23 ديسمبر، 2024 5:22 م

علي الاديب…الصح القاتل الذي سيقود الى اسقاط النظام وتدمير الدولة

علي الاديب…الصح القاتل الذي سيقود الى اسقاط النظام وتدمير الدولة

علي محمد حسين الاديب ابن عائلة محافظة وشخص محافظ ومتزن، ابوه علم اجيالا في كربلاء وعلم اجيالا في غربة العراقيين، زميل معارضة صعد هو الى الوزارة وبقينا نحن في القاع ومن يكون في القاع غالبا مايرى الامور بوضوح.
ليست هذه مناسبة للتعريف بوزير التعليم العالي والبحث العلمي وان بدت للعيان طريقة فجة لاستعراض الذات لكن هو مما لابد منه لتذكير السيد الاديب بانه كان يوما ما يصغي لما نقول.

المبحث

يقال (رب ضارة نافعة) وانا اقول (رب نافعة ضارة) وكمثل على النافع الضار فتح العراق امام استيراد السيارات بعد عام ٢٠٠٣ فمن جانب اشبعت السوق الجائعة للسيارات ومن جانب اخر اصبحت السيارة الاداة المفضلة لضرب الامن ولو ان العراق تمهل قليلا بفتح اسواقه امام السيارات لما حلت به كارثة السيارات المفخخة وحتى في هذه لازلت اتساءل عن السر وراء العجز عن حصر السيارات بواسطة جهاز لاب توب وماسح ارقام وهي عملية لاتكلف اكثر من خمسة الاف دولار مع رواتب لخمسة اشخاص يمكنهم انجاز المهمة باقل من شهر؟
واذا استعصى هذا الحل هناك شركة سويسرية تبيع اقمارا صناعية شخصية باسعار زهيدة قياسا الى خزينة الامن في العراق وهذه الشركة تتكفل بوضع القمر في الفضاء ومن خلال القمر الصناعي يمكن للسلطات العراقية مراقبة حركة البلاد ليل نهار ويمكن الرجوع لما تم تسجيله بلحظات اي عكس حركة البلاد في الماضي ومعرفة الاماكن التي صدر منها التهديد.
ومن تاريخ النافع الضار مجيء حكومة الثورة في زمن عبد الكريم قاسم بالدود الاحمر لياكل يرقات البعوض في الانهار والاهوار للقضاء على الملاريا والبلهارزيا فتحول دود الزعيم الى اكل بيوض اسماك البني والقطان.

اذا حصل ووضعنا دراسة للثورات التي حصلت في الدول الناطقة بالعربية كتونس وليبا ومصر وسوريا واستثنينا منها نظريات المؤامرة وهي حقيقة بالطبع فاننا سنجد قاسما مشتركا في هذه الدول وهو زيادة اعداد حملة الشهادات الجامعية والثورة برايي لاتحدث بسبب التخلف انما تحدث بسبب التقدم ولا تحدث بسبب الظلم انما بسبب الشعور بالظلم.
عرفت الثورة الايرانية كذلك بانها ثورة طلاب وكان طلبة الجامعات في واجهة الاحداث.
تطور الدولة لابد ان يواكبه تطور النظام السياسي فاذا تطورت الدولة اجتماعيا واقتصاديا ولم يطور النظام السياسي الياته تحدث فاصلة تقود الى الثورة حتى لو كان النظام بالاساس صانعا لهذا التطور ومثلنا هنا الاتحاد السوفيتي وكثير من الانظمة الاخرى.
اتساع التعليم العالي افقيا يحتاج الى فرص عمل واذا تكدس لدينا ملايين من حملة الشهادات الجامعية الذين لايمكن استيعابهم في وظائف حقيقية نكون كمن وضع الطلاب بمواجهة النظام السياسي.
التعليم العالي في العراق يتمدد بكل الاتجاهات ولايوجد عاقل يعترض على امر كهذا سواي لكن بعد سنوات قليلة ربما يتم تذكري كاول شخص يعتبر بان اتساع التعليم العالي يشكل نقمة على العراق وهو ينظر اليه كنعمة الان.
ماهي حاجة العراق لمئات الالاف من الخريجين الجامعيين في الاختصاصات التي تصنف انها انسانية ؟ في زمن محرك البحث غوغل قد لانحتاج الى مدرس الجغرافيا والتاريخ.
لدينا الاف الحوزويين الذين يمكنهم تبني دروس اللغة العربية باجود من خريجي الجامعات الذين بالكاد يفرقون بين الفعل والفاعل اما الظاء والضاد ففي خبر كان.
اصلا لماذا التعليم العالي في العراق مجاني الى الان؟
رايي ان يتم تحويل التوسع في التعليم على يد السيد الاديب من التعليم الجامعي الى التعليم المهني.
التعليم المهني هو اساس التقدم الالماني وليس التعليم الجامعي.
توسيع التعليم المهني وتوسيع الاختصاصات فحتى الان لدينا اختصاصات محدودة نفط صناعة زراعة تجارة وهي اختصاصات شمولية.
ليس في العراق اختصاص تعليمي اسمه زبال لذلك تغرق بلاد المهندسين والمدرسين بالازبال.
رايي ان يتم وقف مجانية التعليم الى حدود التعليم المهني حتى تكون الجامعات مشروعا انتاجيا ومن يدخلها يفكر بالحصول على وظيفة ساعتها تتجه الاجيال الى الدراسة المنتجة وليس الدراسة الاستعراضية.
الهجوم على التعليم الجامعي يخلق فراغا هائلا في اختصاصات الانتاج والمجتمع العراقي على العموم يعاني من عقدة الطبيب والمهندس.
المطلوب هووقف مجانية التعليم العالي والبحث العلمي
عدم حصر التعليم العالي والبحث العلمي بالجامعة لان ذلك معناه لايوجد بحث علمي ولا تعليم عالي بالمعاهد علما ان المعاهد هي اصل البحث العلمي والتعليم العالي.
جعل امر التعليم وزارة واحدة والغاء تقسيم وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وفصل التعليم المهني بوزارة مستقلة.
عدم ربط الدراسة الجامعية بمسؤولية الدولة حتى يتحمل صاحب الشهادة الجامعية مسؤولياته مستقبلا في ايجاد وظيفة.
استحداث وحدة تعليمية تحت عنوان (التعليم المهني بدون لغة ) لاؤلئك الذين لايعرفون القراءة والكتابة.
تخصيص نسبة الثلثين من مقاعد التعليم المهني للنسوان تعويضا عن كونهن المعيلات الحقيقيات للاولاد.
اشتراط التعليم المهني في اصدار اجازات مهن البناء، القصابة، الحلاقة، الطبخ، السياقة، الدفن، الخبازة، الكهرباء، بيع المواد الغذائية.
واذا تعذر التعليم الكامل يمكن الاكتفاء بدورات تخصصية ولو بالحد الادنى علما ان اخطر  مهن بدون تخصص في العراق هي البناء والسياقة والقصابة والبقالة.
خاتمة
قصة الوزير وصاحبه الواقف قرب الشجرة مبسوطة بالادب الشعبي.