في برنامج سحور سياسي ، الذي قدمه العبادي ، وجه احد الوزراء السابقين نقدا لاذعا الى الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ، وحسب الوزير فان الدباغ فاقد المهنية و الموضوعية في القيام بالمهمة المناطة به كناطق رسمي للحكومة ،فالمفترض انه يعبر فقط عما يطلب منه ” حرفيا ” ، لكن الدباغ تجاوز هذه الحدود ، واخذ يدلي بدلوه في غزارة ظهور الاعلامي في الفضائيات وكانه هو المخطط والموجه لسياسة الحكومة ، حاله حال مريم الريس ، فيفترض انها كمستشارة لرئيس الوزراء ، تكون استشارتها لرئيس الوزاراء مباشرة وحسب طلبه منها ، لكنها تظهر في الاعلام وتدافع على طريقة ” حب واحجي ” عن سياسات رئيس الوزراء ، والتي واقولها صراحة ،انا مع متابعتي المستمرة له في الاعلام لااعرف … منهجه في ادارة الحكومة … هل هو يمثل طائفة ومكون كما الاساس الذي تاسس عليه حزبه ، ام هو صاحب اجندة وطنية كنوري سعيد وعبد الكريم قاسم وعبد الرحمن البزاز ، ام هو ذو اتجاه تنموي ديمقراطي ، كما مهاتير محمد او الشيخ زايد ، ام هو ليبرالي ديمقراطي علماني ، وبالتالي فهو حقيقة بلا لون ،وهذا ما اوصل الوضع المتأزم في العراق الى ماهو عليه .
في الأعوام ، 2005، 2006 ، 2007 ، ومع اشتداد المد الطائفي ،ومع كتابة الدستور ، اكثر من تحدث عن المكونات والطائفية ” عرب سنة عرب شيعة ” ، ثلاثة ، علي الدباغ ، ومريم الريس ، وجلال الطالباني ، والثلاثة كسبوا ” شخصيا وليس تاريخيا ” بلعب هذه الورقة وان كانت على حساب دماء الشعب العراقي ،لكن لهذه الدماء ” لعنة” كما هي “لعنة الفراعنة “، فهاهو الطالباني يفشل تماما في وعده في ايجاد حلول للازمة السياسية في البلاد ،بعد ان اتضح ان مايقوم به من جهود في هذا الاتجاه ليست سوى سحابة صيف ،وهاهي مريم الريس تختنق بتصريحاتها الاخيرة حول سفر المسؤلين الاكراد ، والتي لاقت استهجانا بينا ، وهاهو علي الدباغ ” يسقط ويتوسل ” بدون ان يسمي عليه احد .
وللمراقب ، فان نهاية علي الدباغ ، لم تكن وليدة اليوم ، بل منذ ان زعق في الفضائيات ” متهما سوريا بانها حاضنة الارهاب ” ،منذ ذلك الحين تسلل الى الاعلام المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي ، وكان مؤشرا واضحا للدباغ ” شيل جوالاتك ” ، لكنه ، وكما انتقدته ذات يوم لدى تسلمه وزارته الفريدة في العالم ، وزارة الناطق الرسمي باسم الحكومة ، حينها ارسل لي ايميلا يقول بانه استلمها كحصة انتخابية له ، عندها اجبته ” الا لعنة الله على المحاصصين” فكل مايكسبوه ، فسادا وسحتا وحرام .
علي الدباغ ، بعد ان تسلق ، بدعم رئيس الوزراء ، وبعد ان اثبت له العراقيون الواعون ، بان الادعاء بالطائفية ” زبد” وهو في الهباء ،اوجد له تشكيلا سياسيا ” لايحمل الطائفية ظاهرا ” ، وحصل تشكيله هذا على بعض المقاعد النيابية ، لكنه في حينها وفي ازمة تشكيل الحكومة ، لم يوظفها للمالكي ، ردا لرعاية الأخير له ، بل اخذ يطالب باستحقاق انتخابي ،والظاهر ان المالكي قبلها في حينها ، لكنه اشر الدباغ ” بانه ناكر للجميل ” منتظرا ساعة حسابه ، وهاهي قد أزفت ، فالدباغ ” ادخل عصه في شي مايخصة ” على حد قول جرايننا في الكويت ، فاندفع لادانة المالكي في صفقة الاسلحة الروسية ، متهما الاخير بعدم الاستجابة لتحذيراته من وجود فساد في الصفقة ، لكن المالكي لم يعرلتحذيرات الدباغ اهتماما ، اي ووفقا للدباغ ،المالكي وقع الصفقة مع علمه بوجود فساد فيها ، استحلفكم بما تعتقدون به ، اي محكمة لا تدين المالكي ،بشهادة الدباغ هذه …!!!.
لكن التساؤل … لماذا ابلغ الدباغ المالكي بذلك ، فهو من قريب او بعيد ، ناطق باسم الحكومة ولا علاقة مهنية له بذلك ، أي انه حشر نفسه في شيء لايعنيه ، لايقبل هذا المنطق غير تفسير واحد ادلى به الشيخ صباح الساعدي في استوديو التاسعة للبغدادية ” ماشفناهم يبوكون لكن شفناهم يتعاركون على البوكة “