الى روح الشهيد البطل صفاء السراي
على قلعةِ المجدِ
علقتُ خارطةً طرَّزَتْها أناملُ أمي
قبلَ الرحيلْ..
وعلقتُ رايةَ عشقٍ
مخضبةٍ ببقايا شعاعِ الأصيلْ..
وعلقتُ روحي
معفّرةً بترابِ الوطنْ..
وكنتُ وعدتُكِ قبل رحيلكِ
أن أكملَ الدربَ
مثلَ طيورِ السنونو
إلى أفقٍ ليسَ فيه شقاء..
إلى عتباتِ ربيعٍ توقّفَ فيهِ الزمن..
وحاولتُ أن أرسمَ الدربَ،
حاولتُ تصويرَ نفسي
لأبدأ من نقطةِ الإنطلاق..
ولكنني دونَ أن أنتبهْ
قد رسمتُ العراق!
حُشودٌ من الناسِ تأتي لِتَلْثمَ جرحَ الوطنْ
يا جمالَ الحُشود..
ليتكِ الآن قربيَ – أُمّاهُ –
أرصفةُ الموتِ باتتْ ملونةً بالورودْ..
ومسيلُ الدموعِ يرانا فيدمعُ
من خشيةٍ وخشوعٍ
أمام زئير الأُسودْ..
نحن نهزأ بالموتِ في ساحةِ العزِّ،
نصرخُ في وجه جلادنا: لن نعودْ..
أينَعَتْ في القلوبِ مشاعرُ حبٍ
وبعضُ انعتاقْ..
حاولتُ رسمَ المحبةِ – أمي –
على صفحةٍ في دفاتر تشرين
لكنني دون أن أنتبه
قد رسمتُ العراق..
إنتبه يا صفاء..
إنهم يُطلقون الرصاص علينا
إنتبه..
إنتبه…..!
ولكنني دون أن أنتبِهْ
قد صنعتُ العراق..
إنني الآن أنزفُ في (تكتكٍ) يسبقُ الريح،
يسبق حتى الزمن..
إنني الآن ألثمُ جرحَ الوطن..