أبيات سَطرها شُعراء فِي وقْتِ إنبعاث الرسالة الإسلامية المُحمديّة، وبَقِيتْ ليومنا هذا تَتَناقلها الأجيال جيلٌ مِن بَعد جِيل “عَلِيٌّ حُبُهُ – جُنّةَ قَسِيمُ النارِ – والجَنّة وَصِيّ المُصطَفى حَقاً – إمامُ الإنسِ والجنّة” ولا زالت باقية آثارها لِيومِنا هذا .
لا يمكن أن نُصدِق أن كُل ما قِيل عَن أمير المؤمنين لم يأتي من فراغ، بَل مِن أفعال تَكاد تَكون مِن عالم آخر، لو لم ينقلها مَن كان عَلى مقرُبة مِنها، والعجيب أنه هُنالكَ تَغافُل وَتَعَمُد كَبير لا يُوصف بِحَقِهِ، حتى لا يُحسب لَهُ لأغراضٍ سياسيةٍ أُمويةٍ سفيانيةٍ كافرة، عَدوّةٌ لمنهجِ الرسالةِ الخالدةْ، حتى سنوّا سُنةً بِسَبِهِ على المنابر قارَبَتْ الستينْ عَاماً!.
بطولات سَطرها في عَهدِ النبي الأكرم “صلواتُ رَبِي وَسَلامهُ عَليه” فِي أكثَر الحُروب شَراسَة، بل وأعقدها، وكَان يُبارز مَن لَم يَستطع أحد مُبارزتهُ، حتى لَو كان الثمن الجنة! التي وعدها رَبي للمؤمنين، وعمر بن عَبدُ وَدٍ أنموذجا، هذا الذي وَصَفهُ المُؤرخون أن لا يَستطيع أحدٌ مُبارزتهُ الاّ وصرعه، ومن الأحاديث التي نُقِلَتْ عن تلك المبارزة ” عن النبي لقد برز الإسلام كله الى الشرك كله”، وكانت ضربة على التي وصفها حامل لواء الانسانية “محمد” (صلوات ربي وسلامه عليه) في معركة الخندق، “ضربة على في الخندق تعادل عبادة الثقلين “، فمن من المسلمين المؤمنين وصل لهذه المرتبة الرفيعة وفي عهد الرسالة، لكن مع الاسف أن كتّاب التاريخ والناقلين الذين يعملون تحت ايدي السلاطين قد ظلموه كثيراً، وهو القائل “سلوني قبل أن تفقدوني، فوربي إني أعلم طرق السموات أكثر من طرق الأرض، أعلم ما الآية وما المقصود منها، وفيما أُنزلت ومما أُنزلت، وما المقصود! منها في سفر أو في حضر، في ليل أم في نهار، ناسخ أو منسوخ ” لهذا كان اختيار ربي ليكون خلفية على المسلمين من بعد النبي “محمد” (صلوات ربي وسلامه عليه )، والبيعة هي في الإسلام الصحيح إنما كانت عيداً، لان فيها إكمال الدين، وإتمام النعمة، والرضا بالإسلام ديناً، التي بايع بها المسلمون الذين إنفَضّوا من حج آخر سنة للنبي الأكرم، ومن بعد ذلك وفاته فذهب لربه مُبَلّغْ أعظم رسالة سماوية نزلت وختام للديانات، موصياً بأمر رباني بخلافة “علي” لكنه ليس بنبي كونه خاتم الانبياء .
إختلف على خلافة علي أشخاص كان هَمُهُمْ الأكبر هُو المُلك، لأن الرسالة الإسلامية إنِتَزَعَتْ مِنْهُمْ سِقايةُ الحاجِ وعِمارةُ المَسْجِدِ الحَرامِ وإنتقلت للمسلمين، وهذا ما أبغَض قُريش وَمَنْ كان يَحكُمُها مِن بَني أمية، وفِي طليعتهم أبو سفيان رأس الكفر الذي أسلم بالسَيّف وَليس بقناعة، أو الموت الذي كان يرتقبه! وطيلة حياةُ النبي يُخطِط في كيفية إسترداد الإمارة، حتى بَعد وَفاته! وَهُو القائل “تلاقفوها يا بني أميه تَلاقٌفْ الكُرة، فَو الذي يَحلِفْ بِه أبو سُفيان، لا تُوجَد هُنالِكَ لا جَنةٌ ولا نار”!
النبي الأكرم الذي لا ينطِقُ عَن الهوى، وفي كَثيرٌ مِن الأحداث والمواطِن والمَوارد، كَان يُأّمِرْ عَلياً عَلى القَوم، حَتى أبَغَضَهُ حاسدوه، حتى وصل الأمر بالنبي في قول له، “مالكم وعلي”؟ وهو الذي “هلك فيه إثنان، مُحِبٌ غالٍ وَمُبغِضٌ قالٍ”، وكثيرة هي الأحاديث النبوية التي قيلت في حق عليّ، منها ” يا عليّ لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلا إبنُ زِنا “، فَهَلْ هُنالِكَ مَن يَكْرَه عَلِيّ وهو الذي وَصّى بِهِ نَبِيّ الرحمة، الذي بُعِثَ ليتمم مَكارِمَ الأخلاقِ