23 ديسمبر، 2024 3:27 ص

علي .. بين مرحلتين …

علي .. بين مرحلتين …

“اصبح واضحا عندي الان،، ان الامام علي،، لم ينطق الا بعد رحيل النبي الاكرم”
اخذ صديقي رشفة من الشاي، وسألني :
“لم افهم… ماذا تقصد؟”
قلت:
“اجمالا، او تحقيقا،،، ان الإمام علي،، لم يمارس دورا تبليغيا او تثقيفيا في حياة النبي الاكرم،،
لاحظ، ان اغلب كلامه، كان بعد رحيل النبي الاكرم..
ما ورد في خطبه،، في نهج البلاغة وغيره،،، كان بعد عام ١١،، صح؟”
فرك ابومحمد راسه مستغربا،، وقال:
” يبدو لي ذلك ايضا، الان..
لكن،، ماذا تسمي جهود الامام قبل ذلك،،، ودوره البارز في مساندة النبي”
قلت:
” كانت مرحلة تاسيسية، يعني اعلان عنوان، وتثبيت وجود ذلك العنوان، وبلورة قواعد شعبية،، انها مرحلة تاسيس لدين وجماعة جديدة٠٠٠
نعم، هذا لا يتعارض مع تبليغ الرسالة الالهية،،، بل من ضروريات ذلك،، اعلان البيان التاسيسي، او منهج واطروحة الدين الجديد
او قل
مرحلة اثبات وجود،، ليس الا”
حدق صديقي بي، مبتسما،، وقال:
” لا اعتقد وصف الرسالة بهذه الطريقة، يناسب قدسيتها،،
نعم،، هو ايضاح لطيف..
لكن النبي، رسولا،، يوحى اليه تبليغ الرسالة،،. وهكذا يبدو لي.
وليس واضحا لي موضوع التاسيس”
وجدت ضرورة لازالة الشبهات التي حصلت عند صديقي، ويفترض ازالتها،، قلت له:
” يا صديقي،، مثلا في يوم بدر،، انظر إلى دعاء النبي الاكرم. ومضمونه:
، اللهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلامِ ، فَلا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا..
وهذا له مفهوم تاسيس لقواعد شعبية،، تكون وجود مادي لاطروحة الخالق تعالى.. “
همهم صديقي بكلمات،، وسألني :
” لم يتوضح لي ما هو الفرق في أداء الامام علي قبل النبي الاكرم وبعده..
هل توضح ذلك؟ “
قلت:
” اها… باختصار،، ان النبي الاكرم، تكفل بتاسيس اولا.
تاسيس الاطروحة والمفاهيم للرسالة،، طبعا كان طبقا للوحي.
ثانيا. تم تاسيس قواعد شعبية، هي الوجود المادي للاسلام، عنوانا، على الاقل.
ثالثا. تم اعداد قائد للمرحلة التطبيقية، او المراحل اللاحقة عموما.. بما يتمم المفاهيم،، ويضمن الوجود والاستمرار”
ثم أضفت :
” يمكن تمييز مرحلتين، عاشها الامام..
الولى مشاركته الواضحة والاكيدة في التاسيس المادي للمجموعة… دون التاسيس النظري…
المرحلة الثانية،، وبدات بعد رحيل النبي.. وفيها الدور التنظيري التعميقي والتطبيقي للمفاهيم،، وللقواعد الشعبية..
وتضمن ذلك، تهذيب واصلاح الفكر والعقيدة والافراد.
وخاصة مفهوم العدالة الاجتماعية، لكونه العمود الفقري للرسالة،، ولذلك تعمد الامام عدد من الممارسات التي تضبط اداء الدولة وافرادها،، من ذلك
مثلا توحيد العطاء،،، بلا فوارق اجتماعية
ثانيا.. منع التمايز بين الافراد،،، ولذلك كوى يد اخيه عقيل بالنار..
ثالثا،، عدم تميز المسؤول،، لذلك لبس ملابس الفقراء.. واشتغل بحفر الابار.. ..
والحديث طويل لا يسعه الدهر “
ابتسم صديقي.. وقال
” الشيء الاكيد،، ان ما يحصل الان في العراق، رسميا، هو تهديم ومحاربة لتلك المفاهيم العلوية”