في مثل هذه الأيام إنفتح جدار الكعبة على وليد البيت الحرام، وانكشف الغطاء عن إمام بر تقي باسل في مواجهة الكفر والإلحاد وجهابذة الجاهلية، وفي مثل هذا اليوم اشرقت الارض بنور ربها وتأسس للعدالة نظام كوني وللحرية سيف وراية ومنهج وداعية للإسلام وارضياته الفكرية والحضارية صوت ومفكر ونهج .. ولان علياً هو القران الناطق فقد اعتبر “نهج البلاغة” القرن البشري الذي يجسد رؤية علي “ع” للكون والحياة والانسان وكفى بعلي ان يكون نهجاً في الحياة وبلاغة على السنة الثوار والاحرار والبلغاء.
بهذه المناسبة نتطلع الى صاحب هذه الولادة الربانية العظيمة لنعيد قراءة ابعاد شخصيته على خلفية الحاجة اليه حلاً للعديد من المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والتربوية والسلوكية الراهنة ونافذة لحياة اسلامية يستعيد فيها المجتمع العربي والعراقي ثوابت هذا الامام الذي عاش الاسلام وحركته ورسالته الربانية سلوكاً وحياةً وفضاءاً في المعرفة والحضارة ودولة الانسان.
لقد عاش علي “ع” للإسلام والانسان ولم يكن الا الصوت الصادح بالحق المجسّد لتعبيرات الحركة الاسلامية التي قادها النبي الاكرم “ص” في الحياة العربية والنبي هو القائل “علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار” لهذا كان على الامة وكتائب العاملين للإسلام الانحياز الذهني والسياسي والفكري والعقائدي للحق والعدالة والحرية لأنها السبل العلوية الواضحة والثوابت الرسالية الصادحة لبناء صرح الدولة الحضارية الحديثة التي دعا لتأسيسها الامام في الحياة الاسلامية .
ان علياً الذي عاش للإسلام واستشهد في سبيله لم يبرح بيت الله في مسيرته الربانية فهو ولد في جوف الكعبة ونال الشهادة في محراب الله وتلك مسيرة الرجال الربانيين والائمة المجاهدين القادرين على استبدال عالم الانسانية من انفاق الظلم والاستبداد والقهر الاجتماعي الى عالم النور والحياة ورحابة الحاكمية الاسلامية.
في ولادة علي “ع” ما احوجنا الى قراءة نهج الاصلاح السياسي والاجتماعي في الدولة ومعالجة الاختلالات الهائلة في اسلوب ادارة الحكومة اذ كنا شخصنا في فترات مختلفة مكامن الخلل ودعونا الى تصحيح المسارات وتغيير السياسات وبناء الدولة وفق رؤية سياسية وطنية شاملة وربما كنا قبل سنوات اول من دعا الى اقامة حكومة الاغلبية الوطنية التي تستطيع فيها نخبة من الكفاءات الوطنية ادارة الدولة ومحاربة الفساد والوقوف على الاخطاء ووضع حد موضوعي ونهاية حقيقية لمسلسل هدر المال العام والدعوة الى تعظيم موارد الدولة ومحاكمة حيتان الافساد المحلي .
علي محراب الحق ونفس رسول الله في آية المباهلة وكلمة الانسانية العليا.