1. كل يوم يظهر علينا علي الحاتم بتصريحات غريبة متناقضة مع بعضها ولكن قبل ان اذهب الى تصريحه الأخير استوقفني تصريح له على العربية الحدث قال نصا لا يمكن لنا بعد الان ان نقبل ان يحكمنا الطرف الاخر … هنا الرجل أصاب كبد الحقيقة وأشار الى لب المشكلة والتي دائماً ما يتجنبها السياسيون بالذكر … المشكلة في العراق منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان هي ان الطرف العربي السني لا يمكن له باي حال من الأحوال ان يقبل ان يحكم العراق أناس ينتمون الى الطائفة الشيعية والسبب بسيط لان الشيعة في نظرهم ليس لهم انتماء عربي وأنهم مرتبطون بشكل او باخر بإيران العدو التقليدي للسنة العرب ولا نريد هنا الخوض باسباب عداء العرب السنة لإيران والتي تكشف عنها التصرفات والمواقف حتى أصبحت محل تندر …. الحقيقة التي أشار اليها علي الحاتم هي التي تقف وراء عدم الاستقرار السياسي والأمني في العراق وهي التي أوجدت الإرهاب لأنهم وحتى يستطيعون الوصول الى أهدافهم لابد من الاعتماد على التأجيج الطائفي وإيجاد حواضن للمنظمات الإرهابية وهكذا طهرت كل التنظيمات المسلحة السنية المصنفة على الإرهاب العالمي ( جيش المجاهدين ، الجيش الاسلامي ، النقشبندية ، وأخيرا داعش ) وبما ان الأفكار التي تتبناها هذه المنظمات الإرهابية لا علاقة لها من بعيد او قريب بما يسمى مطالب المكون السني في العراق اصبح أبناء ومناطق هذا المكون ضحايا أفعال هذه المنظمات وثمنا لقصر نظر ساسة هذه المناطق كما هو الحال في علي الحاتم الذي ينطبق عليه المثل الشعبي ( لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي ) …
٢. تصريح علي الحاتم الأخير ومفاده ( ان الإقليم السني مطلب مستمر وقتال داعش مؤجل ) اذا ووفق هذا المنطق وبما ان معظم المناطق والمحافظات السنية الان هي تحت سيطرة داعش ولا وجود لعلي الحاتم وثواره على الأرض … اذا من يمثل الاقليم ؟؟ داعش ام علي الحاتم ام النواب الحاليين الذين يتفاوضون ويلهثون على المناصب الوزارية ولم يتجرأ احدا منهم ان يشارك سكان مناطقهم الأزمة التي هم فيها كما فعل غيرهم من ممثلي الإقليم الكردي او الأقليات الاخرى والنائبة فيان دخيل خير مثال مشرف !!! وليس لديهم غير القوانة المشروخة ( البراميل المتفجرة ) التي لم تؤتي أوكلها لدى أبناء عمومتهم في سوريا !!!
٣. ركب علي الحاتم موجة المالكي ولم يحصل ولا حتى على صوت واحد… ركب موجة ساحات الاعتصام وورط نفسه وورط سكان هذه المناطق … وتفاوض مع المالكي لإنهاء الأزمة وعندما استبعد من مبلغ المليار دولار المعروف ركب موجة ثوار العشائر وعندما احتلت داعش مناطقهم حاول ان يسوق الموضوع لنفسه على انهم ثوار وعندما ظهرت أفعال داعش للعالم و دمرت وقتلت ونهبت وسلبت أبناء عمومته بقي يغرد خارج السرب لا يدري من يمثل ولا يعرف حتى ما يدور هناك وعندما هاجمت داعش حماته الان في الإقليم اصبح في وضع لا يحسد عليه … والان وجد باختيار رئيس وزراء جديد منقذا له من الورطة التي ورط نفسه والآخرين فيها وبما انه لا يمثل احدا ولا يستطيع ان يفعل شيء لداعش التي أصبحت امر واقع في مناطقه هو وثواره … خرج علينا بطلبه ( اقليم سني واتركوا داعش) …
ورحم الله أمريء عرف قدر نفسه فاعزها !!!