23 ديسمبر، 2024 6:34 ص

عليٌ الأجدر بالخلافة الاولى 

عليٌ الأجدر بالخلافة الاولى 

قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))، نص قرآني يثبت احقية ابن ابي طالب لخلافة الرسول، بإجماع المفسرين، خلافة ليست بتزكية من أحد بل هي من عند الله أوردها في محكم كتابة.
   الحجة الأخيرة لرسول الأنسانية، وفي طريق العودة وعند مفترق طرق الحجيج، أمر الرسول بأن يبنى له منبر فوقف عليه، وبجانبه أخيه وابن عمه فأخذ بيده، ونادى بالجمع “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، فتوالت التهاني على ابن ابي طالب، واخذ من حوله يهتفون “بخ بخ لك يا علي”، و بايعهُ كل من كان حاضراً في ذلك الموضع، الذي يقال له غدير خم، من هنا بدأت خلافةُ بعد النبي، حينها قال شاعر الرسول ” يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا الى اخر القصيدة.
   مثلت حادثة الغدير التبليغ النهائي لرسالة السماء، حيث أمر الله سبحانه وتعالى رسوله، أن يُبلغ أمة بتنصيب خليفة لهُ بعده، فأن الارض لا تخلو من خليفة ابداً، لكن لم يسلم من نصب في الغدير من الظلم وسلب حقهُ بالخلافةِ، فأنهم بايعوا علياً بألسنتهم فقط ويعلم الله ما في قلوبهم، فكانت الأنتكاسة الاولى للرسالة الإلهية هي السقيفة، التي عُبرَ عنها “أم الفتن” عندما اجتمع القوم لاختيار خليفة لهم، مدعين انهم ممن هاجر مع الرسول وهم من قريش، رغم ان اول من حارب الرسول حين نزول الوحي، فكانت هذه حجتهم دون نص شرعي منزل، من هنا كانت الانطلاقة لسلب الحق من أهله.
   ولم يَسلم نص الغدير من التحريف و التأويل و الدس، حاله حال بقية النصوص التي كانت بحق علي، كقول الرسول “انا مدينة العلم وعلي بابها”، التي قلبوا الأسم الى صفة وقالوا عاليٌ بابها بإضافة حرف ليحرفوا القول، لكن الله سبحانه وتعالى حصن ذلك النص بأنزال ثلاثة آيات اختصت بحادثة الغدير، منها ما ذكر اعلاه وايضا قوله تعالى ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ))، الذي نزل في جابر بن النضر بن الحارث بن كلده العبدري، حيث اعترض على النبي بتنصيب عليا وليا للمؤمنين والقصة معروفه ولا داعي للأطالة.
   النتيجة أحقية علي بالخلافة، لا تحتاج الى امثالي لإثباتها بل من بينها هو خالق الوجود من العدم، وايضا أجماع المؤرخين والعلماء على صحة حديث الغدير، عليٌ خليفة الله في الأرض بالنص القرآني، وافتخر اليوم بأني من شيعة علي وأهوى كل من يحب علي أياً كان دينه، كما يقول المعتزلي في عينيته “ورأيت دين الاعتزال وإنني*أهوى لأجلك كل من يتشيعُ”.