23 ديسمبر، 2024 3:50 ص

على من نحن نطلق النار ..!

على من نحن نطلق النار ..!

   لم يتصور المواطن  في العراق اليوم أن يشاهد أناسا ينقضون على مواطن أخر ويقتلونه حيا ثم يسحلون جثته في الشوارع ويرمونه على قارعة الطرق الا في افلام الامريكية , أخلاق الإسلام وتعاليمه السمحاء لا تبيح اقتحام بيوت الطرف الآخر, ونهبها ثم إحراقها ، والدوس وقذف بالأحذية على صور الساسة , وإغلاق جميع الإذاعات والصحف والفضائيات ، واقتحام دور العراقيين والقتل على الهوية الطائفية ، وتصفية الخصوم جسديا ، وتجريد بعضهم من ملابسهم وأمرهم بالخروج عرايا ألا من ملابسهم الداخلية ، نعم هناك فئة فاسدة مرتبطة بالمشروعين الأمريكي والإيراني جاءت مع المحتل عام 2003 هيمنت على بعض الأجهزة الأمنية في بغداد وبقية مدن المحافظات الأخرى ، وارتكبت جرائم قتل ، ومارست الفساد المالي والأخلاقي في أبشع صوره ، ولكن هذا لا يعني ارتكاب جرائم وتجاوزات تفوق ما فعله هؤلاء وفي وضح النهار , في زمن هذه الغمة الفاسدة ظلت فضائيات وإذاعات فصائل الخبث الطائفي تمارس عملها دون إي انقطاع وكذلك محطات التلفزة أو معظمها ، وظهور المظاهرات والاعتصام وفي عدد من المحافظات العراقية , لكن مع الآسف لم يتحقق لهؤلاء المتظاهرين أية حقوق ، ولكن الآن في زمن الشرعية الديمقراطية  لم 
يتحقق شئ للعراقيين , وممارسة أبشع أنواع الإرهاب عبر شبكات الانترنت ضد كل من يختلف حتى في الهوامش مع الحكام الجدد فالشيء الوحيد المسموح به هو مباركة كل هذه التجاوزات ، ومدح أصحابها لأنهم خلصوا من الزمرة الفاسدة من حقنا ، نحن الذين وقفنا مع الحق ، وتصدينا لحكومة الفساد وبلطجيات القادة الجدد ، ورموز المشروعين الأمريكي والإيراني والتفريط بالحقوق والثوابت العراقية ، أن نقول رأينا في كل الممارسات الشاذة والمؤلمة  ,  ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماما ، رغم إيماننا القاطع بأنه لا شرعية لأي حكومة أو حكم تحت الاحتلال ، ورغم قناعتنا الراسخة بان حكومة ارتكبت خطأ تاريخيا بدخولها عملية سياسية تحت الاحتلال ، فلا ديمقراطية في ظل حراب المحتلين الأمريكي أولا والإيراني ثانيا , ما زالت هناك فرصة كبيرة للحوار لتطويق الموقف ، وتقليص الخسائر، وتخلف سياسي ، وسيطرة الأحقاد ، وغياب الحكمة .