في تحرك لأبي رغال العراق مقتدى الصدر قبل أن يهرب من احضان ولاية الفقيه ويعود للعراق، بعد أن طرق الكورونا باب المرشد، ودخل بيته، غرد ابو رغال بمبادرة تافهة كالعادة، وأوكل التفاوض بها مستشاره العسكري (أبو دعاء العيساوي) مع وفد من اثوارالتحرير في بغداد. ولا نعرف من هذا النكرة الذي طرح اسمه كثيرا هذه الأيام، ليكون مستشارا عسكريا للصدر الذي ليس عنده منصبا حكوميا؟ بالطبع أصدرت اللجنة التنسيقة للتظاهرات حينها بيانا أكدت فيه انها غير معنية بالإتفاق الذي جرى في خيمة الصدر بين الوفديين. على أي حال سنوضح بعض النقاط لتكون اللجنة الموقرة أكثر إنتباها لما ستتمخض عنه الأيام القادمة، سيما بعد أن فتحت الحكومة العراقية ابوابها مرحبة بفيروس الملالي، فالعراق مع الشقيقة في المذهب في السراء والضراء حسب تعبير المعممين وذيول ايران في العراق، وعلى العراق ان يشارك الجارة مصابها في الكورونا، والحقيقة الجارة لم تقصر في هذا المجال لا مع العراق ولا مع شعوب المطقة ولا مع شعبها ايضا، فقد ارسلت الفايروس الى (12) دولة، وانتجت عبقريتها خطة خبيثة من خلال عدم ختم جوازات السفر العربية، وتوجيه الزوار للذهاب الى دولة أخرى قبل الرجوع الى بلدانهم للتمويه عن وجودهم في ايران، تصرف اسلامي بحت!!! لذا فالحذر يقي من الضرر.
1. من هذا المستشار العسكري للصدر، وما هي صفته الرسمية والقانونية، ومن نصبه مستشارا، ووفق أي قانون يعمل؟ وهل هو من قدم المشورة للصدر للهجوم على ساحات الإعتصام؟ وهل هو مخول فعلا من الصدر للتفاوض مع المتظاهرين؟ وهل يُعقل الوثوق بمفاوض يتزعمه زعيم عميل متذبذب وغير موثوق به؟
2. من هي الجهة المقابلة التي مثلت المتظاهرين؟ وهل هم مخولون من قبل جميع المحافظات المنتفضة للتفاوض مع أبي رغال ومستشاره، أم هم يمثلوا أنفسهم فقط؟ وهل يمثلوا ساحة التحرير كلها أم البعض من الثوار؟ وهل لديهم القدرة التفاوضية؟ وهل لديهم الصلاحيات الكاملة للتفاوض؟ ومن منحهم هذه الصلاحيات؟ أي وفد غير اللجنة التنسيقية للتظاهرات لا يجوز ان يقدم أية مبادرة لأية جهة كانت. الصلاحية محصورة باللجنة التنسيقية فقط.
3. من المعروف أن مقتدى الصدر ليست له مواقف ثابتة، وهو متلون كالحرباء ومتذبذب في مواقفه بسبب إنصياعه للولي الفقيه من جهة، ولرغبته الشخصية في فرض نفوذه على العراق من جهة ثانية، ويستشف من تجارب السنوات السابقه أنه مجرم قذر وعميل سافل، فكيف يمكن الوثوق به والتفاوض معه أو مع من يمثله؟
4.طالب الصدر بأن يكون للمنتفضين متحدث بإسمهم، ولا نعرف ما الغاية من هذا المتحدث طالما توجد اللجنة التنسيقية؟ ثم على أي أساس يطلب هذا الأمر، فهو عنصر معادي وليس مناصرا للثوار، لذا لا يحق له أن يملي أي شروط أو مقترحات على الثوار. وفي ظل الإغتيالات وتصفية النشطاء وإختطافهم بما فيهن حرائر العراق الماجدات، هل سيكون هذا المتحدث آمن على نفسه؟
5.ان مطالبة الصدر بأن تكون قيادة التظاهرات من الداخل أمر يدل على جهل وغباء منقطع النظير، فإن كانت قيادة التظاهرات من الخارج فرضا، فلماذا ارسل مستشاره العسكري ليفاوض من هم في الداخل؟ اليس من الواجب ارساله للخارج للتفاوض مع القيادة التي يزعم الصدر إنها في الخارج.
6. في خطوة أخرى لا تقل غباءا عن سابقتها، يشرط الصدر التخلي” عن المتحكمين بالتظاهرات من الخارج”. نقول له: أنت حاولت ركوب موجة التظاهرات وكنت في الخارج (قم) ايضا، لماذا تحكمت بالتظاهرات وارسلت المجرمين واللصوص والقتلة الى ساحات التظاهرات وأنت مقيم في الخارج؟ اليس من الواجب ان تسحب يدك القذرة عن ساحات الإعتصام وأنت تتحكم بها من الخارج؟ وكيف تقيم في ظل نظام يعادي العراق وقتل أباك؟ وكيف تطالب المتظاهرين بأن لا يتحكم بهم من هم في الخارج، وانت تقود انصارك من الخارج، اي تناقض هذا؟ وأي مستشار أحمق كتب لك هذه المقترحات؟ نتحداك ان تعلن اسم واحد من القيادات في الخارج، لأنه ببساطة لا توجد هكذا قيادة؟ انك تدعي وجود أجندات خارجية تحرك التظاهرات، وانت نفسك تنفذ أجندة خارجية واضحة المعالم! والله ما فاتك يا مقتدى من الجهل والغباء والحمق إلا الشيء اليسير؟
7. دعا الصدر عصابته من أصحاب القبعات الزرقاء القذرة الى الإنسحاب من ساحات الإعتصام، وتسليم ملف حماية المتظاهرين الى القوات الأمنية؟ نقول للصدر عن أي قوات أمنية تتحدث؟ وهل كان للقوات الأمنية دورا في منع جماعتك الإرهابيين من قتل المتظاهرين، ام كانوا يتفرجون كأنهم في صالة سينما أو قاعة مسرح؟ الجهات الأمنية متواطئة مع أصحاب القبعات الزرقاء ولا يمكن الوثوق بهم مطلقا، ولو افترضنا وجود قلة من الشرفاء في هذه القوات الأمنية، فكيف سيحمون المتظاهرين، وهم مجردون من السلاح؟ قد فهمنا ان المتظاهرين سلميون، فلماذا القوات الأمنية سلمية؟ وكيف يمكن لمجرد من السلاح أن يقف بوجه إرهابي مسلح؟ هل يمكن للصدر أو مستشاره العسكري أن يحل لنا هذه المعضلة؟ نقولها بصراحة ان تجريد القوات الأمنية المعنية بحماية المتظاهرين من السلاح، لا يختلف عن قيام راعي بأخذ أغنامه الى منطقة مليئة بالذئاب وهو لا يحمل عصا. انها خطة خبيثة من قبل الحكومة العراقية المتواطئة مع الميليشيات، كما ان الصدريين السفلة مازالوا محتلين المطعم التركي والإذاعة الخاصة بالمتظاهرين لحد الآن.
8. جاءت مقترحات أو شروط الصدر بعد أن أصدرت مرجعية السيستاني خطبة جوفاء تذكرنا بطلاسم السحرة، فهي تتحدث عن اشياء عامة دون تسميتها، فهل تجهل المرجعية من قتل المتظاهرين في النجف وكربلاءمثلا؟ بالطبع الجواب، كلا! انها تعرفهم تمام المعرفة، إذن لماذا لا تسميهم بالإسم وتطالب القوات الأمنية ” بتحمل مسؤوليتها تجاه كشف المعتدين والمندسين”؟ لكن من هم المندسين يا مرجعية الطلاسم؟ وكيف تطالب المرجعية القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، وهم مجردون من الأسلحة؟ ولماذا تسمي المرجعية القتلة بالـ(معتدين)؟ وهم مجرمون وارهابيون؟ أليس من الصواب والحق أن تسميهم قتلة؟ المعتدي قد لا يكون قاتل يا مرجعية الضلال، ربما الإعتداء باليد او الركل او اللسان، هل أنتم لا تفهموا اللغة العربية؟ ام لا تحسنوها بسبب لسانكم الأعجمي الأعوج؟ كفاكم دجلا وكذبا فأنتم أغراب عن العراق وتتحكمون به.
9. كانت اسطوانة المرجعية السابقة (المجرب لا يجرب) وتلتها (شخصية غير جدلية) وانتهت الى (حكومة تحظى بثقة الشعب ومساندته)، لاحظ كلها كلمات لا قيمة لها في الواقع، لأنه البرلمان هو الذي ينتخب الحكومة ولا علاقة للشعب بإختيارها.
نسأل المرجعية: لماذا لا يكف محمد رضا السيستاني عن التدخل في اختيار المرشح لرئاسة مجلس الوزراء؟ الشعب العراقي لا يتدخل في أختيار المرجع الأعلى لأن الأمر يخص المرجعية ويتعلق بالمذهب، فلماذا تتدخل المرجعية ـ وهي أجنبية ـ في الشأن السياسي العراقي؟ كل زعماء الحكومات الفاسدة منذ الغزو لحد الآن زكتهم المرجعية او جاءوا بترشيح ابن السيستاني. كفي يا مرجعية (الولي الفقيه) واتركي العراق للعراقيين! ان كنتم لا تحترموا شرع الله، فإحترموا ارادة العباد. تتحكمون بكل مقدرات البلد وتدعون رفضكم لولاية الفقيه!
10. طالما ان نظام الملالي اختار الصدر زعيما لمحور المقاومة الإسلامية، فلماذا لا ينصرف هو وأصحاب القبعات الزرق الى تحريرالقدس بدلا من ساحات الإعتصام؟ هذا النظام السوري حليف لولايه الفقيه، وكذلك حزب الله اللبناني ومنظمة حماس، وجهوا اسلحتكم وعناصركم الى القدس بدلا عن ساحات الاعتصام، هل تغيرت البوصلة وصار (طريق القدس يمر عبر ساحات الإعتصام) بعد ان كان يمر عبر كربلاء وحلب وبيروت وصنعاء؟
11. ورد من ضمن نقاط الإتفاق بين المستشار العسكري للصدر مع وفد التظاهرات الإتفاق على تقديم الصدريين إعتذار للمحتجين!! علما ان هذا لم ولن يحدث.
لكن عن أي إعتذار يتحدثون؟
هل قتل الأبرياء يُمحى من خلال الإعتذار؟ هل ستقبل أرواح الشهداء هذا الإعتذار من قتلتهم؟ هل حصل وفد المتظاهرين على موافقة ذوي الضحايا جميعا وفي جميع المحافظات المنتفضة، وأهالي الجرحى والمغتالين والمختطفين والمعتقلين على قبول هذا الإعتذار؟ لا نظن سيتم الإعتذار من الصدر لأنه يعني إعترافا صريحا بإرتكاب الجرائم. أليس من الأجدى المطالبة بإعتقال ومحاكمة ذوي القبعات الزرق وقادتهم بمن فيهم مقتدى الصدر الذي اعترف بأن سيارات البطة تعود الى اصحابه؟ (هي سيارات كان جماعة الصدر يستخدمونها لقتل من يعارضهم واثارت الرعب في البصرة)، وكانت مجهولة العائدية الى ان اعترف الصدر بأنهم من جماعته) ولو كان في العراق مدعي عام شريف وقضاء نظيف لصدرت مذكرة اعتقال ضد الصدر.
12. إن إدعاء العيساوي رفض وجود القوات الأجنبية في العراق بما فيها القوات الايرانية كشف اللعبة الصدرية الخبيثة، فالصدر وقتها كان مقيما في ايران، ونُصِب كزعيم للمقاومة الإسلامية في العراق، وهو ملتزم بفتاوي الحائري والخامنئي، ولا يمكن أن يطالب برحيل القوات الإيرانية في العراق لأن الحشد الشعبي ايراني الولاء، انها لعبة مكشوفة الغرض منها العودة الى ساحات الإعتصام، بطريقة جديدة، كعودة ذئب بفروة خروف.
كلمة أخيرة للثوار
لا تنخدعوا بأية مفاوضات لا مع مقتدى الصدر ولا مع رئيس الوزراء القادم، ولا بالحشد الشعبي ولا بقياداته ولا بالقوات الأمنية التافهة المتواطئة من الميليشيات الارهابية، ولا بمرجعية النجف الأجنبية مفقسة الزعماء الفاسدين، ولا بممثلة الأمم المتحدة في العراق فوجودها وعدم وجودها سواء، ولا بالجامعة العربية التي لا تختلف عن قواتنا الأمنية، مكتفية بالتفرج على المجازر اليومية بحق الثوار، ولا برئيس الجمهورية برهم صالح الذي جاء بصفقة ايرانية، ولم يحفظ ماء وجهه عندما أهين من قبل حزب الله العراقي، ولا بمجلس النواب والأصح مجلس قاسم سليماني، ولا بالقيادة الأمريكية التي أتت بحثالات العراقيين لتسلمهم الحكم، ولا بالرأي العام العالمي الأبعد عن مآسي العراق. الجميع أداروا وجوههم عنكم، واعطوكم قفاهم، لقد خسرتم الكثير، وبدأت غيمة الخيبة تقترب مع اقتراب الكورونا، فإعيدوا حساباتكم يا لجنة الصمود والجهاد بدقة، ووحدوا جهودكم وتصريحاتكم، وتنبهوا أكثر فالعدو قد يأتي بصفة صديق، واحموا يا أعزاء أنفسكم بأنفسكم فقط، واثأروا للشهداء بطرقكم خاصة وما أكثرها دون الإعلان عنها، وستجدوا كم هم جبناء أعدائكم، اعلموا جيدا ان السلمية فقط لا خير فيها، وها أنتم جربتموها لخمسة أشهر ولم تتقدموا خطوة واحدة، تذكروا ان الله تعالى لم يقل لنبيه المصطفى تعامل مع الكفار بالسلمية، بل قال له ((وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة))، واعلموا أن المجرمين واللصوص من حملة القبعات الزرقاء وبقية فصائل الحشد الشعبي لا يقلوا عن الكفار شررا وضررا، بل عملوا أشد مما عمله كفار قريش مع النبي (ص) والمسلمين. وتذكروا قوله تعالى في سورة الشورى/40 (( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها))، فهم من بدأوا السيئات معكم. انها الفرصة الأخيرة لإجتياح وكر العملاء، وسترونهم يفرون كالجرذان، ان الدفاع عن النفس ليس جريمة وفق القوانين السماوية والوضعية. وأضعف الإيمان الضغط على رئيس الجمهورية لحل البرلمان السليماني، فهو مصدر الشر والبلاء، والا بشمول برهم صالح بقاعدة شلع قلع، فقد أدار لكم ظهره بعد ان طلب من مقتدى الصدر وهادي العامري ترشيح شخص لتولي رئاسة مجلس الوزراء، دون ان يقيم لثورتكم أي إعتبار..
الرحمة لشهداء الإنتفاضة الأبرار المخلدين في ذاكرة العراق، والشفاء العاجل للجرحى والعودة مجددا لساحات الجهاد، والصبر الجميل للمعوقين، والعودة السالمة للمعتقلين والمختطفين من المتظاهرين النشامى، وحفظ الله المتظاهرات والمتظاهرين السلميين. من الله النصر، وبهمتكم البطولية وجهادكم يتحقق، أملنا بكم كبير فلا تخيبوه، فما عاد لنا المزيد من الصبر. أعزكم الله ووفقكم، وأرشدكم الى تحقيق قصدكم.