9 أبريل، 2024 12:10 م
Search
Close this search box.

على خلفية أزمة رفع العلم الكردي في كركوك

Facebook
Twitter
LinkedIn

ياعراق للأمام كرد وعرب فد حزام!
قد يتذكر أجيال الأربعينات والخمسينات هذا الهتاف الذي كان يرفعه العراقيين ويتغنون به في الأحتفالات الرسمية السياسية وغير السياسية أبان ثورة تموز الخالدة عام 1958 وحكم الزعيم عبد الكريم قاسم والتي تدلل على عمق المحبة والتآلف بين أطياف وقوميات الشعب العراقي وخاصة الأكراد الذين يمثلون القومية الثانية بعد العرب. وهنا لا بد من التذكير بأن الزعيم عبد الكريم قاسم وبعد نجاح ثورة تموز 1958 طلب من المرحوم الملا مصطفى البرزاني الذي كان لاجئا في الأتحاد السوفيتي منذ عام 1949 بعد القضاء على جمهورية مهاباد الكردية من قبل الشاه رضا بهلوي بالعودة الى العراق وبالفعل عاد الزعيم الكردي وأستقبل حينها أستقبالا كبيرا لدى وصوله الى أرض الوطن ليعيش بين أهله وناسه وعشيرته في شمال العراق بكل أمان وسلام تحت ظل قيادة ثورة تموز الوطنية. ولكن الأكراد كدئبهم! فسرعان ما عاد الملا مصطفى البرزاني الى المطالبات وخلق المشاكل وأفتعال الأزمات!، وبدأ الصراع المسلح من جديد مع حكومة ثورة تموز!؟ . فالزعامات الكردية العشائرية عرفت بتمردها وعدم رضاها على كل الحكومات المركزية التي حكمت العراق منذ العهد الملكي ومرورا بكل الحكومات الجمهورية التي قادت العراق وأنتهاء بحكومة الرئيس السابق صدم حسين، حتى أن قياداتهم الحزبية والعشائرية لم ترضى على بعضها البعض!. بعد هذه المقدمة لا أرى أية مفاجأة ! في موضوع الأزمة الأخيرة التي أفتعلتها حكومة اربيل ممثلة بمحافظ كركوك عندما أقدم على رفع (علم أقليم كردستان) فوق المباني الحكومية ودوائر المحافظة، مما أثار حفيظة التركمان والعرب وقبلها الحكومة الأتحادية في بغداد، وخلق حالة من التشنج المجتمعي في محافظة كركوك المعروفة بتنوعها الأجتماعي الجميل. وهنا لابد من التأكيد أن موضوع رفع علم الأقليم ليس تصرفا شخصيا من قبل محافظ كركوك (نجم الدين كريم) كما رأى البعض، بل هو عمل مقصود وبتوجيه من رئيس الأقليم مسعود البرزاني وذلك لفرض سياسة الأمر الواقع على الحكومة الأتحادية في بغداد بأن كركوك تابعة للأقليم!، وهنا علينا أن نتذكر بأن رئيس الأقليم مسعود البرزاني الذي يتحكم بالأقليم هو وأبنائه وأخوانه وعشيرته ورغم أنتهاء ولايته! وفي أثناء أحتلال داعش للموصل عام 2014 أعلن سيطرته على كركوك

والمناطق المتنازع عليها( كما يطلق عليها) بحجة حمايتها من داعش؟!، وأن الكثير من المحللين السياسيين والمتابعين للشان العراقي وضعوا الكثير من علامات الأستفهام على الكيفية التي تم فيها السيطرة من قبل (البيشمركة والأسايش) على كركوك تزامنا مع أحتلال داعش للموصل؟!.ومما أثار الشكوك أكثر في ذلك هو ما قاله رئيس الأقليم (البرزاني) بعد أحتلال داعش للموصل وأحتلال الأقليم (لكركوك والمناطق المتنازع عليها!!) قال: ان المادة 140 من الدستور والخاصة بموضوع (كركوك والمناطق المتنازع عليها) تعتبر منتهية وطويت صفحتها ولا نعيد الكلام فيها!.أي بمعنى أنه فرض تطبيق المادة 140 من الدستور بالقوة وأصبحت أمرا واقعا!!، كل ذلك حدث وسط ضعف وتمزق وصراع الأحزاب السياسية في الحكومة الأتحادية في بغداد!. نعود الى صلب الموضوع وعن أزمة رفع العلم الكردي فوق المباني الحكومية في كركوك، أن رفع العلم لم يحظى بقبول كل الأحزاب السياسية الكردية في كردستان! وحتى الوفد الكردي الذي زار بغداد على خلفية أزمة العلم( كان الوفد يضم أعضاء من الحزب الديمقراطي واعضاء من حزب الأتحاد/ حزبي مسعود وجلال فقط!)، وللتحاور مع حكومة بغداد حول موضوع أجراء الأستفتاء في الأقليم ومن ثم أعلان الدولة الكردية!! لم يحظى هذا الوفد بقبول (حزب التغيير/ حزب نشيروان مصطفى) الذي يعتبر من أقوى الأحزاب المعارضة في كردستان والذي يقف بالضد من سياسة رئيس الأقليم مسعود البرزاني. وفي سياق الحديث عن كركوك لا بد هنا أن نذكر بأن (جلال الطلباني) هو من أطلق تسمية (قدس الأقداس) على مدينة كركوك والتي لا يجب التخلي عنها!!، وهذا الذي يفسر توافق الحزبين المختلفين والمتصارعين منذ تسعينات القرن الماضي ولحد قبل شهرين! على موضوع كركوك!!. وهنا لا ادري أن نست او تناست حكومة أربيل البرزانية العشائرية! أن أعلان وأقامة دولة كردستان لربما سيظل حلما يداعب عيون الأكراد!وذلك لوجود أكراد أيران وأكراد تركيا!،والكل يعرف أن لا أيران ولا تركيا تقبلان بأقامة دولة كردية في شمال العراق لو أنطبقت السماء على الأرض كما يقال!، وبالفعل سرعان ما تلقى مسعود البرزاني صفعة قوية من رئيس حكومة تركيا (أردوغان) على خلفية أزمة رفع العلم الكردي في كركوك، حيث عبرعن عدم رضاه وأمتعاضه الشديد من ذلك، منتقدا حكومة الأقليم من القيام بهذا التصرف ومطالبا بأنزال العلم!. من جانب آخرعبر السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الأسلامي(المتوافق مع السياسة الأيرانية في المنطقة) أيضا عن عدم رضاه على موضوع رفع العلم وطالب بأنزاله!، وهذا بعتبر تطور ليس في صالح الأكراد لاسيما أن المجلس الأعلى معروف بتعاطفه التاريخي مع القضية الكردية منذ قصة تقاسم رغيف الخبز بين

المرحوم السيد محسن الحكيم جد السيد عمار الحكيم وبين المرحوم ملا مصطفى البرزاني والد مسعود البرزاني في ستينات القرن الماضي!.أن غالبية العراقيين يرون أن الأكراد ومنذ سقوط النظام السابق في 2003 ولحد الان لم يتعاملوا مع حكومة بغداد بحسن النوايا، بل تعاملوا على أساس المكاسب والمطامع غير المشروعة، وخلق المشاكل والأزمات وبمنطق القوة ولي الأذرع في كثير من الأوقات وكأنهم يريدون الأنتقام من شعورهم بالمظلومية! على مدى السنوات التي مرت عليهم من قبل الحكومات التي حكمت العراق منذ تاسيس دولة العراق في 1921!! .حتى أن الكثير من السياسيين والمتابعين للشأن العراقي يشبهون الأكراد بالسكين في خاصرة الحكومة الأتحادية في بغداد منذ سقوط النظام السابق ولحد الان، بسبب من مواقفهم التي لا تختلف عن مواقف السعودية وقطر وتركيا وكل الدول التي عادت العراق من بعد السقوط! بل ذهب البعض الى أبعد من ذلك، عندما يرون الأكراد بأنهم أعداء العراق من الداخل!!!. ونحن عندما نتكلم عن الأكراد فأننا نقصد حكومة الأقليم تحديدا وليس الشعب الكردي الذي يعاني الأمرين من سياسة مسعود البرزاني الدكتاتورية العشائرية!؟ ومن العوز والخوف والظلم والمحسوبية والحزبية والعشائرية!.أن أختلاق الأقليم البرزاني! لأزمة العلم الأخيرة، هو لخلط الأوراق وجر البلاد الى أختلافات جديدة ولفت انتباه الحكومة الأتحادية الى الوراء! بالوقت الذي تركز الحكومة كل جهودها العسكرية والسياسية في حربها الشرسة التي تخوضها ضد عصابات داعش الأجرامية!.وهذا ليس ببعيد عن عائلة مسعود برزاني حيث سبق لوالده الملا مصطفى البرزاني أن تعاون مع أسرائيل وأيران الشاه للقتال ضد الجيش العراقي منذ ستينات القرن الماضي وهذا موثق تاريخيا ولم يعد خافيا!.كما لا يستبعد أن اختلاق ازمة العلم تأتي بالضغط على الحكومة الأتحادية مبكرا ولأطماع أنتخابية!!؟.يبدوا وبعد كل هذه التفاصيل أن الأكراد يرفضون رفضا قاطعا أن يجمعهم مع العرب أو غيرهم حزاما أخويا واحدا من أجل وحدة العراق!.أخيرا نقول: يتضح بأن هتاف (يا عراق للأمام كرد وعرب فد حزام) سيبقى حلما وأحد الأماني الكثيرة التي طالما حلم بها العراقيين منذ عقود!. فلا العراق يتقدم للأمام ولا الكرد والعرب فد حزام!. ولا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب