لم يتصور المواطن في العراق اليوم أن يشاهد أناسا ينقضون على مواطن أخر ويقتلونه حيا ثم يسحلون جثته في الشوارع ويرمونه على قارعة الطرق الا في افلام الامريكية , أخلاق الإسلام وتعاليمه السمحاء لا تبيح اقتحام بيوت الطرف الآخر, ونهبها ثم إحراقها ، والدوس وقذف بالأحذية على صور الساسة , وإغلاق جميع الإذاعات والصحف والفضائيات ، واقتحام دور العراقيين والقتل على الهوية الطائفية ، وتصفية الخصوم جسديا ، وتجريد بعضهم من ملابسهم وأمرهم بالخروج عرايا ألا من ملابسهم الداخلية ، نعم هناك فئة فاسدة مرتبطة بالمشروعين الأمريكي والإيراني جاءت مع المحتل عام 2003 هيمنت على بعض الأجهزة الأمنية في بغداد وبقية مدن المحافظات الأخرى ، وارتكبت جرائم قتل ، ومارست الفساد المالي والأخلاقي في أبشع صوره ، ولكن هذا لا يعني ارتكاب جرائم وتجاوزات تفوق ما فعله هؤلاء وفي وضح النهار , في زمن هذه الغمة الفاسدة ظلت فضائيات وإذاعات فصائل الخبث الطائفي تمارس عملها دون إي انقطاع وكذلك محطات التلفزة أو معظمها ، وظهور المظاهرات والاعتصام وفي عدد من المحافظات العراقية , لكن مع الآسف لم يتحقق لهؤلاء المتظاهرين أية حقوق ، ولكن الآن في زمن الشرعية الديمقراطية لم
يتحقق شئ للعراقيين , وممارسة أبشع أنواع الإرهاب عبر شبكات الانترنت ضد كل من يختلف حتى في الهوامش مع الحكام الجدد فالشيء الوحيد المسموح به هو مباركة كل هذه التجاوزات ، ومدح أصحابها لأنهم خلصوا من الزمرة الفاسدة من حقنا ، نحن الذين وقفنا مع الحق ، وتصدينا لحكومة الفساد وبلطجيات القادة الجدد ، ورموز المشروعين الأمريكي والإيراني والتفريط بالحقوق والثوابت العراقية ، أن نقول رأينا في كل الممارسات الشاذة والمؤلمة , ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماما ، رغم إيماننا القاطع بأنه لا شرعية لأي حكومة أو حكم تحت الاحتلال ، ورغم قناعتنا الراسخة بان حكومة ارتكبت خطأ تاريخيا بدخولها عملية سياسية تحت الاحتلال ، فلا ديمقراطية في ظل حراب المحتلين الأمريكي أولا والإيراني ثانيا , ما زالت هناك فرصة كبيرة للحوار لتطويق الموقف ، وتقليص الخسائر، وتخلف سياسي ، وسيطرة الأحقاد ، وغياب الحكمة .