوء وثبت عليه، أكثر من مجالس الحكومة العراقية! فلماذا يصر بأن يكون سياسيا فعالا؟ في ذلك الوسط المشحون بالمعصية.

• “عمار الحكيم” يبحث عن السلطة والمال!!
السلطة على من؟ لو قلنا على الجماهير، هو وأنا وأنت واثقون بأن السياسة، ستفقده الكثير من تلك الجماهير، نظرا لمتغيراتها، ومصالح الجماهير الشخصية التي تتعارض مع مصالح السلطة الشمولية العامة، وبالتالي سيفقد السلطة، خصوصا بعدما بدأ الشعب يمتعض من السياسة في البلد، لو قلنا السلطة على المتنافسون بالحكم، فلماذا يدعو تارة الى الشراكة الوطنية؟ وتارة الى الفريق المنسجم القوي! وهذا خلاف التسلط بالقرار، أما أن يبحث عن المال، علينا أن لا ننسى بأن عائلة الحكيم، لو أُقرت امتيازات (72) شهيد من شهدائها ليكفي (عمار) من الأموال ما يغنيه عن المخاطرة والدخول بمعترك السياسة، وللتنويه عطلوا تلك الإمتيازات كونهم شهداء قضية ومشروع بعيدا عن تلك الأمتيازات.

• “عمار الحكيم” يبحث عن التَسَيُد والعبودية!!
ما هو نوع التَسيد الذي يبحث عنه؟ لو قال تَسَيدٌ بالنسب! وهذا ما ينفي وجود العقل والتفكير في رأس المتقول! كون “عمار” لا يخفى حتى على المجنون نسبه، لو قال التسيد بالموقف والقرار في المجتمع! بأن يكون هو رجل المرحلة بلا منافس، وهذا ما لا يتقبله عاقل ولا لبيب أيضا، كونه هو أكثر شخصية وسطية معتدلة في الوسط السياسي، تدعوا الى فتح الافق الوطني ولملة الرأي والقرار من جميع الأطراف، حتى إنه أُتهم أكثر من مرة بالمداهنة والوهن! أزاء بعض المواقف، أما من حيث العبودية أو كما يسميها بعضهم (بالصنمية)، فكلنا يعرف بأن من يتهم الزعامة بالصنمية، بأنها تأتي من باب الولاء الديني العاطفي، ولـ”عمار الحكيم” موضع قدم في الدين، فلو ترك السياسة وإتجه صوب التدين والمرجعية فقط، لكانت صنمية (الحكيم) كما يدعي المتقول!! اكثر مما عليه الآن بعشرات أضعاف المرات.

• “عمار الحكيم” يبحث عن الحكم والجاه!!
أولا: “عمار” لا يمتلك أي منصب حكومي!! وليس هو إلا رجل سياسي لديه تيار كبير، يمكن من خلاله أن يكون حاكماً، وهنا نجيب بتسأول يقول: لماذا ترك “عمار” الحكم في ذلك التيار الكبير؟ وإعتزل (المجلس الأعلى) الذي سيحقق له مكاسب الحكم لو اراد ذلك؟ ولماذا فتح الأفق لجميع الأطياف؟ بأن تكون مشاركة له في القرار من خلال تيار أنشاءه مؤخرا!!
ثانيا: “عمار” مواطن عراقي؛ حاله حال اي مواطن فهم متطلبات السياسة، في اذا كانت مبنية على مصالح شخصية او عامة، فلماذا سياسته المعتدلة والوسطية تفقده العديد من جماهيره؟ ولازال متمسك بالسياسة تلك، ولم يتمسك بالجماهير كما يفعل الآخرين!
أما من حيث الجاه، فلا يخفى على الصغير والكبير بأن السياسة ليس طريقا للجاه، ولو كان الإنسان وجيها فعليه بأن يكون حذرا وهو يدخل عالم السياسة.

نصل الى تساؤل: لماذا “عمار ” رجل سياسة؟ مع علمه بما هي نتائج وجوده فيها، وقبل الإجابة يجب أن نلتفت الى قضيتان وهما:-
1- قد تنطبق تلك التساؤلات السابقة على شخصية أخرى غير “عمار” ولكن هل ينطبق على تلك الشخصية؟ شرط بأنها لا تسيرها اهواءها او الجماهير او ادوات خارجية، من حيث تشعر او لا تشعر، فقد يكون هنالك من هو مخترق إقليميا دون أن يشعر بذلك، ولا يبان حتى تتطابق الروئ التي تريد الشر للوطن، أهواء “عمار” أسقطناهه بما سبق، وجماهيره هو زاهد بها إن لم يربطها به الأحقية، بدليل خروجه من رئاسة تيار تصل جماهيره الى الملايين، غير مكترث بمن سيلحق به، أما من حيث الأدوات فهوى بمنأى عن الارتباطات الإقليمية، وهذا ما دفعه لأن يترك رئاسة تياره كما أشرنا سابقا

2- عندما دخل الإمام (علي) عالم السياسة، وقَبِل بالخلافة، ما كان ليحصد ثمار المنصب، فتجد (علي) عاش فقيرا زاهداً، لم تُغير الخلافة من حالة شيء، الا من حيث تحمل المسؤولية الشرعية والتي لابد منها، فليس يالمعقول ان يموت (النبي) وينعزل (علي) وتترك الامة بيد حكام وعبيد لم تعرف حقيقة الاسلام بعد، كذلك جهاد آل (الحكيم) وجهاد الأحزاب والتيارات التي اصطفت معها، ودماء العلماء والشهداء وتلك التضحيات الجسام ضد البعث، ما كانت لتترك بعد إستشهاد (أهله) بفحوى الفشل السياسي، وان يترك البلد بيد عصابات وأحزاب تنهب وتسرق وتفسد، فكان لابد من وجوده وان يعمل بما يستطيع، من حيث التكليف الشرعي والوطني، وما اسم (الحكيم) افضل من إسم (علي) الذي لُعن على المنابر (80) عاماً.