23 ديسمبر، 2024 12:48 ص

علي خير البشر ومن أبى فقد كفر

علي خير البشر ومن أبى فقد كفر

قال رسول الله: علي خير البشر ومن أبى فقد كفر (تفسير فرات: ٤٩٦ / ٦٥١، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٣٧٢ / ٨٩٧٠ و ح ٨٩٧١، كنز العمال: ١١ / ٦٢٥ / ٣٣٠٤٥، شرح الأخبار: ١ / ١٤٤ / ٨١، المناقب للكوفي: ٢ / ٥٢٣ / ١٠٢٦، كشف الغمة: ١ / ١٥٦، المسترشد: ٢٧٢ / ٨٣ ، تاريخ بغداد: ٣ / ١٩٢ / ١٢٣٤، تهذيب التهذيب: ٥ / ٢٥٠ / ٧٣٧٩ ولسان العرب: ١٥ / ٢٧٨)؛ وقال الرسول الأكرم (ص): حب علي عبادة، والنظر الى وجه علي عبادة (المستدرك على الصحيحين ج3 ص141، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص398، والوصابي في أسنى المطالب الباب الثاني عشر ص75، والبدخشي في نزل الأبرار ص39، و مستدرك الحاكم – كتاب معرفة الصحابة – ذكر إسلام أمير المؤمنين علي- حديث رقم: 4681 و 4682 و4683، والطبراني – المعجم الكبير – من إسمه عبدالله، وإبن شاهين – شرح مذاهب أهل السنة – فضيلة لعلي (ع)، وفي مناقب الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه عن حذيفة، والإمام ابن عساكر رحمه الله في تاريخ مدينة دمشق برقم 44602 و… آخرين غيرهم.

أرتأيت أن أكتب هذه المرة بلون آخر عن شخصية أبن عم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته وصحبه المنتجبين، ووصيه ووارث علمه الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، أول ضحايا الارهاب التكفيري الذي أرسى أسسه الطلقاء وأبناؤهم وسار عليه أحفادهم وأتباعهم الضالين المظلين حتى يومنا هذا، حيث بات الارهاب التكفيري يضرب شرق الأمة وغربها ومن شمالها وحتى جنوبها دون استثناء مستهدفاً أبناء أمة خير البشر، ومنتهكين حرمة النفس في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والحجاز وافغانستان وغيرها من بلاد المسلمين دون استثناء.

كثيرة هي مناقب وفضائل الامام امير المؤمنين عليه السلام لا يستطيع العالم عدها وقد كتبت في فضائله الكثير من المصنفات والمؤلفات والمجاميع والمتتبع لكتب الفهارس يجد ذلك جليا واضحا والاحاطة بها ضرب من المحال فانه عليه السلام مجمع دائرة الكمال والفضائل بل منه استمد أهل الفضل فضائلهم واليه انتهت رئاسة اهل الفضل وذلك لانه عليه السلام يستمد من فوارة النور اللامتناهي ألا وهو الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله روحي وارواح العالمين له الفداء لانه سنخه وفرعه وكما قال عليه السلام أنا من محمد كالضوء من الضوء – إبن أبي الحديد المعتزلي؛ واليكم بعض المشاهد التي رواها كبار الرواة والمحدثين:-

* المشهد الأول – يقول الخوارزمي في كتاب “المناقب” صفحة 40- الامام علي غرة المهاجرين، وصفوة الهاشميين، وقاتل الكافرين والناكثين والقاسطين والمارقين، والكرار غير الفرار، فصال فقار كل ختار بذي الفقار، صنو جعفر الطيار، قسيم الجنة والنار.. كما جاءت في “ينابيع المودة” للحنفي روى إبن السماك: إن أبا بكر قال سمعت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، يقول: لا يجوز أحد على الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز؛ كما جاء في مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/127، وكنز العمال 5/30 ؛ والجامع للسيوطي 1/374، والترمذي، وابن المغازلي 80، والاستيعاب 2/457 وغيرهم .

* المشهد الثاني: يروي ابن حجر الهيثمي الشافعي في الصواعق المحرقة ص 108 قال أخرج ابن السمان في كتابه (الموافقة) عن ابن عباس قال: لما جاء أبو بكر وعلي لزيارة قبر النبي بعد وفاته بستة أيام، قال علي لابي بكر تقدم (أي في الدخول الى الحجرة التي فيها القبر الشريف) فقال أبو بكر لا اتقدم رجلا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه: “علي مني كمنزلتي من ربي” – اخرج الحديث محب الدين الطبري الشافعي في “الرياض النضرة “ج 2 ص 163، وفي “ذخائر العقبى” ص 64، وفي “الرياض النضرة” ج 2 ص 244.

* المشهد الثالث: قال عمر بن الخطاب: “عليّ أقضانا”؛ وقال: أني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني – رواه أبو هريرة وأخرجه ابن سعد “في الطبقات”، وجلال الدين السيوطي الشافعي في “تاريخ الخلفاء”، والحاكم عن ابن مسعود.. ويروى أن عمر بن الخطاب كان يتعوّذ بالله من معضلة ليس فيها أبوالحسن – ذكره جمع كثير من علماء السنّة ومنهم ابن عبد البرّ في “الاستيعاب”، وأخرجه بسند عن سعيد بن المسيب، والمحب الطبري في ذخائر العقبى.

* المشهد الرابع: وقال عمر بن الخطاب ايضاً: “لولا عليّ لهلك عمر”- رواه سعيد بن المسيب، وأخرجه أحمد وأبوعمر، وأبو المظفر يوسف بن قزاوغلي الحنفي في كتابه “تذكرة خواص الأئمة” في قضية المرأة التي ولدت لستة أشهر وامر عمر برجمها فمنعهم من ذلك عليّ بن أبي طالب بعد ما بيّن سببه فقال عمر: “اللهمّ لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب” – ورواه عليّ المتّقي الحنفي، وأخرج في كنز العمّال كلاماً لعمر بمضمونه وهذا نصّه: اللهمّ لا تنزلن بي شدّة إلاّ وأبو الحسن الى جنبي – جاء في ذخائر العقبى، وعن يحيى بن عقيل، وعن أبي سعيد الخدري قال أنه سمع عمر يقول لعلي ـ وقد سأله عن شيء فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن انتهى – جاء في كفاية الطالب، وأخرج الحديث بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن عمر ، وأخرجه ابن عساكر الدمشقي في تاريخه بطرق شتى.

* المشهد الخامس ـ أخرج العلاّمة ابن أبي الحديد: لمّا قال محفن بن أبي محفن لمعاوية: جئتك من عند أعيى الناس، ومن ابخل الناس، وذلك رداً على سؤال معاوية له: من أين أتيت؟ ـ ويقصد بكل ذلك الإمام عليّ(ع)؛ فقال له معاوية: ويحك!! كيف يكون أعيى الناس؟! يابن اللخناء، ألعليّ تقول هذا؟! فوالله ما سنّ الفصاحة لقريش غيره.. ويحك! كيف تقول إنّه أبخل الناس؟! لو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لأنفد تبره قبل تبنه.

* المشهد السادس: وقال ابن قتيبة: ذكروا أنّ عبدالله بن أبي محجن الثقفي قدم على معاوية فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب؛ فقال معاوية: لله أنت!! أتدري ما قلت؟ أمّا قولك «الغبي»، فوالله لو أنّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان عليّ، وأمّا قولك «إنّه جبان»: فثكلتك أُمّك هل رأيت أحداً قطّ بارزه إلاّ قتله؟، وأمّا قولك «إنّه بخيل»، فو الله لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه.

فقال ابن أبي محجن الثقفي: فعلام تقاتله إذاً؟

قال: على هذا الخاتم الّذي من جعله في يده جازت طينته.

فضحك الثقفي ثمّ لحق بعليّ بن أبي طالب – جاء في كتاب “الإمامة والسياسة”: 101، “محاضرات الأُدباء” 2/387، وشرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ١ : ٢٢.

* المشهد السابع – جاء في كتاب “طبقات الحنابلة” للقاضي أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي المتوفى 526 – الجزء الثاني ص 358، ورواه الكنجي الشافعي في “كفاية الطالب”/ 72، ورواه أحمد في “إحقاق الحق” 17 / 209، عن مجمع الآداب للبخاري الفوطي: 3 ق / 1 / 594 طبعة بغداد، وجاء في مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، وكنز العمال5، والجامع للسيوطي 1، والترمذي ، وابن المغازلي؛ قال وسمعت محمد بن منصور قال: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا ابا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟! أليس روينا أن النبي قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال/ فأين المؤمن ؟ قلنا: في الجنة، قال: وأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: إذا فعلي قسيم النار!!.

[email protected]