23 نوفمبر، 2024 12:09 ص
Search
Close this search box.

على ماذا ينبغي أن نشكر الرئيس (أوباما) ؟؟!!

على ماذا ينبغي أن نشكر الرئيس (أوباما) ؟؟!!

الملايين من الناس تساءلت عن المزايا والمناقب التي منحت المواطن (باراك أوباما) تفويض الدخول إلى البت الأبيض ليكون رئيسا”للولايات المتحدة الأمريكية ، والتي جعلت منه يتمتع بهذا الرصيد من الشعبية ليس فقط داخل أمريكا وحدها ، بل وفي عموم أرجاء المعمورة أيضا”، بالمقارنة مع نظرائه من الرؤساء السابقين ؛ سواء أكانوا من الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي . بحيث ذهبت آراء الناس ، حيال ذلك ، مذاهب شتى ، ففريق يرى أن الخصائص التي تميزه عن سواه تعود لأصوله الإفريقية ، حيث مشاهد البؤس الاقتصادي والقهر السياسي والتمييز الاجتماعي ، هي ما شكلت وعيه وبلورت شخصيته . وفريق ثان يعتقد أن تلك الخصال الحميدة والصفات النبيلة مصدرها جذوره الإسلامية ، حيث الدعوة للتمسك بالفضائل والتخلي عن الرذائل . هذا في حين يؤكد فريق ثالث – وكاتب المقال يشاطرهم هذا الرأي كونه يعكس الحقيقية دون رتوش – إن الرجل وان حمل مواريث أجداده الأفارقة المسلمين ؛ لجهة العرق والدين ، فهو بالمحصلة النهائية نتاج ثقافة أمريكية / براغماتية ، حريصة كل الحرص على ألا ترى مصالحها إلاّ فيما هو نافع اقتصاديا”، وناجح سياسيا”، ومتفوق اجتماعيا”. ومن هذا المنطلق فان الرئيس (أوباما) لم يحيد – بالمرة – عن جميع من سبقوه ، كما لن يختلف عمن سيأتي بعده ، وذلك لسبب بسيط وهو إن النظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية ، فضلا”عن جميع الأنظمة السياسية الأخرى التي تعمل وفق النموذج الديمقراطي الحقيقي في الحكم ، حيث النظام عمومي مؤسسي وليس شخصي تدليسي ، وحيث التداول في السلطة يجري وفق آليات دستورية / قانونية ، وليس بناء على ثورات تطهيرية وانقلابات عسكرية ، وحيث التراكم في الخبرات والانجازات وليس الاحتكام إلى العدمية أو التلفيقية . بمعنى إن هناك ثوابت سياسية ومعايير عرفية – خطوط حمر كما يطلق عليها جهّال السياسة في عوالمنا المتخلفة – لا يمكن لأي كان وتحت أي ظرف كان التجاوز عليها أو والمساومة بشأنها ، سواء تعلق الأمر بأبسط الأمور العادية الخاصة بحياة الفرد أو بأخطر القضايا المصيرية المعنية بمصالح الأمة . والحقيقة إن شاغلنا في هذا المقال ليس دراسة وتحليل شخصية الرئيس (أوباما) ، باعتباره يشكل سابقة كأول رئيس زنجي يحكم أمريكا ، ومن ثم الكشف عن محاسنه أو إماطة اللثام عن مساوئه . بقدر ما ينصب همنا على واجب (شكره والتسبيح بحمده) حيال الخدمة الجليلة التي أسادتها حكومة الولايات المتحدة للشعب العراقي ، من خلال تفضلها منحه هدية (الديمقراطية) على طبق من ذهب دون مقابل ، كما يشير الرئيس (أوباما) في خطابه المتلفز حول الأزمة العراقية الراهنة ! . وبرغم كل (التضحيات) التي زعم سيادته أن أمريكا تجشمتها – لسواد عيون العراقيين- جراء تلك الأعجوبة السياسية المسماة (ديمقراطية) ! فإن الشعب العراقي الناكر للجميل دوما”، أظهر جحوده وقلة ذوقه حيال الكرم الحاتمي لأمريكا ! . سيدي الرئيس (أوباما) مع كل احترامي يبدو إن ذاكرتك لم تعد تسعفك وأصبحت كثير النسيان ، بحيث بات تذكيركم بحقيقة إن أمريكا (الإنسانية جدا”والمدافعة عن حقوق الإنسان) لم تتلطف وتمنح الشعب العراقي هذه المكرمة السخية فقط ، بل أنها قدمت له هدايا كثيرة ومتنوعة منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ أولا”هدية (اليورانيوم المنضب) التي قدمتموها لإبادة رجاله وإعاقة نسائه وتشويه أجياله ! . وثانيا”هدية (الحصار الاقتصادي) الذي أزهق أرواح الآلاف من أبنائه بسبب نقص الدواء والغذاء ، حتى إن وزيرة خارجيتكم السابقة المحترمة (مادلين أولبرات) نصحت رئيسها طيب الذكر (بوش الأبن) ، بان يترك العراقيين ينضجوج على نار هادئة ! ، في الوقت الذي كان يموت يوميا”الآلاف من الأطفال الرضع ! . وثالثا”هدية صواريخ كروز والقنابل العنقودية ، التي أجهزت على بنيته التحتية وقوضت مشاريعه الإنمائية ، بحيث أعادته قوتكم العسكرية إلى عصور ما قبل الحضارة ، كما توقع وزير خارجيتكم السابق (جيمس بيكر) ! . ورابعا”، وخامسا”، والقائمة تطول . سيدي الرئيس كان فضلكم أكبر لو تركتمونا نحلم بمثال الديمقراطية ، بدلا”من أن نتألم بواقعها المفجع ، كان فضلكم أكبر لو تركتمونا ننعم بأوهامنا عن جنة الديمقراطية ، بدلا”من أن تحرقونا بجحيمها الحارق ، كان فضلكم أكبر لو تركتمونا نهيم حبا”بالقيم الديمقراطية ، بدلا”من أن تكشفوا لنا عوراتها وتفضحوا أمامنا سرّها المخزي . ما أقول لك يا سيادة الرئيس ؟! هل يكفي أن ألعن ديمقراطيتكم الزائفة التي جلبت لنا المذابح ، وفرضت علينا الفوضى ، وأمطرتنا بوابل من الأكاذيب ؟! . ياسيدي الرئيس كان يجدر بك ، وأنت تتحدث أمام وسائل الإعلام ، أن تمتلك الشجاعة وتسمي الأشياء بأسمائها فتقول : إن أمريكا أهدت العراقيين (الدم – قراطية) ، وكرمتهم (بالفوضى – قراطية) ، وعلمتهم (السرقة – قراطية) ! . فعن أية ديمقراطية تتحدث ياسيادة الرئيس بالله عليك ؟؟ . هل تسمي تخريب الدولة وتحطيم كيان المجتمع

ديمقراطية ؟ ، وهل تسمي تشجيعكم لنهب كنوز المتاحف وحرق المؤسسات ديمقراطية ؟؟ ، وهل تسمي إثارة النعرات الطائفية والعرقية بين مكونات الشعب الواحد ديمقراطية ؟؟ ، وهل تسمي دعمكم مشاريع تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات تحت مسمى الفيدرالية ديمقراطية ؟؟ . كفى ياسيادة الرئيس فقد مللنا من حرصكم الكاذب وتباكيكم المصطنع ! . أفبعد كل هذا تأتي لتحدثنا عن (تضحيات) الشعب الأمريكي لمساعدة العراقيين لأجل أن يحققوا نظامهم (الديمقراطي) ؟! .عجيب أمركم ياسيادة الرئيس ، من ضحى لأجل من ، ومن سحق لأجل من ؟! . يكفي أن ترجع إلى ضميرك لتعرف من ينبغي له أن يعترف بذنبه لمن ، ومن يقدم اعتذاره لمن ؟؟!! . ولهذا ينبغي أن نقدم شكرنا للرئيس (أوباما) ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات