18 ديسمبر، 2024 9:10 م

عمار الحكيم بين الخطاب والاجندة

عمار الحكيم بين الخطاب والاجندة

تابعنا في اول ايام العيد خطاب ناري، القاه عمار الحكيم في مكتبه ببغداد، أسموه اتباعه بخطاب الدم، بدأ عمار مكفهر الوجه، غاضب المحيا، لم يرتدي بزته البيضاء التي اعتاد على ارتدائها في الاعياد، باختصار ظهر عمار الحكيم على حقيقته في خطاب العيد ، لم يتمكن من اخفاء مشاعر غضبه على جريمة الكرادة، لم يستخدم عبارات تعودناها منه، تتحدث عن الوحدة والوطن والشراكة والمكونات.
عمار الحكيم لم يتمكن من اخفاء الاجندة التي ورثها من عمه واباه، اصحاب نظرية ” المعادلة الظالمة” التي طبلوا لها سنوات طوال.
عمار الحكيم الذي تمكن من خداع الساسة السنة، وحتى الدول التي ترعى السنة، بل دول كبرى، من خلال تمثيلة دور الوطني الذي يعنيه العراق بكل مكوناته، ظهر شيعي حد النخاع، عاد للتاريخ ليتذكر مقتل الطفل الرضيع على يد جيش يزيد، قبل اكثر من الف وثلاثمائة عام من الان! ليطالب بثأره اليوم.
ارتدى اتباعه الزي العسكري في رسالة تهديد واضحة، وهم يؤدون فريضة عبادية تقربا لله كما ينبغي، ثم توجهوا الى مكان جريمة الكرادة، للقيام باستعراض عسكري، تم خلاله رفع شعارات وهتافات طائفية بكل حرف فيها.
لم استغرب كمتابع، ما صدر من عمار الحكيم، فقد سبق وان حذرت ساسة السنة، ان التهديد الحقيقي لمستقبل السنة يكمن في الجادرية، حيث هناك نظرية متكاملة لبناء دولة الشيعة، التي ستكون بلا شك امتداد لدولة ايران، بأدلة واضحة، من تاريخ وحاضر ومواقف عمار الحكيم ومجلسه.
ألم يكن اول من سعى لأجل جمع الشيعة في قائمة واحدة مجلس عمار الحكيم؟! واول من طرح تشكيل اقليم طائفي من تسع محافظات مجلس
عمار الحكيم؟! واول من دعى لتشكيل جيش شيعي بعنوان اللجان الشعبية مجلس عمار الحكيم؟! هل تحمل هذه الطروحات مسحة وطنية واحدة؟
عمار الحكيم حريص كل الحرص على ابقاء الطائفية السياسية بالحرص على ابقاء قائمة التحالف الوطني متكاملة، رغم تشرذمها وفشلها، ومن يعتقد ان عمار الحكيم عندما طرح الكتلة العابرة للطائفية كان جادا، فهو اما غبي او متغابي، ليدلني احد عن قطيعة بين عمار الحكيم واحد مكونات التحالف الشيعي، حتى المالكي الذي وصلت الخلافات بينهم اعلاميا لكسر العظم، اول من اعترض على ازالته عام 2012 عمار الحكيم، كونه شيعي ولا يريد كسره، وتواصله معه لم ينقطع في اشد خلافاتهم.
عندما سيطر تنظيم الدولة على الموصل وصلاح الدين واجزاء كبيرة من ديالى، تشكل الحشد الطائفي، كان اول من استجاب عمار الحكيم، وارتدى بدلته العسكرية، وشكل اكثر من لواء، على رأسها فيلق بدر الايراني.
عمار الحكيم في الخطاب غيره في الحقيقة فيما مضى، الا اليوم توائم عمار الخطاب والاجندة، هذا ما اشرنا اليه مرات ومرات، ويعرف القادة السنة ماذا يدور بينهم وبين عمار الحكيم خلف الابواب المغلقة، والنفس الطائفي الذي يتحدث به بعنوان الاغلبية السكانية.
عمار الحكيم تلميذ ايراني مطيع ومندمج بالمشروع الايراني في العراق حد الثمالة، ما يشاع او يقال؛ ان عمار الحكيم بعيد عن ايران، مجرد سفاهات تهدف للتغطية على حامل المشروع الايراني الحقيقي.
بعد خطاب العيد الذي عرى عمار الحكيم عن ادعاء الوطنية، لا اظن ان احد يخالفني بما كتبت سابقا، ان ساسة السنة يخطئون عندما يساندون عمار الحكيم ومجلسه، ويديرون ظهورهم لشيعة اقصى طموحاتهم السلطة، فعمار الحكيم يحمل اجندة غايتها الدولة الشيعية، وبين طموح السلطة وطموح الاجندة فرق كبير وخطر أكبر…