17 نوفمبر، 2024 5:41 م
Search
Close this search box.

على طريق معارضة وطنية لا نقاذ العراق

على طريق معارضة وطنية لا نقاذ العراق

لم يعد هنالك من يمكنه تجاهل الدور السلبي الذي لعبته احزاب السلطة في تخريب وتدمير العراق منذ الاحتلال والى الان ولا ان يدعي انها قابلة للاصلاح .. هذه حقيقة صار يتحدث بها الكثيرون بما فيهم شخصيات سياسية فاعلة في العملية السياسية التي ولدت ميتة سريرياً بسبب المحاصصة .. ولم يعد من مناص في تشكيل معارضة وطنية حقيقية هدفها الاول والرئيس انقاذ ما تبقى من عراق يراد له ان يتشظى ويتفتت اجتماعياً على طريق تقسيمه الى كيانات اووما يسمى اقاليم .. ومن الوهم تصور امكانية اجراء تغيير حقيقي وجذري في هيكلية العملية السياسية من خلال الانتخابات باستمرار هيمنة احزاب السلطة التي تمتلك المال والسلاح ووسائل متعددة تضمن بقائها لاطول فترة ممكنة .. لذا فان تشكيل معارضة وطنية حقيقية بات مطلباً شعبيا ملحاً جسدته انتفاضة تشرين الشعبية في 2019 . وضمن هذا الاطار دأبت شخصيات وطنية منضوية تحت تجمع وطني اسموه التجمع العراقي للخلاص على انضاج هذه الفكرة الوطنية والضرورية جداً .. وعقدت عدة لقاءات مع احزاب وسياسيين مستقلين للتشاور واغناء فكرة المعارضة الوطنية وتشكيل جبهة عريضة تضم في صفوفها جميع القوى الوطنية الرافضة فعلياً للمحاصصة واعادة الاعتبار للقيم الوطنية التي تسعى الاحزاب الطائفية لقتلها نهائيا بعد ان غيبتها بممارسات ووسائل وصلت الى حد تصفية كل صوت وطني يدعو الى تطبيق ديمقراطي حقيقي على اساس المساواة والعدل بين جميع العراقيين . وهنا لابد من الاعتراف بان ليس من المهم ان تكون معارضاً وطنياً بقدر تحقيق هدف وحدة كل القوى الوطنية .المهمة نبيلة وسامية لكن تنفيذها ليس سهلا اذا ما ادركنا العوامل الموضوعية والذاتية التي ستقف امام تنفيذ هذا الهدف الوطني الكبير ..فمن الطبيعي ان اطراف هذه المعارضة الوطنية ستضطر الى مواجهة الاحزاب السلطوية الطائفية التي لن تسكت ، اضافة الى ان هنالك تشويه متعمد للقيم الوطنية التي بات يرفع شعاراتها الفاسد الذي عمل طيلة السنوات الثمان عشر على نهب ثروات العراق وقتل ابنائه وانتهاك ابسط حقوقه كما علينا ان لا نغفل عقدة الانا وحب الزعامة عند بعض الاطراف الوطنية التي حالت في السابق دون انبثاق جبهة وطنية واسعة تستطيع مواجهة تغول وسطوة الاحزاب الاسلاموية الطائفية وفسادها ..
ولنكن صريحين ونقول ان تشكيل جبهة معارضة وطنية فاعلة تحتاج اولاً الى دقة اختيار اطرافها فليس من المنطقي ولا المقبول جماهيرياً ان تضع الجبهة في اهدافها اجراء تغيير جذري في العملية السياسية وتضم في صفوفها شخصيات مشاركة فيها كما ان من المهم والضروري ان يثبت اعضائها انتمائهم الوطني من خلال اعلاء مصلحة الوطن العليا على المصالح الانانية الضيقة ..
المرحلة حساسة ودقيقة ولا يتحمل شعبنا المضحي والصابر مزيداً من الاحباطات والنكسات ومطلوب من جميع القوى الوطنية الصادقة ان تترجم انحيازها لمصلحة الوطن والمواطن بالعمل على تقريب وجهات النظر في ما بينها على طريق تشكيل جبهة معارضة وطنية واسعة تكون قادرة على انقاذ العراق من المد الطائفي والاثني الضيق ووضع حد لهيمنة وتسلط الاحزاب الفاسدة .. المواطنون بانظارهم وقلوبهم يترقبون ما تسفر عنه اللقاءات التشاورية التي نأمل ان تفشل كسابقاتها وتحية لكل جهد وطني مؤمن بوحدة العراق واستقلاله وحق شعبه بحياة امنة وكريمة .
اخيراً لن ندعي اننا اغنينا الموضوع ولكن حسبنا ان نفتح من خلاله نافذة للنقاش لانضاجه لكي يرى هذا المشروع النور بعد سنوات من الظلام .

أحدث المقالات