قبل أن أشرع أو أسترسل بمقالي اليوم، أودّ أن أنوّه بأني عراقي لا أفرّق بين أحد من أبناء الوطن بكل قومياتهم ودياناتهم وطوائفهم وتوجهاتهم، اللهم باستثناء الولاء لراية الله أكبر التي تبقى أهم وأبقى من الجميع..
كلنا يعترف بأن نينوى الحضارة العائدة إلى حضن الوطن ومركزها الموصل التاريخ الذي أغدق أبناء الوطن بفدائها بالغالي والنفيس حتى تم سترها وإبعاد الأشرار عنها وباتت موصلنا العراقية التي نحبها ولن نتخلّى عنها مهما حصل وهو ما أكدته الوقائع والتضحيات ودماء الشهداء من القوات الأمنية ورجال الحشد الشعبي الشجعان إضافة للمظلومين من أبناء تلك المحافظة والمدينة ممن لم يكن لهم أي ذنب سوى تمسكهم بعراقيتهم التي إستعادوها والكل يشهد للأخيار من أهلها بأنّهم يعتزون بعراقيتهم وعلمهم الذي عاد خفّاقاً على كل شبرٍ فيها.. نحمد الله ونشكر من كانوا السبب في فرحة النصر وعلى رأسهم الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء والذي نضع على طاولته شيئاً مهماً يتعلّق بشباب ورياضيي نينوى ، حيث أخذت أحزاب وحركات كردية وغيرها من المسميات بالتحرّك على أهالي ثاني أكبر محافظات العراق وراحت تعمل على كسبهم بطرائق عديدة لا يعلم سوى الله ما هي الغايات الحقيقية من ورائها وكلنا نعي ونعلم ما يحاك لقضم هذه الأرض أو تلك أو حتى تثقيف أبناء الموصل لتقبل ما يراد لهم وهم لا يرغبون به، لكونهم أعلنوا عراقيتهم ورغبتهم بأن تبقى الموصل ومحيطها من الأقضية والنواحي كما هي لا تخضع إلا للعراق الموحّد.. رفض أهل الموصل التقسيم وتخلّوا عن رافعي رايات (الأقاليم) كما حصل ومزّقوا الرايات (السود) التي لم يعد لها أي مكان هناك.. الشباب والرياضة في الموصل في خطر بدأ يزحف عليها المنتسبين فيهما، لأن التحركات باتت مكشوفة وضمان الولاءات بات يعمل عليه، إذا علمنا أن من يتحرك يحق له ذلك لكونه عراقياً رغم إنتسابه إلى إقليم أو غيره ممن يتلقى الدعم من الخارج..
قبل أحداث إحتلال الموصل من قبل الدواعش، كان هناك ظلم وقع على رياضة الموصل ويومها خرجت نبرات (دخيلة) تدعو إلى زج فرق وأندية نينوى في المسابقات التركية!.. هنا تتوضّح الكثير من الأمور، لأن الخطر الذي هدد الموصل وأزاله الأبطال، يجب قبره إلى الأبد من خلال إهتمام دولة رئيس الوزراء بالموصل رياضياً وشبابياً، كون حقبة الثلاث سنوات، تحتاج إلى عمل جماعي لا يختصر مسافته الزمنية سوى المجال الرياضي ودعم الأندية وممثلية نينوى، لأن أغلب العاملين هناك اليوم لا يمتلكون قرارهم وإنما باتوا يتقبلون مجرد إملاءات يعتقدون أنّها ستكون المخلّص لهم.. نحن نعذرهم لأن هول الصدمة التي خرجوا منها كان قوياً، وبذات الوقت يجب أن يكون للحكومة المركزية مكاناً وتدخلاً عبر تجنيد كل الطاقات للنهوض برياضة وشباب الموصل وسيكون التحرك الحكومي مقبولاً هناك لأن الخلافات والصراعات بدأت بالإنطلاق وكل واحد تغذيه أو تدعمه جهة وهو ما سيزيد الفرقة وأنتم تريدون الوحدة وتناسي ما حدث.. مزيداً من الاهتمام حتى وكان التوجيه لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية،، ومجلس الوزراء بأخذ الأمر بجدية واستثنائية تتجاوز بعض التعليمات واللوائح وثقوا أن ما تفعله الرياضة عبر فريقٍ كرويٍ مثلاً في أيام وشهور، لن يقدر على فعله أحد بسنين وربما عقود.. لا لفرض أي تبعية على الموصل، لأنّها عراقية وستبقى.. ومن باب العلم بالشيء.. إلى اليوم لم نجد من يقيّم الأضرار التي طالت الرياضة والرياضيين في نينوى من قبل الحكومة المركزية ووزارتها وكل ما حصل كان إجتماعات مع رياضيين وقادة رياضة في محافظات الإقليم وعبر مراكز حزبية بحتة.. والله من وراء القصد..