12 أبريل، 2024 1:15 م
Search
Close this search box.

علي خليفة الرسول

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الثابت عند المسلمين جميعا ان لكل نبي وصي من بعده ، يشرف على مجتمعه ويعمل على تفعيل وتجسيد رسالته ، وإشاعة وترسيخ منهجه في الناس ، فالأوصياء حلقات الوصل بين الناس والأنبياء ، فهم بالمعنى الأعم سفراء السفراء. فإذا كان الأنبياء سفراء الله إلى خلقه ، والاوصياء سفراء الأنبياء إلى الناس ، إذا هم سفراء الله بالواسطة والتبع ، لذلك لايتم اختيارهم من قبل الأنبياء أنفسهم بل يتولى الله تعينهم ، لذا يجب ان يكونوا على درجة عالية من النقاء ، والصفاء ، و العصمة ، والعلم ، والأخلاق الحميدة ، وهذا ما يمكن معرفته من الخارج ، فلابد من كشف الباطن والاطلاع على الضمائر والنوايا و كوامن النفس ، وهذا الأمر من شؤون الخالق سبحانه ، وبذلك يتم تعيين الاوصياء للأنبياء بأسمآئهم والقابهم وصفاتهم كما هو الحال بالنسبة إلى للأنبياء أنفسهم ، وحتى لو نظرنا إلى موضوع الوصية من الجانب العقلي لوجدنا العقل البشري يدعو ويؤكد على أمرها بكل إصرار ، لأن الوصية مسألة فطرية قد جبل عليها الإنسان منذ اقدم العصور ، لأنها تعبر عن التواصل والاستمرار في بناء الحياة وإدامة فصول التاريخ الفردي والاجتماعي بشكل عام ، وعلى هذا الأساس جاءت الشريعة الإسلامية وأكدت موضوع الوصية ، وقد نال بعض الاوصياء درجة النبوة بعد رحيل النبي السابق مثل سليمان( ع) فقد كان وصي وخليفة أبيه النبي داود ، وبعده نال كمال النبوة ، وكذا اسماعيل بالنسبة لإبراهيم( ع) بينما كان بعض الاوصياء نال شرف استمرار الوصاية فيه وفي ذريته كالاسباط من بني إسرائيل وآل محمد عليهم السلام في هذه الأمة ، وتكون الوصية واضحة الألفاظ و أن تتكرر من قبل النبي عدة مرات ليستقر الأمر في قلوب الناس ، ولكي يصل هذا الخطاب إلى آخر فرد في صفوف الأمة ، إذ لايكفي أن يوصي بالوصية قبل موته بلحظات ، فهذا يولد التنازع عادة بين الورثه ، وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بأنه قام بتعيين وصيه منذ الأيام الأولى للرسالة الإسلامية ، ثم استمر بذلك إلى آخر عمره الشريف ، فاعلن الوصية في السلم والحرب ، والمواقف المهمة والجلسات العامة ، وبشكل عام وانفرادي ، وفي السفر والحضر ، وفي البيت والشارع ، وعلى المنبر وغيره من اقتاب الإبل وظهور الخيل ، واعلن باسم وصيه وكنيته ولقبه وصفته وبين للمسلمين سبب ذلك ، مشيرا إلى علمه وعدله وجهاده ، وما أجرى الله على يد وصيه من معجزات للتأكد الوصية فيه أكثر.
وقد رويت الأحاديث والكلمات النبوية الشريفة التي يصرح فيها أن علي بن أبي طالب وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، منها حديث الدار لما نزل قوله تعالى ( وانذر عشيرتك الأقربين ) جمع رسول الله ( ص) أهل بيته وإعمامه في بيته وقال لهم :(( أيكم يؤازرني على أمري هذا ويكون أخي ووصي وخليفتي فيكم )) فاحجم القوم عنها جميعاً ، فقام علي وقال : ( انا يا رسول الله اكون وزيرك) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم( هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم )) . حتى قال رسول الله( ص) : (( أنا خاتم الأنبياء و انت ياعلي خاتم الاوصياء ))..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب