22 نوفمبر، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

علي والحسين ,وداعش والبغدادي والتاريخ سيحكم لمن له السيادة الابدية

علي والحسين ,وداعش والبغدادي والتاريخ سيحكم لمن له السيادة الابدية

خرج الخوارج “القراء” حفظة القرآن الكريم ,ولا يتعدى لقلقة اللسان عندهم منتفضين ضد حكم الأمام علي ,يحملون كما يدعون بين فكرهم وأيدلوجيتهم مشروع نهضوي أصلاحي لقيادة الأمة الإسلامية ,وتصحيح اعوجاجها وتقويمها من خليفة المسلمين ,علي الذي قال عنه الرسول (ص) علي مع الحق والحق مع علي ,علي الذي سمح لهم بممارسة حرية رأيهم والتعبير عن أفكارهم دون ضغط وترهيب ,ويعتبر أول رئيس دولة أسلامية سمح بوجود حزب سياسي معارض ضد دولته ,ليكفل للجميع ممارسة ما يعتقدونه ,شريطة أن لا يتعدى فكرهم لسلوك مترجم على ارض الواقع ويضر بالمصلحة العامة وبالمواطنين ,علي الذي وصفوه انه غير مهيىء لهذه المرحلة وان قيادته للسلطة ستقود الأمة للتمزق والانهيار ,والمثل القائل ,وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ ,الخوارج الذين قتلوا وسفكوا الدماء واغتصبوا الأعراض ,واستباحوا الحرام ,يقتلون على شريعتهم وسنتهم التي أوجدوه ,يبقرون بطون الأمهات لا تأخذهم رحمة وعطف ,وعلي يوصي ابنه الحسن بأن يعامل قاتله بعين الرحمة والعطف ,علي الذي اراد التاريخ ان يزيف تاريخه لم يستطع خجلا منه ,ولم يجد نقطة واحدة يتسلل من خلالها لشرفه النضالي الذي شهد له القاصي والداني ,قاتلهم ليس لآنهم يختلفون معه بالفكر والراي ,بل لأنهم ترجموا الفكر بما يلحق الأذى بالناس ,وشوهو صورة الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين ,علي الذي قال (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) ,وهو القائل لهم ألا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا,جاءت القاعدة بعد أربعة عشر قرن ولهم اراء وأفكار جديدة ,فأصبحنا نترحم على سلوك الخوارج الذين لم يرق لهم علي ,القاعدة اقتطعوا الطريق منذ بدايته فقد رفضوا حتى سنة الرسول واعتبروها بدعة والسبب نفسه هو الحفاظ على الاسلام من براثين اليهود والغرب وبناؤه بناء صحيح قائم على الدم ومنع الحريات واضطهاد الناس ,ومن يقتل ويفجر السيارات المفخخة على الابرياء العزل انه خط الشيطان الذي اعتنقوه ,وليس خط الله تبارك وتعالى,أنجبت القاعدة طفلاً في غرفة مظلمة أصله ونسبه معروف موبوء مريض ,والعبارة تتكرر من حين لآخر ومن زمان لزمان يريدون احياء مشروع الدولة الإسلامية وأعادتها لطريقها الصحيح بعد الضلال الذي سارت عليه ,عن أي طريق ؟ قطع الرؤوس ,وقتل الأطفال واغتصاب النساء وأخذهن سبايا ,وفرض الإتاوات ,وإجبار الأقليات من غير

المسلمين بدخولهم للإسلام او القتل ,بعد سرقة ممتلكاتهم ونساؤهم ,على اعتبار انها غنيمة حرب ,ناهيك عن تفجير السيارات أمام التجمعات السكنية والإحياء الشعبية وعلى المواكب الحسينية ,والجواب أنهم روافض ,والآخرين مرتدون ,ونبش قبور الأنبياء والصالحين ,وهدمها,والغرب الكفرة يبحث في كيفية أنشاء مجمعات لحماية حقوق الحيوان ,لقد خرج الناس عن طريقهم بعد ما ذاقوا المر منهم ومن أفعالهم التي لم نجد لها مثيل في التاريخ ,وكأن التاريخ يعيد نفسه فالخوارج والقاعدة وسلوكياتهم هما وجهان لعملة واحدة ,والهدف هو تهديم القيم الإنسانية قبل الاسلام ,والحسين خرج منتفضاً بمشروعه الاصلاحي ,مشروع الأمة التي أرادوا لها الخضوع والخنوع ,قوم اعوجاجها من طاغية عصره ,حرر رغيف الخبز من يد شذاذ الأفاق والانتهازيين الذي ساوموا المجتمع عليه مقابل بيع ضمائرهم ومبادئهم وإنسانيتهم وحريتهم ,اطعم الموت الجائع من جسده وجسد أطفاله وأخوته وأولاد عمه وأنصاره ولم يبالي خوفاً منه ,حرر الفكر من الانحراف ليبقى حراً في منهجه وسلوكه ,الحسين الذي يبكي ويقول سيدخل الجيش للنار بسببي ,وهو الجيش القادم لقتله ,الحسين الذي احتضن جون العبد الأسود المسيحي وضمه لصدره كما ضم ابنه علي الاكبر أشبه الناس خلقا وأخلاقا ومنطقا برسول الله ,واي سمو هذا وخلق رفيع وأنت ترسم لوحة رائعة لإنسانية الإنسان ،والبغدادي يتلذذ على قتل الأطفال والنساء والأمهات والآباء ,ويقول انا خليفة المسلمين ,وبقتلهم ستدخلون الجنة ,الحسين الذي تحول لظاهرة ثورية تتعمق في ضمير الوجدان الانساني ,وأصبح شعلة ومنارة في قلوب الأحرار والثائرين للمشاريع التي تدعي النهضوية والإصلاحية وجوهرها مشاريع خربة مدمرة لا تعرف من الإصلاح سوى اسمه ومن الإسلام ألا رسمه,والبغدادي الذي أصبح نكرة وضيعة أعطى المبرر بأن يتطاول الحاقدين على الدين الإسلامي ورموزه وينتعونه بدين الإرهاب والدموية,ليس غريباً على الحسين ان يقتل بهذه القتلة المروعة ,فهو ليس مشروع وإنما مشاريع متنوعة ومختلفة لكل طالب للإصلاح تجسدت في استشهاده لمن السيادة اليوم ,لذاك الذي يبيح نكاح النساء للجهاد ,أو لتلك الأسرة الممتدة من السماء للأرض التي حفظت أعراض الناس من الضياع وصانته واعتبرته من أولويات مقدساتها ,الأسرة التي قال عنها الله تبارك وتعالى (إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِير) ,كيدوا كيدكم وسعوا سعيكم فلن تستطيعوا تغير التاريخ وان الحسين خرج على طاغية زمانه ,شارب الخمر معاقر الغلمان ,وطغاة كل الأزمنة ,لن ينحصر في كربلاء ,وجدناه في روح المسيحيين والهندوسيين , واليساريين الثوريين ,وكل الذين يريدون العيش بحرية وكرامة,هو ملك للجميع ,لأنه مشروع أنساني للجميع .

أحدث المقالات