لايمکن أن يشکل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خطرا على بلدان المنطقة بقدر ماتشکل أذرعها العميلة عليها، فهي تقوم بکل شئ بالوکالة عن هذا النظام وهي معتقدة بأنها تقدم خيرا ومعروفا لشعوبها وللدين الاسلامي، ولکن وکما هو معروف فإنها لاتقدم الخدمات سوى لمرجعيتها السياسية ـ الفکرية أما ماتقدمه لشعوبها وللدين الاسلامي نفسه فليس سوى ضرر في ضرر.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومنذ تأسيسه، ساهم بإيجاد أجواء وأوضاع في بلدان المنطقة أقل مايقال عنها شاذة خصوصا بعد أن صارت آثارها وتداعياتها السلبية ملموسة، خصوصا من حيث زرع کل أنواع وأسباب الفرقة والتناحر والاختلاف بين مکونات شعوب المنطقة بصورة لم تکن معهودة من قبل أبدا، ويکفي أن نشير الى إن هذه الحالة أنست شعوب المنطقة أعدائها الخارجيين وإنشغلت بأعداء داخليين وهميين صنعهم مشروع الخميني في هذه البلدان من أجل ضمان نجاح تطبيقه.
مزاعم نصرة الشعوب المستضعفة وتإييدها وما يسمى ب”مظلومية الشيعة”، وإدعاءات أخرى کانت بمثابة أبواب لتبرير التدخلات الايرانية وجعل هذه الشعوب والبلدان مادة أو بالاحرى جسرا من أجل عبور مشروع الخميني الى الضفة الاخرى، وقد تم إيهام شعوب المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، من إن تجربة نظام ولاية الفقيه، هي تجربة نموذجية متکاملة ومن شأنها أن تحقق الخير والسعادة والرفاه للشعوب.
خدعة وأکذوبة نموذجية نظام ولاية الفقيه، فضحتها إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي جسدت للعالم کله فشل هذا النظام وإخفاقه في أن يکون في مستوى طموحات وأماني ومتطلبات الشعب الايراني بل وإن الشعب الايراني عندما قام بترديد شعارات من قبل”الموت لخامنئي”و”الموت لروحاني”و”يسقط نظام ولاية الفقيه”، فإنه قد فضح وکشف کذب وزيف هذا النظام أمام شعوب وبلدان المنطقة والحذار من الانخداع بأکاذيب وخدعه الواهية ولاسيما بعد أن صارت أغلبية الشعب الايراني تعيش تحر خط الفقر وصار هناك أکثر من 5 ملايين مواطن يعانون من المجاعة الى جانب جيوش مليونية من العاطلين والمدمنين والالاف التي تقضي لياليها في بيوت من الورق المقوى!
هذا النظام الذي يزعم کذبا وبهتانا من إنه نظام نموذجي ويلبي طموحات الشعوب الاسلامية ويحقق لها الرفاه، عانى ويعاني الشعب الايراني الامرين من حکمه الممقوت وکنموذج بسيط ولکن مهم جدا وذو معنى وإعتبار خاص، نورد حال وأوضاع المدارس في ظل هذا النظام في إيران حيث من المفترض أن يتم إيلائها أهمية خاصة فقد کتبت صحيفة همدلي 22سبتمبر/أيلول 2018 بشأن تهالك المدارس وكونها غير آمنة تقول: «يبدأ ما يقارب 15مليون طالب في كل أنحاء البلاد اليوم الأول من شهر ”مهر“ لسنة ”1397 ـ 1398“ الدراسية، حيث يرغمون على قضاء فترة دراستهم البالغة 9أشهر في ظل آلاف المدارس وعشرات الآلاف من فصول الدراسة دون أدنى الإمكانيات للسلامة والأمن وهي قديمة ومدمرة وفي بعض الأحيان في الأكواخ وذلك بإذعان من الكثير من كبار المسؤولين في البلد وخاصة المسؤولين المعنيين في وزارة التعليم والتربية»، ونحن نسأل أذرع هذا النظام وقبلها المنبهرون والمنخدعون عن جهل، أعلى هذا النظام تعولون؟!