19 ديسمبر، 2024 1:14 ص

على ذقن من يضحك ولايتي؟!

على ذقن من يضحك ولايتي؟!

التظاهرات الصاخبة التي تواجهها طهران حاليا ولاسيما بعد إنضمام سوق طهران الکبير”البازار” للتحرکات الاحتجاجية الشعبية الايرانية التي بدأت منذ 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وشمولها 9 محافظات إيرانية، يعطي إنطباعا واضحا بأن الاوضاع في إيران صارت على المحك وإن النظام قد صار على حافة الهاوية تماما، وفي هکذا وقت حرج، من المثير للسخرية والاستهزاء أن يعتبر علي اكبر ولايتي، لدى استقباله مستشار الامن القومي فالح الفياض، أن الوحدة القائمة بين ايران والعراق الى جانب سائر شعوب المنطقة، تحمل رسالة واضحة وصريحة الى الامريكان، مفادها انه لا مكان لهم في مستقبل المنطقة!
هذا الکلام لو فسرناه بلغة الارقام على أرض الواقع فإنه يعتبر مجرد هراء وهذيان و تخريف واضح في وضح النهار، ذلك إن ولايتي يتکلم وکأن نظامه هو الذي يقف حيثما تقف الولايات المتحدة الامريکية، وإن تلابيب و شرايين إيران الاقتصادية التي تمسك بها وزارة الخزانة الامريکية و تضيق عليها الخناق الى أبعد حد بل وإن ورود اسم علي أکبر ويلايتي نفسه ضمن قائمة المسٶولين الايرانيين الذين يمتلکون المليارات و الملايين من الدولارات المنهوبة من الشعب الايراني بواقع 466 مليون دولار، کافية لکي يذهب ويبرر موقفه المخزي أمام شعبه ومن أين جاء بکل هذه الملايين وهو الذي لم يکن قبل الثورة الايرانية سوى مجرد طبيب للإطفال!
تلك القائمة التي ورد فيها أيضا إسم إبنة خامنئي”سکينة” التي تمتلك هي الاخرى 14.137 مليار دولار و”مجتبى” أبنه الذي يمتلك أيضا 4.5 مليار دولار و علي لاريجاني الذي يمتلك هو الآخر 400 مليون دولار، وقائمة طويلة بأسماء القادة الايرانيين السارقين لأموال شعبهم بصورة ليس فيها أي ضمير أو أخلاق، فهل يريد ويلايتي في هذا الوقت أن يجعل من الشعب العراق والعراق کبش فداء لسرقات نظامه، صحيح إن هناك وحدة بين المسٶولين الايرانيين الناهبين لأموال شعبهم و بين نظرائهم العراقيين وفي مقدمتهم من کان يبيع المسابح والخواتم والخرز في قم وطهران.
الشعب الايراني الذي صار على فاصلة قصيرة من إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإن تصريحات ويلايتي المقرفة و البائسة هذه والتي تعبر عن إفلاس النظام وخوفه ورعبه من المصير الاسود الذي ينتظره، دليل على مسعى مشبوه لتوريط العراقيين في مواجهة ضد الشعب الايراني الذي صار يقف الى جانب المقاومة الايرانية صفا واحدا ضد النظام من أجل إسقاط هذا النظام.