كما (إنّ من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى ابن زكريا يُهدى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل) فإن من هوان الدنيا على الله (أن يتم انتقاد سماحة السيد المجاهد مقتدى الصدر من قبل أفشل رئيس وزراء عرفه تأريخ العراق الحديث والقديم) ، وهذا ليس بغريب ، وليس بالمستحدث أبداً ، فلطالما قرأنا عن شخوص ونكرات قد نالت من رجالات الاصلاح والتغيير في تأريخ البشرية .
لم يكن انتقاد وتهجم رئيس الوزراء العراقي على سماحة الأخ المجاهد مقتدى الصدر مما يثير الحفيظة عند الشرفاء فحسب ، بل إن أقسى القسوة يكمن في الرجال ، ف:انني بمقتدى الصدر يعض على إصبعه كما فعل جده أمير المؤمنين (عليه السلام) مردداً بينه وبين نفسه :- أُعصى ، ويُطاع معاوية ؟؟
الدستور الذي لا يعرفه مقتدى الصدر (ولا يريد أن يعرفه) ، هو الدستور (الصهيو – أمريكي) الذي صاغه بيادق الشطرنج الأمريكي ، وباركه (الأب بريمر) ، وصفق له (الناعقون مع كل ناعق) ، وتم خرق بنوده من قبل (داعية الدستور) نفسه ، ابتداءً من خلق الأزمات / مروراً بإعادة البعثيين ، والهيمنة على مراكز القرار ، والاستهتار بمقدرات الشعب ، والفشل الذريع في إدارة الملف الأمني ، وانتهاءً بمنح العفو (العام والخاص) للإرهابيين من دول الجوار .
إن السيد مقتدى الصدر حديث عهد بالسياسة ، وهذا صحيح ، لأنه توارث من أبيه وأهله وبيئته معنى للسياسة مختلف تماماً عما ينشب الآن في الساحة العراقية ، فالسياسة التي تربى عليها مقتدى الصدر هي السياسة التي يبلغ عمرها (1400) عام من مسيرة الرسول الأعطم وأهل بيته (عليهم أفضل الصلوات والسلام) والتي تنطلق من مفهوم (إذا تحققت المصلحة العامة ، تحققت معها المصلحة الخاصة) ، والتي تنبثق من بودقة (خدمة الانسانية والإنسان) ، بيد أن السياسة الحديثة تنطلق من بودقة (المصالح الحزبية والأسرية والفئوية) وتعتمد على (خلق الأزمات) وترتكز على (البراكماتية والميكافيللية) ، وهذه بحد ذاتها سياسة المفاهيم القذرة والمنحطة ، والتي تذكرنا بسياسة (الأمويين والعباسيين) ، ولذا ، فهي (جديدة) بالنسبة لمقتدى الصدر ، ولم يسبق له التعامل بها ، ولا (يجيد) التعامل بها .
إن أفضل ما قاله رئيس الوزراء العراقي أمام الشاشات (الصهيو – فرنسية) أنه لا يريد التحدث عن (مقتدى الصدر) ، وهذه في حقيقتها (كلمة حق) وإن أراد المالكي بها (باطلاً) ، ولكن تبقى الحقيقة الواضحة إن (مثل المالكي) لا يحق له أن يتحدث عن (مقتدى الصدر) ، فمجرد الحديث عن (مقتدى الصدر) شرف ، لا يستحق أي إنسان أن يناله ، وخصوصاً إذا كان بعيداً عن المبادئ التي يحملها ويعيش لأجلها مقتدى الصدر .
شكراً للسيد رئيس الوزراء ، لأنه وفر علينا الجهد والوقت ، وأغنانا عن اقناع الآخرين بحقيقته ، وكشف عن حقده وميوله ، ونفس عن مكامن صدره المكتظ بمشاعر الخوف والخشية من تأريخ الشرفاء من (البيت الصدري) الذي أثبت للعالم كله بأن (الكرامة) هي صفة (ذاتية) ولا تصنعها الطوارئ ، وبذا ، يكون (المالكي) قد جنى على مستقبله (الاجتماعي والسياسي) ، كما (جنت على أهلها براقش) ….