22 ديسمبر، 2024 9:35 م

على مدى جيل واحد

على مدى جيل واحد

حضور لافت للنساء في تظاهرات مدينة كازرون
«سأقتل سأقتل ذلك الذي يخون»؛
«لا تخافوا لاتخافوا نحن جميعنا معا»؛
«نحن قمنا بثورة ولن نرضى بالذلة»؛
هذا قسم من صدى الشعارات التي رددها أبناء كازرون ولاسيما النساء اللواتي ضقن ذرعا من النظام وكسروا بها حاجز الصمت في فضاء الاختناق الذي صنعه الملالي حيث جاؤوا مرة أخرى يعدون بالثورة والعاصفة المقبلة في الطريق.
أكثر من آلاف الاشخاص في هذه المدينة تجمعوا أمام محافظة المدينة بعد مشروع فصل وتفكيك أجزاء منها الذي تم طرحه من قبل ممثلي مجلس المدينة غير الاكفاء والمعادين لأبناء كازرون وصرخوا بمطالبهم التي تنادي لمنع مشروع الفصل والتفكيك هذا الذي يهدف لاخفاء هوية المدينة.
تمت مواجهة هذه التظاهرات بالعنف من قبل المسؤولين الحكوميين لكن أهالي كازرون لم يخشاهم وواصلو النداء من اجل مطالبهم. هذه ليست المرة الاولى التي يتجمع فيها المواطنون في كازرون ويعترضون على هذا المشروع خلال الايام الماضية.
بطبيعة الحال، ما كان واضحًا هذه المرة هو حضور النساء في الاحتجاجات، اللواتي صرخن بصوت عالٍ وأظهرن غضبهن واحتجاجهن. هؤلاء النساء اللواتي كن على مدى جيل كامل نساءا إيرانيات مقاومات ومناضلات.
لم تكن انتفاضة النساء شيئًا نشأ بين ليلة وضحاها أو وليد الساعة، ولكن لها جذور عميقة في التاريخ الإيراني. جيل من النساء اللواتي رفعن رايات الحرية لسنوات عديدة، وعلى الرغم من الأعمال الوحشية والمعادية للنساء التي طبقها نظام الملالي ضدهن، بقين صامدات على درب النضال.
في نفس الوقت تزامنت هذه الايام مع الانتفاضة العفوية في ٢٧ أبريل من عام ١٩٨١ والتي كان في طليعتها النساء وامهات الشهداء والسجناء السياسيين في إيران.
وشارك في هذه المسيرة حوالي ٢٠٠ شخص في احتجاج على موجات القتل بحق أبناءهم المجاهدين ولاسيما موجات القتل الأخيرة التي نفذتها قوى نظام خميني القمعية في نفس تلك الأيام وأيضا على هجوم المدعي العام التابع للنظام على قيادة مجاهدي خلق.
النساء الرائدات والقياديات أتين إلى هذه التظاهرات برفقة أبنائهن الصغار مظهرات عشق وحب الامهات لديهن للجيمع تماما كما حصل تماما في مظاهرات ٢٧ أبريل من عام ١٩٨١ .
احدى هؤلاء الامهات قبل مجيئها إلى ميدان التظاهرات قالت: «أحب أن أكون أول من يراق دمه اذا كان من المفترض أن يتم سفك الدماء».
في ذاك اليوم كانت الشوارع مملوءة بالرجال والنساء الفدائيات الذين جاؤوا إلى الشوارع دعما لهذه المظاهرات.
النظام الحاكم برؤية هذه المشاهد كما كان دائما أصبح مرعوبا وخائفا واتجه نحو استخدام القمع والعنف.
عملاء النظام استهدفوا النساء في هذه الهجمة القاسية والمميتة وقاموا بالقاء الغاز المسيل للدموع على النساء العجائز وأصابوا وجرحوا عددا آخر منهن.
الناس قاموا بسحب النساء العزل إلى داخل بيوتهم وقاموا بمداواتهن ولكن النساء لم يستسلمن للحظة واحدة عن المقاومة . مسيرات ذاك العام والتي سميت باسم «مظاهرات الامهات» تم تسجيلها في كتب التاريخ الإيراني حيث زلزلت هذه المظاهرات اركان النظام وكان لها تاثير عميق في فضح الاعمال المتخلفة والرجعية للخميني وعصابته.
واليوم ..
والیوم هؤلاء النسوة المضطهدات على مدى نفس هذا الجيل في الطريق الصعب والمضني الذي قطعته في هذه السنوات النساء المقاومات والرئدات ومضين قدما بالمقاومة الإيرانية بكل جسيماتها نحو الامام عن طريق استعداهن وشجاعتهن المثيرة للاعجاب . وأظهرن عن طريق استعدادهن وصمودهن في وجه وحش ولاية الفقيه المناهض للمرأة والمعادي للحرية طابع وتقاليد المرأة الإيرانية.
هذا التقليد له نموذج و رمز شجاع وصبور يتمتع بالحكمة حيث أخذ على عاتقه قيادة هذا الخط في الاعوام القاسية المضنية والمليئة بالافرازات. اسم هذا الرمز هو السيدة مريم رجوي.
تلك المرأة التي كانت خمصا لا يقبل المساومة مع الفكر المتحجر والأصولي وهي رمز للتغيير والتحول والمقدرة على تخطي الازمات والعقبات.
أمراة أمضت سنوات طويلة من حياتها في سبيل احقاق حقوق شعبها. كما أنها نادت لسنوات عديدة من أجل تحرير شعوب المنطقة من شرور أصولية ولاية الفقيه حيث حذرت أن تدخلات نظام ولاية الفقيه في دول المنطقة يعتبر أخطر بألف مرة من برنامج النظام النووي وأنه يجب طرد هذا النظام من دول المنطقة.
تدخلات هذا النظام السافرة والاجرامية والدعم المستمر جنبا إلى جنب مع قاتل ومجرم سورية بشار الاسد وتدمير العراق وتعطيل الاستقرار السياسي في لبنان والدعم المتعدد النواحي للحوثيين في اليمن كل هذا أثبت بدقة صحة هذه الاطروحة. لذلك قد حان الوقت لأن تدعم جميع دول المنطقة مقاومة الشعب الإيراني الاساسية وأن تقف بجانب هذه المقاومة وتعترف بممثلها الرسمي (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية).
الكاتبة ايرانية