نحن نعلم بديمقراطية الرب العظيم التي اتاحت لنا حرية الحركة في الحياة وتحمل المسؤلية عن نتاج هذه الحركة ! ولقد أوجزها الامام الصادق ع بمقولته الشهيرة ” لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين “
فالسماء وضعت لنا المنهج الذي يسعد البشرية وتَعمُر بتطبيقه الارض .. ولنا الخيار في إتبّاعه تحت أنظار الخالق والمدبر والصانع لهذا الوجود العظيم !
وفي جزئية الحكومة على الارض .. اختارت السماء لنا الكثير من الأنبياء والرسل لضمان تحقيق العدالة وسعادة بني الانسان .. وكان آخر رسل السماء النبي محمد (ص ) وكان اخر خيار لها لمن يَخلف النبي محمد .. وكان الاسم المرشح من السماء لضمان السعادة الانسانية بالحكومة العادلة هو الامام علي (ع) أعلن ذلك امام الحشود في غدير خم الرسول محمد بندائه الشهير : ” من كنت مولاه ” في – السياسة وفي كل شؤون الحياة فالولي المفترض طاعته عليه بعدي هو علي – ” فهذا علي مولاه ، اللهم والي من ولاه وانصر من نصره واخذل من خذله وادّر معه الحق حيث دار ” ونحن ملزمون باتباع اوامره بنص التنزيل ( ما اتاكم الرسول فَخُذُوه وما نَهَاكُم عنه فَانتَهُوا ) .. وكان الخيار – وان كان ممن لايخطيء – مُبرّرّاً ومدعوماً بحجج حيث : جعل الله (عز وجل) رضاه وضمان إتمام نعمه، ونزول عطاياه، مرتبطة بطاعته، وطاعة رسوله، وأولي الأمر الذين فرض طاعتهم من النوع الذي تختاره السماء وليس من اختيار الامة التي لاتستطيع ان تختار غير الرديء اذا كانت اغلبها جاهلة – مع الاحترام للشريحة الواعية منها منها ـ (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ـ واول أولي الامر المقترحين لضمان السعادة الانسانية – هو الامام عليّ الذي أقيم الاحتفال في تنصيبه في واقعة غدير خم المعروفة !
وواقعة الغدير مشهورة في التاريخ وان أنكرها البعض ولوى عنق البعض من وصايا النبي – البعض الاخر –
والسؤال : لماذا خيار السماء قبل خيار الناس ؟
حاول أمير المؤمنيين (علية السلام), من لفت أنتباه الأمة الى الأخطار الداهمة, نتيجة الخيارات الخاطئة.. لكن لم تكن هناك أستجابة حقيقية من الأمة بسبب غلبة العصبية البدوية والجاهلية التي لم تزول بعد و بسبب المغريات المادية والترغيب والترهيب للبعض من الزعامات القبلية آنذاك او بحجة لايمكن ان تجتمع النبوة والخلافة في البيت الهاشمي .. لذا تَرَكُوا الامام العادل علي ع والذي بشّرت السماء امة الاسلام ببعيته بوصف جميل {{ اليوم اكملت لكم دينكم وإتمام عليكم نعمتي }} اوبالآيات الاخرى منها الآية:(ولو أنّهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) .. وذكرت السيدة فاطمة الزهراء مساوىء ابعاد الإمامة والقيادة عن علي .. في كلام لها .. عندما دخلن عليها نساء المهاجرين والأنصار، يعدنها في مرضها الذي توفيت فيه، فقالت لهنّ بعد كلام طويل:(ويحهم أنّى زعزعوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة،… ولأوردهم منهلاً نميراً، صافياً، روياً … ونصح لهم سراً وإعلاناً … ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب {{ ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض }}
والنتيجة : أُبعــــــــــــــــد الامام العادل علي وخسارة امة الاسلام .. من شخص أفكاره عظيمة بكل ابعادها (( ألا وإن إمامكم قد أكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه) .. او :(لعل هناك بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبّع) والى :(والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت) او من كلامه { ايقال عني امير المؤمنين ولا اشاركهم جشوبة العيش وظنك الحال .. ولم يكن ينفق على نفسه وعياله الاّ اربعة دراهم في اليوم .. وذكر المسعودي انه لم يلبس في ايامه ثوبا جديدا ولا إقتنى ضيعه وكان مع ذلك عظيم الهيبة لا يجسر جليسه على ان يبتدئه بالكلام لعظمه في النفوس :(أوصى عليه السلام بأعطاء مقدار من الحليب، الذي كان يتناوله كدواء إلى قاتله أبن ملجم، وأن لا يُبخس حقهُ في المأكل والمشرب، والمكان والملبس المناسب، بل كان يطالبهم بالعفو عنه، فقال لهم: إن أعف فالعفو لي قربة، وهو لكم حسنة فاعفوا
.. وتولاها من لايستحق فكانت النتيجة التخلف والمذابح والقتل لامة محمد من يوم الانحراف والى اليوم ؟! .. تولاها من سرق اموال الرعية ومن كان مايخلفه بعده من اموال .. الملاين ومن الذهب ما يكسر بالفووس والى اليوم .. انظر حولك حال مافيات المال للسحت ومليارات الدولارات التي استولى عليها الحكام من نماذج عثمان ومعاوية وصدام وأمراء الخليج ! نستذكر علي في غديره لكي نتذكر الحكم الرشيد الذي يجب ان يكون لا حكم اللغف واللصوص !
صلوات ربي وسلامه عليك يا امير المؤمنين وسيد الموحدين في ذكرى غديرك الأغر !