أعطى السيد عمار الحكيم صورة حية لإندماج القائد السياسي مع قضايا الوطن والشعب ،عبر مشاركة واسعة وفاعلة لقطاعات الوطن المتنوعة ، يشاركهم بروح متفائلة بالأسئلة والأجوبة من خلال اشتقاقات الواقع ومعطياته ، دون لف ودوران .
نهار أمس كنا في حضرة السيد الحكيم في ديوان بغداد الثقافي ، زهاء مائة إعلامي وصحفي ومهتم بشؤون الثقافة والصحافة والسياسة ، أسئلة وحوارات ، تقاطعات وانتقادات ، تشخيص وأمنيات ، ثلاث ساعات او اكثر من فيض الأزمات والأسئلة الباحثة عن إجابات معطلة ، تصدى لها السيد عمار الحكيم بوعي مشارك لهمومنا ، يقترح الحلول الممكنة وينظم الكلمات التي جعلها الواقع متقاطعة .
خلاصات مركزة تشخص علامات التوازن في شخصية الحكيم ومجلسه الأعلى ، الذي عاد يتصدر المشهد السياسي بالحكمة والموعظة والعمل المثابر والحلول العلاجية ،يرسم منهجا ً لخلاص العراق في تقبل مفهوم التشارك الوطني وروح التسامح والتفكير بالمستقبل ، كما أثار حقيقة يتحاشاها الكثير من السياسيين العراقيين ، ذلك هو الإستقطاب الإقليمي والأستقواء بالآخر من خارج الوطن ، في استنفار ماهو طائفي او علائق مصلحية ، تلك لعمري أحد أغلظ جذور الأزمة العراقية .
السيد يدعو العراق ان يكون جسرا ً للقاء التقاطعات مابين السعودية وإيران ،وفق ماتقتضيه مصلحة العراق أولا ..ومصالح الدول الأخرى .
عمار الحكيم يدعو لوضع برنامج إصلاحي لأوضاع النازحين وازماتهم ، بعد عودتهم الى مدنهم وتحريرها من من رجس الدواعش ، والشيء اللافت بالموضوع ان السيد تحدث بسعادة معلنة عن انتصارات الجيش والشرطة والحشد الشعبي ، ولم يستعرض ماقدمه من جهد ومتابعة وحضور ميداني ،هو والتشكيلات القتالية للمجلس الأعلى، بدءا ً من يوم إعلان الجهاد الكفائي وصولا الى لحظة تحرير تكريت ، ولم تزل المهمة مستمرة .
الحقيقة التي تستدعي شجاعة عالية واخلاص وطني ناجز ، هو ان تؤمن بالآخر وان كان مختلفا ً ، معاني التشارك الوطني والشعور بالكسب يمكن ان يتحقق في حال صفاء النوايا والتوجه نحو الوطن والمواطن ، هذا الدرس الذي يشكل الركن الأساس في الوطنية وفلسفة المواطنة ، يكاد يشكل قاعدة سياسية مركزية في ذهن وسياسة الحكيم والمجلس الأعلى ، تلك الروح بمنظومتها الفكرية والسلوكية المتوازنة مايحتاجها الوطن بضرورة قصوى لقيادة المرحلة السياسية للوطن ليعبر نحو ضفاف الأمان .
الكثير من المداخلات والحلول والأفكار …وضعها الحكيم امام الصحفيين في تصويب وتقويم لمهام الإعلامي العراقي في هذا المعترك الوطني والأحداث الإقليمية المشتعلة ومايسقط تاثيره على العراق في اتفاقية النووي الإيراني ..الخ
كانت جلسة مثمرة لقطاع الإعلام العراقي ، في ظل ضياع المنبر الواحد واستشراء الخوف الإعلامي والأمية والنفاق الطائفي .