إن ما يعيشه اليوم في العراق من أزمات وتحديات لها أسباب ومغذيات كأن تكون سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وغيرها، إلا أن ثمة سبب رئيسي يكاد يكون الجامع الرئيسي والمصل لكل الأسباب التي تدخل في نشوء الأزمات والمخاطر والمهالك، يتمثل في إشكالية القيم ومنظومة الأفكار والخطابات التي تنعكس على سلوكيات ومواقف وأفعال المجتمع( أفرادا وقيادات)، وهنا تكمن المشكلة في العراق حيث أفرزت مرحلة ما بعد الاحتلال منظومة شاذة من الأفكار والخطابات والانتماءات والولاءات تبلورت عنها مواقف وأفعال وسلوكيات غيرت من مسيرة الحياة في هذا البلد المختطف ومزقت نسيجه الإجتماعي وذبحت روح المواطنة بسكين الولاءات المتطرفة التي تُعَمِّق وتُكَرِّس نزعة الفوقية وإقصاء الآخر، فصرنا نعيش حياة الغاب وقانون البقاء للأقوى والولاءات الطائفية أو الجهوية أو الحزبية أو العرقية أو غيرها، على حساب قمع أو إلغاء أو تهميش الآخر، وسُحِقَت وثيقة التعايش السلمي: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وطُمِسَت المثل والمبادئ الإنسانية التي نادت بها كل الديانات والأيديولوجيات…نحن بأمس الحاجة إلى إعادة النظر في الخطاب والمواقف والسلوك وتصحيح المسار واستئصال جذور الفرقة والعنف وثقافة القمع، والعودة إلى الثوابت التي تجمعنا وتعيد لحمتنا وترتق ما فتقه الفكر والخطاب والموقف المتطرف، الذي سفك الدماء وأزهق الأرواح وأيتم الأطفال وسرق البسمة وسلب الأموال وانتهك الأعراض ودنس المقدسات وهجر الملايين وتسبب في كل المآىسي والويلات وخطف الوطن وجعله مسرحا للمليشيات وقوى التكفير وساحة للصراع وتصفية الحسابات وبلدا خاضعا للمحتل الأخطر الأشرس إيران، وكما يقول المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني }} علينا (سنة وشيعة) أن نصحح المسار والخطاب والفعل والموقف فنعمل صالحا وخيرا للإسلام والإنسان والإنسانية جمعاء، دون الانقياد أو التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهوية أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور وتوجهات تُفسد وتُضل وتوغل في الظلم والجور والعدوان…{{،من أولويات عملية تصحيح المسار ومتطلباتها هو استئصال الجذور التي أسست وعمقت وكرست للتطرف والعنف والقمع على مستوى النظرية والتطبيق، ولكي تكون الانطلاقة صحيحة لابد من حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص وطنية مدنية بعيدة عن كل الانتماءات والولاءات إلا الانتماء والولاء للوطن، خالية من كل المتسلطين الفاسدين السابقين برلمانيين كانوا أو تنفيذيين، ولكي يتم إنجاح هذا لابد من إخراج إيران وأدواتها من اللعبة العراقية لأنها ستقف بالضد من أي مشروع وطني صادق لإنقاذ العراق وتعمل على إفشاله مادامت محتلة للعراق،وهذه هي الإستراتيجية الناجعة الشاملة المتكاملة التي طرحها المرجع الصرخي في مشروع الخلاص والذي تضمنت بنوده:(( 3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان .4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح .))،ختاما نقول السلام لا تمنحه قلوب قاسية ولا عقول خاوية ولا وعود بالية،السلام يذبحه سكين التطرف والتعصب وإلغاء الآخر، لا يمكن للسلام أن يتواجد في مناخ تعشعش فيه طفيليات الطائفية، وجراثيم التكفير، ومايكروبات الأنا،، السلام يقتله التمييز وتصنيف الناس أشتات أشتات…السلام والتعايش السلمي والإعتدال عقيدة وإيمان ومواقف وسلوك تمشي على الأرض يصنعه من يؤمن به ويترجمه بسلوكه فهل تأخذ الأمة بنصائح ورؤى وتحليلات ومشاريع المرجع الصرخي التي أثبت الواقع والتجربة صحتها وتماميتها؟!.