تُعَد سياسة الكيل بمكيالين من السياسات التي تسعى مختلف القيادات العالمية سواء الدينية آو السياسية إلى اجتثاث أصولها من مجتمعاتها التي تنتمي إليها و تعيش في وسطها لما لهذه السياسة من انعطافات كبيرة و متغيرات جمة تتحكم في إدارة سير الحياة الاجتماعية للأوساط الشعبية وهذا ما نراه واضحاً و جلياً في العراق وما يعانيه شعبه من تقلبات كثيرة في طريقة التعامل التي تنتهجها المرجعيات الأعجمية معه عبر عدة منهجيات قائمة إما على الإقصاء و التهميش لبعض مكونات النسيج العراقي وفي المقابل إطلاق الحرية الكاملة للبعض الآخر مَمَّنْ يقدمون لها فروض الطاعة و الولاء لكسب رضاها بشتى الوسائل و الإمكانيات مما يجعل تلك المرجعيات الخاوية ذات الارتباط بدول إقليمية أو أجنبية ولا فرق في ذلك عندها المهم تبقى مصالحها في امن و أمان من جهة و ضمان عدم المساس بشخصها و واجهاتها المزيفة و بقائها لأمد بعيد من جهة أخرى وهذا طبعاً ما يحتم عليها بطبيعة الحال اعتماد هذه السياسة الضيقة وحسب الظرف الراهن وعندما بدأ المشهد العراقي ينذر بكوارث عديدة لذلك فإننا نجد مرجعيات النجف الإيرانية تنتهج سياسة الكيل بمكيالين في محاولة منها لتحقيق مآربها الفئوية وهذا ما يتجلى حقيقةً في ما صدر منها بالآونة الأخيرة و الممثل بتباكيها بدموع التماسيح على إعدام النمر و دعوتها لتأجيج الرأي العام ضد السعودية وأيضاً مدى تفاعلهم المخزي و المعيب و اهتمامهم الكبير بتلك الحادثة في حين أننا نجد هذه المرجعيات الفارسية تغض الطرف عما يجري في العراق و سوريا من قتل متعمد لشعبيهما و على أيدي المليشيات التابعة لها و التي تشكلت بفضل فتواها المقيتة من دون أن يصدر منها أي موقف حازم يوقف فيه سفك دماء الأبرياء و يضع حداً لشلال الدم المستمر يومياً فتلك المواقف الازدواجية للمرجعيات الأعجمية فقد أدانها المرجع العراقي الصرخي الحسني خلال حواره الصحفي مع صحيفة الشروق في 8/1/2016 بقوله : ((لا أعرف أصل وخلفية القضية التي حوكم بسببها ونفذ عليه حكم الإعدام، ولكن مهما كان ذلك فلا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي أو إنساني أو تاريخي أو قانوني يبرّر اهتمامهم وتفاعلهم وتحشيدهم وتأجيجهم الفتن في مقابل المواقف المخزية والصمت القاتل الذليل من الجميع إزاء ما وقع ويقع على أهلنا وأعزائنا رجال الدين العلماء من السنة والشيعة من خطف وقتل وتمثيل وحرق وسحل ورقص على جثث الأموات الشهداء، وتبقى مجزرة كربلاء وما حصل على طلبتنا وفضلائنا شاخصة وصمة عار في الدنيا والآخرة على جبين وفي صحائف أعمال عمائم السوء ومراجع الطائفية والإجرام وصحائف كل من أجرم وأمضى أو رضي بالجرائم التي وقعت على العراقيين في كل العراق )).
إن ما يجري على العراق و سوريا من جرائم إبادة جماعية يومياً تقف ورائه السياسات العقيمة لعمائم الجهل و السوء الإيرانية الموجودة في العراق التي جعلت الشعبين العراقي و السوري يرزح بين مطرقة الإرهاب السياسي و سندان مليشياتها الإجرامية .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049067310#post1049067310