علي شعليك اذا بالشام جوعان .. دشبع حزبك ونعلة ابو الشام..
تكضي الليل تفتر وانتة مسؤول.. السياسي الزين كون المغرب ينام..
ابيات للشاعر العراقي (نهاد الخيكاني).. وقد وضع يده على الجرح.. لماذا..؟
ومن هذه المقدمة الشعرية، يمكن ان نصل الى عدد من الاطروحات هي:
…….الاطروحة الاولى:
يبدو ان الشاعر، قد وصل الى عمق القضية العلوية .. وهي علاج الجرح البشري الازلي ..كيف ..؟
يمكن القول، ان خلاصة ما يريد قوله الشاعر الخيكاني: ان عليا يشعر بالاخر .. وقد تحرر من سجن الانانية ..
وللتوضيح نورد عدد من النقاط:
النقطة الاولى: ان الجرح البشري، قد انفتق باكلة تفاحة، كما يراه الكثير.. أي عندما فكر الفرد بشؤونه الخاصة.. أقصد الانسان الاول، أبينا آدم (عليه السلام).. حينها خطط لاغراض شخصية، مستقبلية..او لرغبة فردية.. وكما في النص الكريم:
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35-البقرة)
النقطة الثانية: ان الرغبة الفردية البشرية، سوف تنتج صراع بين الافراد ، لاحقا، وهذا معنى جديد، دليله الاية الكريمة:
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36- البقرة)..
وهو قد يكون فهم جديد للاية.. أي ان قوله تعالى (اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) هو بين ال آدم ..او ذرية آدم.. او بين افراد الجنس البشري.. بسبب الكثرة العددية .. والرغبات الانانية.. التي اخرجت الانسان من وحدة العنوان البشري المتجسد في ادم الى التكاثر العددي وتعدد العناوين..
النقطة الثالثة: حصول تفكك في وحدة التوجه الآدمي نحو الهدف الالهي من الخلق، وذلك بسبب انشغال الافراد برغباتهم المتكاثرة، المنتجة للتفكك .. والهبوط.. والاية السابقة (36- البقرة) فيها مفردة (الهبوط).. ومفردة (بعض).. ومفردة (عدو) .. ويمكن ان نفهم، ان الهبوط في التفكير .. قاد الانسان الاول الى الكثرة (التبعيض) .. ثم حصول العداوة .. لتكاثر الاتجاهات الفردية (الانانية)..
النقطة الرابعة: ان هذا الفهم الجديد .. لا يتعارض مع الفهم الشائع، ان العدو الاخر هو الشيطان.. لان الشيطان، هو الانانية ، ليس الا.. كيف..؟
انظر الاية الكريمة: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12-الاعراف)
لقد بدأ ابليس كلامه بمفردة (أنا)… ! ثم فرق بين الموجودات، فقسمها الى نار وطين..
ويمكن ان نفهم ان ابليس، هو الاتجاه الاناني من الوجود..
النقطة الخامسة: ان اغلب علماء الاجتماع يذهب الى ان الصراع داخل شخصية الانسان، يمكن تلخيصه بالنزعة الفردية، الانانية، من جهة.. وبين المطلب المجتمعي، الضاغط على الانسان، لتجاوز المصلحة الفردية، والتضحية بها، لاجل مصلحة المجتمع ..
ويمكن القول: ان الامام علي (عليه السلام) قد ضحى بالمصلحة الفردية ، لاجل المجتمع.. وهذا ما عبر عنه الشاعر (الخيكاني) .. فقال: علي شعليك اذا بالشام جوعان ..
والشاعر يشير الى قضية كبرى في المشروع الالهي، وهي المسؤولية تجاه المجتمع والآخر..
…….الاطروحة الثانية:
يبدو ان الشاعر، قد عبرا عن أس المشكلة وأصلها .. وحول ذلك عدة نقاط:
النقطة الاولى: ان الخيكاني، وجه اللوم الى السلطة واحزابها، قاصدا فضحهم، بمقارنة سلوكهم مع سيرة الامام علي (عليه السلام).. لان احزاب السلطة تدعي –زورا- انتماءها الى المنهج العلوي.. وقد تجسد ذلك بقوله:
* قارنتك يا (علي) وية اليحكمـون …. و لكَيتـك يا علي مفـرط بالأحكام
* شني تحكم الدنيـة و عرشك بساط؟ …. و شـني بـ (جامع) مقر القائد العام
* و شني عادي اليتيم يكضلك الباب؟ ….اليتيم يروح يسكن دار الأيتـام
النقطة الثانية: ان الخيكاني، قد جسد السيرة العلوية بهذه الابيات، وقارنها لسلوك السلطة الحالية، المخالف لمنهج الامام علي (عليه السلام) .. هذه المباينة والمقارنة بين السيرة العلوية التاريخية.. وبين سلوك السلطة الحالية، عبر عنها الخيكاني في اخر القصيدة فقال: جا مـا صار بينه الصـار مولاي … و ضـل ياهو اليجي و كَال أناا ابو لثام.
والخيكاني يشير الى ما يحصل حاليا من فساد.. والى ادعاءات السلطة الكاذبة، بانتماءها العقائدي الزائف..
والحديث يطول حول الامام علي (عليه السلام) ومنهجه الاصلاحي، للفرد والمجتمع، والذي يمكن ان يلخص –حسب فهمي المحدود- هو التضحية بالقضايا الشخصية لخدمة المجتمع.. ليس الا.. حفاظا على وحدة المجتمع..
الحديث عن الانسان الكامل.. علي بن ابي طالب.. لا ينتهي .. ما دام تكامل علي غير متناهي..