على خطى الإمام الحسين مسؤولية الأمة في كسر القيود وإصلاح البلاد

على خطى الإمام الحسين مسؤولية الأمة في كسر القيود وإصلاح البلاد

من هذا الخطاب الموجه لجيش يزيد نتعلم منه منهج ثوري رافض للذل والهوان تلك الكلمات نبراس للثوار

وطريق لكل ثورة ولايمكن ان تنصر الثورة بدون دماء ترسم مسارها. فقال الإمام الحسين عليه السلام  مايلي .

أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي وحتى أعذر إليكم فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد وإن لم تعطوني فاجمعوا أمركم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين بهذه الكلمات بدأ الحسين عليه السلام خطابه الثوري في يوم عاشوراء لم يكن يخاطبهم فقط كعدو إنما كان يخاطب أمةً خانت نفسها قبل أن تخونه أمة فقدت البوصلة وباعت الضمير وسارت خلف سلطة عمياء ومال ملوّث وقيادة لا تعرف من الإسلام إلا اسمه أيها الناس انسبوني فانظروا من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فهل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم أليس حمزة سيد الشهداء عمي أليس جعفر الطيار عمي ألم يبلغكم قول رسول الله فيَّ وفي أخي هذان سيدا شباب أهل الجنة كان الحسين عليه السلام يعلم أنه يسير إلى الموت لكنه لم يكن يسعى لانتصار ميداني بل كان يحمل مشروع إصلاح حقيقي كان يريد أن يزرع في ضمير الأمة بذرة وعي تحرّكها من جديد بعد أن ركدت في مستنقع الخضوع والاستسلام كان يريد أن يوقظ ما تبقى من روح الإسلام الذي حوّله بنو أمية إلى ملك يتوارثونه وسيف يذبح به كل من يقول لا

إن ثورته لم تكن صرخة غضب آنية بل كانت صرخة تاريخ وضمير صرخة ترسم لكل الأحرار في العالم خريطة طريق مفادها أن العزة لا تُشترى وأن الدم حين يُسفك في سبيل الكرامة يتحوّل إلى منارة لا تنطفئ ومشعل لا يُطفأ وصوت لا يسكت يا شبث بن ربعي يا حجار بن أبجر يا قيس بن الأشعث يا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وأنك إنما تقدم على جند لك مجند خطابه لم يكن فقط تذكيراً بالنسب أو كشفاً للخيانة بل كان درساً لكل ثائر لا يركن إلى وعود المتلونين ولا يصدّق عهود من باعوا أنفسهم أكثر من مرة في سوق النفاق السياسي لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد بهذه الكلمات أعلن الحسين عن جوهر نهضته الحرية أو الشهادة الكرامة أو الفناء لكن ليس الذل أبداً الثورة في قاموس الحسين ليست نزوة غضب وليست ردة فعل بل هي موقف أخلاقي ووعي إيماني ومسؤولية تاريخية يا عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب هكذا يُعلمنا الحسين أن الثورة لا تكون صادقة ما لم تستند إلى الله وما لم يكن صاحبها مؤمناً باليوم الآخر لأن من لا يؤمن بيوم الحساب لا يتردد في أن يبيع الأرض والعرض والدين من أجل دنياه انها ليست خطبة تاريخية بل صرخة ممتدة في الزمن تتجاوز كربلاء وتتجاوز كوفة الأمس لتصل إلى كل مدينة تظلم وكل وطن يُستعبد وكل شعب يُخدع كل من أراد أن يثور على الظلم عليه أن يبدأ من هنا من حيث وقف الحسين عليه السلام على تراب كربلاء يواجه أمة صماء بلسان الحق وقلب الإيمان وسيف العزة من أراد إصلاح الأمة فليقرأ خطبة عاشوراء ومن أراد الكرامة فليحمل روح الحسين في خطابه ومن أراد الثورة فليعلم أن أول شروطها أن لا يعطي بيده إعطاء الذليل ولا يفر فرار العبيد

أحدث المقالات

أحدث المقالات