22 نوفمبر، 2024 9:44 ص
Search
Close this search box.

على قدر أهل العزم تأتي القوائم

على قدر أهل العزم تأتي القوائم

القوائم الانتخابية والتحالفات بدأت تظهر للعلن في العراق مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات في آيار القادم-إن تمت في موعدها- ومن ملاحظة اسماء القوائم يمكن بسهولة معرفة إنها لا تتعدى الصور التالية:

الأولى: قوائم ذات طابع مناطقي!

الثانية: قوائم تتاجر بالانتصارات والتضحيات!

الثالثة: قوائم ذات شعارات عابرة للطائفية والمناطقية!

الرابعة: قوائم ترفع شعارات إصلاح أو مكافحة فساد!

الخامسة: قوائم ذات طابع جهوي-أو إعلان هوية- مع أو بدون مضادة الجهات الأخرى!

هذه الصور هي الغالبة ولعله لا يوجد استثناءات نهائياً!

من خلال هذه الشعارات التي ترفعها القوائم يمكن الوصول لقراءتين أحداهما تضاد الأخرى:

القراءة الأولى: إن الجهات والشخصيات السياسية التي أعدت هذه القوائم لا تعرف ما يريد الشارع العراقي فضلاً عن عدم معرفتها لما يصلح الحال، وبالتالي أخطأت في اختيار الشعارات التي تعبر عن أمور غير مطلوبة وغير مقبولة، وعليها مراجعة ذلك قبل أن يتم معاقبتها بعدم الانتخاب أو تقليل فرص النجاح لصالح الأقل وضوحاً في هذه التوجهات الخاطئة.

القراءة الثانية: إن هذه الجهات والشخصيات السياسية أعدت هذه القوائم بناء على قراءة واقعية للشارع العراقي وما يؤثر فيه فعلاً فأغلبية الفاعلين في حضور الانتخابات والترويج لها هم ممن لا يهتمون لغير أمثال هذه الشعارات، وإن لكل جهة جمهورها الذي تخاطبه والذي يريد منها ذلك.

ولعل القراءة الثانية هي الأقرب للواقع!

أما كيف وصلنا لهذا الحال السيء؟ فالجزء الأكبر تتحمله نفس الجهات لأنها هي من ربت المجتمع على ذلك وغذته، فضلاً عن وجود مقدمات لقبول ذلك وتنميته سلباً لدى المجتمع فنحن نهتم لشعارات المناطقية والجهوية وخطابات الانتصارات والوعود أكثر من أي شيء آخر.

طبعاً لا يعني وجود ذلك الدعوة لمقاطعة الانتخابات لأن هذه الشعارات وضعتها الشخصيات المسيطرة على الجهات السياسية ولا يعني إنها مقبولة بتفاصيلها كافة من المرشحين جميعاً، ولا يخفى على متتبع إن الانتخابات والمشاركة فيها هي خيارنا المتاح رغم كل السوء الموجود.
الصحيح هو أن تكون القوائم شعارات برامج تشير بوضوح لتفاصيل البرنامج مع ذكره مفصلاً ليفهم من يريد أن ينتخب أو يثقف ما هي الخطة التفصيلية لهذه القائمة أو تلك، ولا نقصد بالخطة التفصيلية كشف كل أداوت العمل والخطط ولكن نعني بها كشف مفاصلها وبعض آليات العمل بما يكفي ليعطي تصور للناخب إن هذه الجهة التي أعدت هذه القائمة لديها تصور واقعي عن المشاكل ولديها رؤية واقعية للحلول والتطوير.

كيف نوصل المجتمع للاهتمام بذلك وبالتالي إجبار الجهات السياسة على الانصياع لما يريده المجتمع ويحتاجه فعلاً لا لما تريده هي وتغذي المجتمع به وتوهمه بأنه هو ما يحتاج ويريد؟

نحتاج لأمرين مهمين هما:

الأول : مشاركة كبيرة وواعية في الانتخابات ومشروطة:

الكبيرة واضحة فما المقصود بالواعية وبالمشروطة؟

الواعية تعني مشاركة كبيرة ممن يمتلكون الوعي والقدرة على التأثير على الناس وعلى فهمهم لما يجري لا أن يتكاسل الواعي أو يقاطع أو يدعو للمقاطعة وبالتالي ينحدر الوعي الانتخابي إلى مستوى أدنى أكثر بدلاً من أن يرتفع ولو بشيء بسيط.

أما المشروطة فتعني أن يتشارط الواعي مع من ينتخبه أو يثقف له على برنامج أو آلية عمل يدعمه من خلالها ويحاسبه على ضوءها لاحقاً.

بتعبير آخر لنجعل الشعب-الواعين والقادرين منه طبعاً ووفق الصحيح وليس وفق ما تريد الجهات السياسية فقط- هو من يكتب البرنامج الانتخابي!

نعم هي فكرة جديدة لعلها وسأكتب عنها في أكثر من مقال، فبما إن الساسة بين عاجز ومتكاسل وجاهل أو غير ذلك فعلى الشعب أن يوعيهم ويفرض عليهم برامجه الانتخابية وعلى الساسة التطبيق والالتزام!

أكيداً هذه المهمة ليست سهلة وتحتاج متصدين من نوع خاص وتحتاج إلى حملة إعلامية مناسبة وتحتاج إلى برامج محاسبة ومراقبة شعبية ولعله لا يمكن تطبيقها في هذه الانتخابات لقرب موعدها إلا بنسبة جزئية ولكن ذلك أكيداً أفضل من تراجع الحال أو البقاء على هذا الوضع السيء.

وخلاصتها يجلس ذوي الاختصاص والمثقفين والواعين والمؤثرين ويكتبوا برامج واعية واقعية قابلة للتنفيذ ويقولوا للمرشحين سننتخب من يعطينا العهود والمواثيق على الالتزام بذلك.

الثاني: آلية محاسبة تعتمد الإعلام والمصارحة أداة فاعلة ومهمة، أي إبقاء المرشح في حال ترقب وتخوف من ردة فعل ناخبيه، وأخذ تعهد خطي منه بعدم تقديم أي شكوى ضد أي شخص يتكلم عن عمله لاحقاً مهما كانت طريقة التعبير والطرح، والتثقيف بعدم انتخابه في حال لم يلتزم بذلك أو لم يقدم مبررات مقنعة.

أكيداً تطبيق هذه الفكرة سيلاقي صعوبة وأكيداً ستكون هناك معوقات وسلبيات غير منظورة الآن ستظهر لاحقاً وأكيداً ستكون هناك اخطاء في التطبيق واجتهادات سلبية واستغلال أيضاً، ولكن البدء بحل وطريق صواب خير من حالنا الآن أو التراجع.

أما بدون ذلك فستستمر الجهات والشخصية السياسة بطرح قوائم على قدر عزمنا ووعينا والتردي مستمر ولن يتطور البلد بل يتراجع.

فعلى قدر عزم الناخبين ووعيهم تأتي القوائم والشعارات فليغيروا عزمهم ومنهجهم ليجبروا الساسة على التغيير نحو الأفضل.

أحدث المقالات