23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

علي(عليه السلام) وحفظ الامة علي(عليه السلام) وحفظ الامة

علي(عليه السلام) وحفظ الامة علي(عليه السلام) وحفظ الامة

كثيرة هي التجارب التاريخية التي حفظت لنا العبر والمواعظ ولعل اصدقها ما عرضه القران الحكيم وسنته النبوية الشريفة حيث عرضت لنا صوراً مختلفة من فنون التعامل مع الواقع، وخاصة بين الحاكم والمحكوم وبين العالم والرعية وتحت كل هذين العنوانين اندرجت الكثير من القصص والعبر التي قصها القران الحكيم وسار عليها مرشداً النبي واله واصحابه من بعده،لا تحتاج منا سوى التأمل والالتفات ولي في هذه الاشارة البسيطة عن موقف علي عليه السلام من الامة اكثر من شاهد  لمن القى السمع وهو شهيد
ان من يقرا سيرة علي بن ابي طالب عليه السلام يجد الكثير من المعاني والشواهد التي تنفعنا لمعرفة شكل التوجه المشروع وخاصة امام الازمات، حيث ان المرحلة التي مر بها المسلمون بعد رحيل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه تعد من اعقد المراحل واتعسها حيث التفرق في الراي وكثرة النفاق واهمها هو انقطاع الوحي الذي كان يرشد الناس الى الصواب وهذه هي الحالة الداخلية اما الخارجية فمعقدة هي الاخرى، اذ ان الدولة الاسلامية كانت مهددة كما هي اليوم من قبل الروم والفرس وبالقرب من الدولة وفي بعض امصارها اليهود كل هذه المخاطر والهموم  جعلت الامة بخلفائها تفزع في كثير من احيانها الى استشارة ابن عم رسول الله علي عليه السلام حتى قال القائل منهم لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن، بل ان ابو الحسن عليه السلام كان في كثيرا من الاحيان رائد النصيحة والاشارة والموقف الصلب فكم من موقف ومشروع في ايام الخلافات الثلاث كان لعلي عليه السلام فيها الدور الاكبر والابرز ساعده في ذلك رجاحته واخلاصه في طرح الحلول الصحيحة وهذا ما يعطينا درسا مهما ان القائد الحقيقي وصاحب المشروع الرسالي لا يتخلى عن رسالته فهو يبقى الى اللحظة الاخيرة يمارس دوره المطلوب منه والمشروع لان الامة سواء اقرت به او لم تقر به، فهي معلقة في رقبته وناظرة الى مواقفه وان ابتعاده وسكوته ولاي سبب كان، سيغري الكثيرين من استغلال الموقف …
ناهيك ان ابتعاده وتجاهله سيكون امضاءا مبطنا لكل مايجري
سلام عليك يا ابا الحسن كنت تعيش الامة هماً في حاضرك ومستقبلك، رغم انها كانت صماء ولم ترعوي ولم تلتفت لك، الا انك كنت اكبر من نظرتهم وتجاهلهم.