23 ديسمبر، 2024 1:46 ص

على من يعوِّل الايرانيون ؟

على من يعوِّل الايرانيون ؟

> شيئاً فشيئاً تقترب المعركة الانتخابية في امريكا الى ساعة الصفر ، والعالم كله ينتظر نتائج الانتخابات الامريكية.
> من سيكون سيد البيت الابيض ؟ ، رغم استطلاعات الرأي التي رجحت فوز بايدن إلا ان مفاجئات الساعات الاخيرة هي من ستُحدد من سيحكُّم العالم .
> الايرانيون لديهم قناعة تامة بأن لا مفر من التفاوض بينهم وبين الولايات المتحدة بغض النظر عن نتائج الانتخابات.
> لذا يرى فريق منهم في بايدن أهون الشرين . لذا هم يراهنون على كسب الوقت وعدم الاستفزاز الى ما بعد الانتخابات . يقول الصحفي الايراني مهدي خلجي ان الساسة الايرانيون يتحدثون بلغة عدائية حينما يكونوا اقوياء و يميلون للحوار في الضعف ، لذا يعتقد ان إيران لديها سياسة براغماتية تتكيف مع الظرف السياسي . فبعد إغتيال سليماني واعلان الرئيس ترامب بانه يتجنب الحرب مع ايران، صعدت الاخيرة من لهجتها، ولكنها تراجعت شيئاً فشيئاً واعلنت انها مستعدة للتفاوض بعد الانتخابات، بعد اصبح وضعها هشاً ، الامر الذي رفضه ترامب .
> فهناك اعتقاد لدى الكثير من الايرانيين ان التفاوض مع الديمقراطيين اسهل، كون الديمقراطيون لا يميلون للحروب والعنف كما هو الحال مع الجمهوريين .
> ففي حالة فوز بايدن ترى ايران ان الطريق سيكون ممكناً للوصول الى حل ، فقد أعلن جو بايدن بانه سيتفاوض مع ايران وسيعيد امريكا للاتفاق النووي، وهذا مؤشر طرب له الايرانيون ، خصوصاً وان ايران باضعف ادوارها منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية فاغتيال سليماني وجائحةًكورونا بالاضافة للعقوبات الامريكية وتخلخل الاقتصاد وتراجع الواقع اللبناني والعراقي ، جعل ايران تميل الى التفاوض، ولعل ما اعلنته بعض الفصائل العراقية المسلحة الموالية لايران من تهدئة يصب في هذا الجانب.
> ورغم ان بايدن من اشد الداعمين لاسرائيل إلا ان التعويل الايراني عليه اكبر . وان التفاوض معه يوصلهم الى اتفاق اكثر قبولاً كما يعتقد بعض صناع القرار في طهران .
> وقد تعززت هذه الرؤية اكثر ، بعد التظاهرات العارمة التي اجتاحت اسرائيل منذ اشهر للمطالبة برحيل نتينياهو واخرها مطلع هذا الشهر التي ربما ستمنح بايدن مساحة حركة اكبر بالضغط على الاسرائيلين ، سيما ان الشعب الاسرائيلي لم يهتم في عمليات التطبيع التي قامت بها بعض الدول العربية مؤخراً ، واعتبرته أمراً عادياً . ولم يسجل لنتينياهو اي انتصار سياسي .
> لذا الدور الايراني الحالي يتلخص في المحافظة على الوضع الراهن وعدم الاستفزاز وانتظار النتائج .
> ولكن الثوريين الايرانيين يحاولون إظهار قدرتهم للتصدي ومقاومة العقوبات الامريكية، فهم يعتقدون ان هذه الخطوة سترسل رسالة للداخل الامريكي بعدم جدوى العقوبات التي يفرضها ترامب ، مما سيضعفه في حملته الانتخابية .
> وقد نجحت ايران الى حدٍ ما في كسب الموقف الاوربي سواء بعدم فرض عقوبات من جانب الاتحاد او بعدم تصويت الغربيين على استمرار الحصار التسليحي عليها .
> وهذا موقف يحسب للدبلوماسية الايرانية الذكية .
> كما وقعت امريكا بخطأ استثمرته ايران بشكل جيد، وصعدت الفصائل المواليه لها. من اطلاق الصواريخ على السفارة والقوات الامريكية ، وهو اعلان الولايات المتحدة سحب سفارتها من بغداد الذي تراجعت عنه وكانت في مأزق البالون الاعلامي الكاذب .
> ولكن هناك خوف يساور البعض من خسارة ترامب و فوز بايدن ، فلربما سيستغل الايرانيون هذه الخسارة وتقوم اذرعها بالتصعيد ، لاذلال الرئيس الخاسر ولتقوية اوراقها في المفاوضات التي يأملون بانها ستخفف العقوبات عليهم وتظهرعزيمتهم على المبادرة .
> ولكن هذه الخطوة قد تكون لها عواقب وخيمة تأتي بالعكس على الجهود الايرانية في التفاوض مع خصومهم.
> يتوقع المحللون ان ايران وبعد تصريح وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عقب العقوبات الاخيرة المشددة التي فرضتها امريكا على 18 مصرف ايراني وتقييد السلع الانسانية والدوائية، الذي قال فيه : ان الولايات المتحدة تحرم الشعب الايراني من الغذاء والدواء .
> باتت اقرب للتفاوض او قاب قوسين او أدنى من الجلوس على الطاولة،
> ولكن بايدن هو الخيار الافضل للتفاوض .