منذ سنوات طويلة والشعب الكردي يُعاني في إقليم كردستان – العراق شتى صنوف الإستبداد السياسي والفساد الإداري والحكومي والإقتصادي والطغيان الحزبي والظلم والجور الإجتماعي من قِبَل الحكومة الكردية التي تتحكَّم بها عائلتي البارزاني والطالباني .
مع إن إقليم كردستان العراق يزخر بالكثير من الثروات الوطنية الكبيرة ، في مقدمتها النفط والغاز لكن الشعب الكردي أضحى محروم منه بسبب الإستبداد والفساد والنهب للحكومة الكردية وحزبي البارزاني والطالباني اللذين يُهيمنان بسلطوية لا حدود لها على جميع مرافق وشؤون وثروات الإقليم .
أما العنف وسياسة كَمِّ الأفواه الى جانب زج المخالفين والمعترضين من الصحفيين والكتاب والمعلِّمين الكرد وغيرهم على سوء الإدارة والإستبداد في غياهب المعتقلات الرهيبة ، مع إعمال كل صنوف الإضطهاد النفسي والجسدي ضدهم ، أو الإغتيالات فذاك أمر كارثي ومأساوي آخر يقع في الذروة من المظلومية والمغدورية والإضطهاد الذي يتعرض له الكرد من الأحزاب والقادة الكرد ، ومن الحكومة الكردية في إقليم كردستان – العراق .
فمنذ أعوام إشتدت الأزمات الحياتية والمعاشية للشعب الكردي في الإقليم بشكل كبير جداً للعوامل التي أشرنا اليها . لذلك بدلاً أن يحاول مسعود البارزاني رئيس حزبه البارزاني ونيجيرفان البارزاني نجل أخيه ورئيس الإقليم من المحاولات الجدية والمخلصة والعملية في بسط قيم العدل الإجتماعي والديمقراطية بين الشعب الكردي في الإقليم ، فإنهما نشرا بيانهما حول عيد النوروز ، حيث بيانهما لم يتجاوزا تمني الخير للكرد ، مع إنهما بإمكانهما تجاوز التمني الى الفعل في عمل الخير والإصلاح وبسط العدل وتحسين الأوضاع المعاشية والحياتية البئيسة التعيسة التي يُعاني منها الكرد في الإقليم منذ سنوات طويلة .
يقول مسعود البارزاني في نص رسالته الموجزة التي وجهها للشعب الكردي بمناسبة عيد النوروز بعد البسملة :
[ بمناسبة حلول عيد نوروز ورأس السنة الكردية ، أتقدم بأحر التهاني والتبريكات لأسر الشهداد الكرام والبيشمركة البواسل ولكل مواطني إقليم كردستان في الداخل أو في خارج البلاد وللشعب الكردي في بقية أجزاء كردستان ، متمنياً لكم جميعاً الخير والسعادة ، آملاً بمزيد من الهدوء والإستقرار والمودة بهذه المناسبة السعيدة ، وأن يعم السلام والتآخي في بلادنا والمنطقة عامة .
مسعود بارزاني
29 رَشَمَه 2721 كوردية
20 / آذار / 2022 ميلادية ] إنتهت الرسالة ، يُنظر موقع حزب البارزاني الإلكتروني ، وموقع فضائية [ روداو ] . KDP. iNFO
كما لاحظنا من رسالة مسعود البارزاني للكرد بمناسبة عيد النوروز فإنها تتضمن فقط التهاني والتبريكات لأسر الشهداء وقوات البيشمركة ومواطني الإقليم في الداخل والخارج والشعب الكردي في بقية أجزاء كردستان . والسيد مسعود البارزاني يتمنى لهم جميعاً الخير والسعادة ويأمل بمزيد من الهدود والإستقرار والمودة بمناسبة عيد النوروز السعيد ، وأن يعم السلام والتآخي في بلادنا والمنطقة بشكل عام .
هذا كل ما تضمنه رسالة مسعود البارزاني للشعب الكردي بمناسبة عيد النوروز ، فالرسالة كلها إحتوت على الأمنيات والتمني للخير والسعادة والإستقرار والمودة والسلام والتآخي في إقليم كردستان والمنطقة . هذا النمط من الرسائل هو عادة ما يكتبه الأشخاص الذين لا يتحمَّلون مسؤولية سياسية وحكومية وإدارية في البلاد ، حيث هم في رسائلهم التبريكية يدعون ويأملون ويتمنون الخير والسعادة والإستقرار والمودة والسلام والتآخي بين المواطنين ، لأنه ليس بمقدورهم ولا بإمكانهم فعل أكثر من ذلك .
أما جلب الخير والسعادة والإستقرار والقسط والمودة وتحقيقها ، وتعزيز السلام والتآخي وبسط الرفاهية والرخاء والحرية والعدل الإجتماعي فذلكم مسؤوليته المباشرة والأساسية تقع على عاتق الحكم والحكومة والرئيس الحاكم ومرهون بهم . عليه نجد إن مسعود البارزاني ونيجيرفان البارزاني لم يتطرَّقا الى القيم والأزمات والقضايا الأساسية الهامة للمواطنين التي أتينا على ذكرها في رسالتيهما على الإطلاق ، ياترى لماذا آثروا الصمت المطبق وآكتفيا بالتوجيهات والنصالح التي هم أحوج الناس بها ، وبالتمنيات الشكلية التي لاتُسمن ولا تُغني من جوع على الإطلاق ولا تُحقق العدل المفقود في الإقليم منذ سنوات طويلة أبداً ..؟ إن الجواب بالحقيقة يكمن في المثل القائل المعروف : [ فاقد الشيء لا يُعطيه ] ! .
ففي ظلِّ رئاسة مسعود البارزاني لحزبه منذ نحو من أربعة عقود ، أو من خلال رئاسته لإقليم كردستان [ 2005 – 2017 ] ، ثم في ظل رئاسة آبن أخيه نيجيرفان البارزاني لحكومة الإقليم ، أو رئاسته الحالية للإقليم ، وفي ظل رئاسة نجله مسرور البارزاني خيَّم على الشعب الكردي في إقليم كردستان – العراق جميع صنوف القهر والجور والظلم والإستبداد والدكتاتورية والطغيان والإرعاب والإذلال والإفقار والتجويع للكرد والنهب للثروات الوطنية لأقليم كردستان – العراق .
هكذا بالنسبة لرسالة نيجيرفان البارزاني الرئيس الحالي لإقليم كردستان – العراق بعد عمه مسعود البارزاني بمناسبة عيد النوروز ، فإن رسالته أيضاً كانت كرسالة عمه شكلاً ومضموناً ، ومن حيث المعنى والمغزى . فهما بالحقيقة لم يُقدِّما جديداً ولم يطرحا سياسة حضارية راقية جديدة ، أو مشروعاً إصلاحياً حضارياً عملياً قائماً على مباديء العدالة الإجتماعية والديمقراطية ، وذلك آستدراكاً عاجلاً لِمَا فرَّطوا بحق الشعب الكردي في إقليم كردستان خلال العقود الثلاثة الماضية وحتى اليوم من نواحي الحكم والحكومة والإدارة والرئاسة والإقتصاد والثروات الوطنية ، ومن الناحية العسكرية وغيرها الكثير .
فلو نظرنا الى ثلاثة قضايا أساسية للحكم العادل الصالح لأيِّ شعب وبلد لرأينا كم هم بعيدون ، كل البعد عن الحكم العادل الصالح وهي ؛
1-/ الحكم والرئاسة : إن الحكم والحكومة والرئاسة الحزبية والحكومية لإقليم كردستان – العراق كانت ومازالت تحتكرها العائلة البارزانية عن طريق العنف المفرط والإرعاب والدكتاتورية والإستبداد .
2-/ الإقتصاد والثروات الوطنية : مُذْ ثلاثة عقود والسلطة البارزانية تستحوذ على الثروات الوطنية للشعب الكردي في إقليم كردستان من النفط والغاز والجمارك وغيرها ، والشعب الكردي في الإقليم مَسَّهم منذ أعوام طويلة أجواء البرد القارصة والمعيشة الضنك والأزمات المعاشية الشديدة . على هذا آضطر الكثير من الكرد في الإقليم من المغادرة نحو البلاد الغربية هروباً من بطش وحيف الحكومة الكردية والأحزاب الكردية والقيادات الكردية المستبدة نحو شعبها الكردي ، حيث تعرض عدد غير قليل منهم الى الموت في الجبال ، أو الموت غرقاً وسط البحار . وما هو غريب الى أبعد الحدود هو عقد العائلة البارزانية إتفاقية نفطية مع تركيا لنصف قرن لأجل بيع نفط الإقليم لها بثمن بخس ، وذلك دون إطلاع البرلمان والحكومة في الإقليم عنها ! .
رغم إن الإقليم يُصدر النفط والغاز طيلة الثلاثة عقود الماضية دون علم المركز في بغداد والتنسيق معه فإن حكومته مُستدانة لنحو [ 27 ] مليار دولار ، وذلك بآعتراف مسرور البارزاني نفسه رئيس الحكومة الإقليم الحالية . وذلك بسبب الفساد اللامحدود والنهب للثروات الوطنية للشعب الكردي في الإقليم ، حيث تواترت الأخبار المستدلة بالوثائق بأن أفراد العائلة البارزانية قدِ آبتاعوا القصور الفخمة في تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوربا والهند وبعض البلدان الخليجية بأثمان خيالية !! .
3-/ الجانب العسكري : إن القوات العسكرية الموجودة في الإقليم متكونة أساساً من قوات حزبي البارزاني والطالباني ، وهم لم يُحاولا قط من جعل هذه القوات نظامية – عسكرية بالمفهوم الحديث ، بل أبقوها قوات حزبية قبلية عائلية ميليشياوية متقيدة بالأوامر والفرمانات الشخصية والحزبية التي تُصدر منهم . لهذا لم يحدث أيَّ تطور عسكري للقوات الكردية المُسماة كردياً ب[ البيشمَه ركه ] ، بل ثبت العكس وهو الإنتكاسة العسكرية الكارثية ، بخاصة حينما هاجم تنظيم داعش الإرهابي إقليم كردستان وتمكن من إحتلال الكثير من مناطقه ، حتى إنه كان قاب قوسين أو أدنى من إحتلال أربيل عاصمة الإقليم ! .