قبل عدة أشهر ، ظهر وزير ماليتنا السابق ، لا أعرف اسمه ولا ينبغي لي ، فأنا لا أتذكر أسم رئيس جمهوريتنا ! ، ليقول أن إقتصادنا يعتمد على النفط فقط ، وهو محق في هذا ، لأننا أمة ميتة بفضل الحكومة ، لكن أن يقول أن برميل النفط سيصل إلى أسعار قياسية في الهبوط ، بحيث لا يكفي لدفع مرتبات الموظفين ، ويضرب مثلا على “تنبؤه” هذا وهو ظهور صناعة السيارات الكهربائية ! ، رجل يُقال عنه أنه خريج جامعة (هارفرد) يقول هذا الكلام ! ، رجل أكاديمي مرموق لا أعتقد أنه على هذه الدرجة من السذاجة ، لكني أعتقد أنه إنصاع لضغط لوبي (الطاقة الخضراء) ، مع إنهم هم مَنْ سبب إحترارالكوكب بالذات ، مثل (أمريكا) التي كانت أول مَنْ إرتكب مذبحة (القنبلة الذرّية) ، لتحرَمها على غيرها ، سواءٌ أكانت لإغراض سلمية أم غير ذلك !.
لقد ظهرت تباعا لوبيات عجيبة غريبة ، بحيث ينتهي بك المطاف في السجن لمجرد إنتقاد المثلية مثلا أمام حتى الاطفال ، وكيف لا وقد ظهر الخَرِف (بايدن) متغنيا بالقول (نحن أمة فخورة بمثليتها)! ، بحيث صرنا نكره كل أشكال (القوس قزح) ، ونتوجّس خيفة حتى من لُعَب الأطفال المزدانة به ، كذلك حرمان الكثير من العوائل من أطفالها بحجة الإساءة إلى الطفولة (Child Abuse) ومنها عوائل عراقية أَضطرت لترك بلاد المنافي (الحُرة جدا) والعودة لبلدها الأم ، بسبب تعرضهم للإضطهاد من قبل أبنائهم ! .
في الهندسة الكهربائية ، لاتوجد تكنولوجيا معقولة لحد هذه اللحظة لخزن الطاقة بمقياس كبير ، فيجب إستهلاك الطاقة بمجرد إنتاجها ، نعم هنالك الطاقة المتجددة (Renewable Energy) ، وأكثرها وعدا طاقة الرياح والطاقة الشمسية ، لكن ما الذي سيحدث إن غابت الشمس ليلا أو إحتجبت خلف الغيوم ؟ ، ماذا سيحدث إن توقفت الرياح عن الهبوب ؟ ، مع العلم أن كلا النوعين مكلف ماليا للغاية ، اي ما يعادل عشرات أضعاف مولدات الطاقة ذات الوقود الأحفوري ، بحيث أن بلدانا بأكملها غير قادرة على الإستثمار في هذين النوعين ، وإن توفّر هذان النوعان ، فلا يمكن خزنه خصوصا ليلا في حالة الطاقة الشمسية ، قد يقول البعض هنالك البطاريات ، وكيف للبطاريات أن تجهز بلدا بأكمله ، ممكن في حالة واحدة إذا أنشأنا مدنا بأكملها بناطحات سحاب ، فقط لإيواء البطاريات ، ولكم أن تتصوروا ، أن بطارية ليثيوم واحدة بسعة 100 أمبير.ساعة ، يصل متوسط سعرها إلى 600 دولار ، وفي هذه الحالة نحن بحاجة إلى ملايين البطاريات بعمر إفتراضي محدود ، فضلا عن ندرة عنصر الليثيوم والإلكترونيات الهائلة ، فحدّث ولا حرج ! ، علما أن تكنولوجيا البطاريات لا تزال في مراحل متخلفة !.
لا أنكر أن تكنولوجيا صناعة السيارات الكهربائية ثورة صناعية ، من حيث أن كفاءة محركاتها التي تتجاوز 90% ، بينما لا تزيد كفاءة المحركات الميكانيكية التقليدية عن 30% ، بسبب ضياع الكثير من الطاقة على شكل حرارة ، تحتاج أن تصرف عليها طاقة أضافية لطردها خارج منظومة المحرك (مضخة الماء والمشعاع- الرادياتور) ، والسيارة الكهربائية بحاجة إلى شحن مستمر (عادة ليلا) ، لأنك موظف تداوم نهارا ، من مقبس (بلك) كهربائي يغذي طاقة ما يعادل مكيف (2 طن-3000 واط.ساعة) لعدة ساعات دون إنقطاع بالنسبة للسيارات الكهربائية الصغيرة والمتوسطة ، وهذا عبء كبير على الشبكة الكهربائية التي تعمل على الوقود الأحفوري ، خصوصا في البلدان الباردة الغير معتادة على تشغيل مكيفات الهواء ، أما بالنسبة لنا فأقول مرة أخرى ، حدّث ولا حرج ! .
هنالك مصادر أخرى نظيفة لإنتاج الطاقة ، هي المساقط المائية ، لكننا سنكون تحت رحمة الجغرافيا ، فهي لا تشكل سوى 10% عالميا ، لكن ماذا عن الجفاف والتصحّر الذي يضرب العالم خصوصا الشرق الأوسط ؟.
يبقى حل واحد وواعد ، هو المحطات النووية ، وهذه بدورها لها شروط كتوفر مصادر هائلة للمياه ، رغم ما تعانيه مصادر المياه ، وتتوقف على قرارات سياسية بسبب خطورتها ، وما أزمة (تشيرنوبل – فوكوشيما) عنا ببعيدة ، ونلاحظ أن أعرق البلدان تكنولوجياً كألمانيا) ، بدأت بخفض عدد محطاتها حتى وصلت للنصف ، رغم نهم الإنسان المتزايد للطاقة ، ولا أدري ، هل السبب هي لوبيات البيئة ، أم المخاطر الناجمة عن إستخدام المواد المشعَة ؟ ، أما بالنسبة لنا (حدّث ولا حرج) ! ، فإننا نحرق الغاز المنبعث من أراضينا لنشتري الغاز ! ، ولا يزال إنتاج الطاقة لدينا لا يكفي ، رغم أنه بأساليب إنتاج تقليدية ، والسبب غير معقول سوى أنه بسبب تدخل لوبي آخر ، أما الطاقة النووية لدينا ، فقد وُضِعت عليها دوائر بكافة ألوان (قوس قزح) المكروه ! ، عليه لا يزال أفق الطاقة النظيفة خالٍ من اي تباشير جديدة ، ويبقى الوقود الأحفوري هو سيّد إنتاج الطاقة ، لا يكاد ينازعه شيء من ما يسمى (الطاقة النظيفة) ، وأن سعر برميل النفط سيبقى مستقرا ، هذا إن لم يرتفع ، وأن تذبذب سعره خاضع إلى سياسات دول وبارونات النفط ومضاربات الطفيليين في البورصات العالمية .
هنالك طريقة كنت أراها معقولة ، هو إنتاج الهيدروجين بكميات كبيرة نهارا بالتحليل الكهرباء للماء (Photo Analysis) بإستخدام الطاقة الشمسية ، وخزنه لإستخدامه لا حقا ، أما بتحويله للطاقة الكهربائية مباشرة بواسة خلايا الوقود (Fuel Cell) ، أو بحرقه في المحركات التقليدية ، لكن لا جدوى إقتصادية من تداول حاويات الهيدروجين بحالته الغازية ، لهذا نحتاج إلى نقله بحالتة السائلة بواسطة الضغط والتبريد ، ولكم أن تتصوروا كمية الطاقة اللازمة لإسالته ، بالإضافة إلى خطورة تداوله ، وعليه فقد أستُبعدت تماما من مسرح ما يسمى الطاقة النظيفة ، والسبب هو إما لوبيات تجارية مرة أخرى ، أو ندرة المياه العذبة عالميا ، بإعتباره المادة الخام الأساسية .