مما لا شك فيه ان السيد فائق الشيخ علي سياسي مقتدر ومثقف ومعاصر للسياسيين المخضرمين و يحظى بأحترام و محبة كثير من العراقيين خصوصا الشباب و المثقفين ونستطيع ان نقول بلا مواربة انه السياسي العراقي الوحيد المنفرد بالشجاعة والشفافية و الصراحة في مواجهة الفاسدين ، وانا من المؤمنين بقراءاته لمستقبل السياسة و المصير المتوقع للسياسيين في العراق خصوصا بالشكل والمصير الذي وصفه عن حكام العراق بعد 2003 الى الان … لكن علينا ان نفكر .. هل ستكون تلك المصائر جالبة للخير على العراق و العراقيين ؟ … خصوصا انها (القوى التي ستغير الاوضاع) و على الاغلب (كما اشار السيد فائق الشيخ علي في تلميحاته) ستكون بأيادي متنفذة و جبارة قادرة على مواجهة الفساد و الفاسدين من الاحزاب الحاكمة التي تدعي الاسلام وعلى رؤوس فاسديها عمائم باللوان و اشكال مختلفة …. وعلى الاغلب انها جهة غير عراقية ولا داع لنبحث كثيرا عن هوية تلك الجهة القادرة على هذا الفعل ، اذ يكفي ان نستنتج انها هوية اجنبية غير عراقية (غربية او شرقية او عربية) فالمهم انها غير عراقية … وعليه علينا ان لا نتفائل بالنتائج المتوقعة منها فكل جهة تعمل لمصالحها و ليس لمصلحة العراق .. اذن لا مجال للتفاؤل بالتغيير نحو عراق عراقي اذا ما حصل تغيير كبير مهما واي كانت الجهات التي ستقوم بذلك .
من المؤسف ان نقول ان هوية العراق الوطنية قد سرقت وشوهت واستعادتها لن تتم الا بالدم العراقي و الفكر و الثقافة و الاصالة والتراث و العرق الوطني العراقي الاصيل ومن ابناء تراب الوطن المخبوزين على حب العراق ولا يفكرون بمصالحهم الشخصية او عمالتهم للخارج او لمخططات المخابرات الايرانية او الاجنبية وحتى العربية .
كثير من جيل قبل السبعينات نشأ و تربى و ترعرع على حب الوطن و التسابق لخدمة الوطن و الشعب و المجتمع وكانت المناصب تعني اوسمة وسمات لمن يقدم جهد واخلاص اكثر من اقرانه ليتقدم لتنفيذ واجب خدمة الوطن . لم يعلمونا السعي نحو المناصب للمنافع الشخصية وكنا نعرف العيب و كانت السرقة و الاختلاس و نهب المال العام جريمة و يعاقب عليها القانون ويعاب من يقوم بها ويعزل اجتماعيا .
هذا الصنف النقي من العراقيين لازال موجود فهو غريزة الاصالة و الشرف والبر للوطن و الشعب . و دوما الامل معقود على شباب العراق الاصلاء الذين يؤمنون ان السعي لتسلم السلطة و المناصب هو هدف لخدمة الوطن و ليس للمميزات والمغريات و السرقة و النهب و التسلط على رقاب الناس بل ان الهدف و المعيار يجب ان يصبان في من يخدم الوطن و الشعب اكثر . وتلك الميزة يتناقلها العراقيين من حيل لأخر بالتربية الاسرية فيبقى الشعب متجدد يرفض الذل و الخيانة و الفساد مهما طال الزمن .