لمن لا يعرفه .. هو صاحب أحدى كبريات شركات المستثمرين العراقيين في الشقيقة عمـّان ، ومكتبه في مقر تلك الشركة من الفخامة والضخامة بحيث من يراه يحتسب أن هناك تنافسا في ابتكار ديكور خيالي بينه وبين أحد طائرات الوليد بن طلال .. وأبسط شيء في مكتبه ذاك هو ورق الجدران ( الوول بيبر ) الذي غلف به جدران المكتب فهو مرصع بالذهب الخالص .. نعم بالذهب الخالص .. والكلام لمهندسه الخاص الذي سافر خصيصا الى ايطاليا لأستيراد ذلك الورق .. فتخيلوا باقي محتويات المكتب .
علي غلام ذلك ( العجي ) على قول أهل الموصل كان صنيعة علي الدباغ وبهاء الأعرجي بامتياز ، ونستغرب كل الأستغراب أن أحدا من اولائك الذين يقرأون الممحي لم يسأل مجرد سؤال هذان المسؤولان الكبيران في دولة العراق عن الدعم والتسهيلات التي كانا يقدمانها لهذا الغلام .. وعن كيفية صدور معظم مبيعات مزاد الدولار في البنك المركزي بأسمه حصرا .. أو هو وواحد أو اثنين آخرين لطرد العين .. سنين وأرباح علي غلام ( اليومية ) لا تقل عن مائة وخمسون مليون دينار عراقي .. ووصل به الأمر الى أنه يمنح أو يهدي كل من يزوره من موظفي البنك المركزي عطية لا تقل عن خمسة آلاف دولار أمريكي كضيافة لا غير .
بعض الفاتورات التي كان يقدمها غلام من أجل مزاد البنك المركزي والتي ما زالت محفوظة في البنك تثير الضحك والحزن في نفس الوقت .. فأحداها تشير الى استيراد ( دنابيس ) بمبلغ ثلاثون مليون دولار أمريكي .. يعني لو صدق الغلام بذلك فان في العراق الآن دنابيس تكفيه الى يوم يبعثون .
ذاك واحد من الموهيكانز الذين استحوذوا على مقدرات البلد بالحيلة والدجل والقوة والمحسوبية وفساد اولوا الأمر .. وقد يكون آخرهم ، بعد أن طفت الى السطح ( خيسة ) رجال الديموقراطية في العراق .. ولم نعد نسمع بخمطات مليارية كما فعلها علي غلام ومن وقف خلفه .