تتحمل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية مسئولية تاريخية في بناء العراق ومكافحة الفساد على اعتبار أنها تمثل السلطة الرابعة في المجتمع بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وبالتالي فهي تشكل سلطة شعبية تعبر عن ضمير المجتمع وتحافظ على مصالحة الوطنية.
على وسائل الإعلام كافة أن تتخذ دورها الحقيقي في إيصال صوت المواطن والدفاع عن حقوقه ومكافحة الفساد بكافة أشكاله وفضح المفسدين الذين يساهمون بتدمير العراق ارض وشعب .
اكتب هذا الموضوع بعد أن أشاهد الصمت الخطير من وسائل الإعلام وكذلك منظمات المجتمع المدني في العراق بالسكوت على الكثير من القضايا الخطيرة واهم قضية هي قضية مذكرة التفاهم بين وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية والاتحاد الأوروبي، والتي سيجري بموجبها بناء مكب نفايات نووية مشعة على أرض العراق، حسب ما جاء على صفحات المنظمة البيئية في مواقع التواصل الاجتماعي الأحد .وسيمنح الاتحاد الأوروبي بموجب المذكرة كذلك، العراق 2.6 مليون دولار لتصميم وتجهيز المكب، كما ذُكر في بيان صحفي للوزارة العراقية. وأبدت “غرينبيس العالم العربي” دهشتها من هذا الاتفاق، وقلقها الكبير من آثار دفن النفايات النووية في العراق.ونقلت المنظمة عن صفاء الجيوسي، منسقة حملات الطاقة والمناخ لغرينبيس في الأردن، قوله إنه لا توجد طرق آمنة لدفن هذا النوع من النفايات أو طريقة مضمونة لعزلها عن البيئة المحيطة، حيث تحتاج إلى مئات آلاف السنين لتصبح آمنة. فضلا عن إن كمية النفايات التي تنتج بكل خطوة من دورة الوقود النووي سواء كانت من استخراج اليورانيوم إلى تخصيبه ومن ثم تشغيل المفاعلات النووية هائلة وتأثيرها السام يستمر للأجيال القادمة .وطالبت غرينبيس الحكومة العراقية بإلغاء الاتفاقية حرصا على سلامة الشعب العراقي وأجياله القادمة. وذكرت أن أضرار هذا المكب لا تُحصى، مشددة على أن الأولوية يجب ان تكون لسلامة الإنسان والأرض دائما .
فأتساءل لماذا هذا الصمت ياوسائلنا الإعلامية ؟ و يا منظمات المجتمع المدني ؟
هل نترك المنظمات الدولية تطالب بالغاء مذكرة التفاهم ؟
ونحن وأطفالنا أكثر المتضررين من هذه النفايات النووية صامتون !!!
هل منظماتنا تخشى الحديث بالموضوع لأن بعضها يحصل على منح من منظمات الاتحاد الأوروبي والبعض الأخر ينتظر منح من الاتحاد الأوروبي يخشون المطالبة بإلغاء المذاكرة وتصل أسماء منظماتهم إلى المنظمات المانحة في الاتحاد الأوربي ؟
هل العراق بلاد التاريخ والحضارات يصبح في اخر الزمان مكب نفايات ؟
أسئلة كثيرة تدور في ذهني , لكنني مؤمن بأن لدينا الخيرين من إعلاميين ووسائل إعلامية ومنظمات وناشطين سوف يتخذون دورهم الحقيقي في تشكيل حملة ضغط على الحكومة للإلغاء مذكرة التفاهم , وإلا تحولت هذه المنظمات ووسائل الإعلام إلى مجرد مؤسسات شكلية في المجتمع لا تغنى ولا تسمن من جوع .
رئيس منظمة الشباب العربي
[email protected]