19 ديسمبر، 2024 10:06 م

بابل.. ضمن لائحة التراث العالمي!

بابل.. ضمن لائحة التراث العالمي!

مؤخراً عقدت اللجنة الخاصة المكلفة بآليات التنسيق لاختيار مدينة بابل الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي في اليونسكو اجتماعها الأول, لوضع برنامج عمل مشترك وواقعي بهدف رسم الخطوط العريضة في آليات التنسيق المثمر لإعادة الالق لإحدى أهم المدن التراثية عالميا, والتي تضم مواقع أثرية ومسارح ومعابد لمختلف الديانات على مر العصور, الأمر التي جعلها محط اهتمام المعنيين بالثقافة التاريخية وبالإرث الحضاري, ويبدو أن هناك ثمة جدية لوزارة الثقافة هذه المرة لاستثمار هذه الفرصة وتنبيه العالم لهذا الكنز الأثري وتلك التحف الإبداعية التي تخلد حضارة بابل, حيث تم اختيار شخصيات من وزارة الثقافة ومن هيئة السياحة ومن الحكومة المحلية لمحافظة بابل بالإضافة إلى عدد كبير من مثقفي المحافظة من أدباء ومؤرخين وأكاديميين وفنانين وناشطين مدنيين, بدأوا بوضع الأهداف وتجاوز بعض الأخطاء التي تخللت عمل اللجان الفرعية في فترات سابقة أثناء اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية, وبالرغم من جدية العاملين في وزارة الثقافة من اللجان المشرفة, إلا أن الملفت للنظر غياب الاهتمام الإعلامي العراقي بهذا الحدث الذي يتطلب جهودا استثنائية للوزارات العراقية والحكومات المحلية والمجتمع المدني والجامعات والمؤسسات الإعلامية بهدف العمل على وضع بابل ضمن لائحة التراث العالمي وهو ما سيسهم مستقبلا في جذب أعداد كبيرة من السياح للإطلاع على معالم المدينة التي عانت الإهمال على مر عقود من الزمن, وربما تثمر هذه المحاولات لكسب الشركات الاستثمارية العالمية لكي تنجز مشاريع عمرانية وسياحية وخدمية وتحرك عجلة الاقتصاد وترفع جزءا من الحيف الذي وقع عليها لسنوات خلت, قد ينصب التعويل الآن لإنجاح هذا التحرك باتجاه إقناع لجان اليونسكو والتصويت على وضع بابل ضمن لائحة التراث العالمي ينصب في توحد الغايات والرؤى الكفيلة بتجاوز المشاكل التي من شأنها تعطيل التصويت, إذ يتطلب حراكا مجتمعيا وسعيا ميدانيا من قبل مثقفي بابل المحبين لكل مظاهر المدنية والتحضر والإبداع, إذ أن بابل زاخرة بقامات أدبية وفنية وإبداعية لها القدرة على النهوض بواقع المدينة واستثمار هذه الفرصة كي تخلع المدينة ثوب الحداد والإهمال والتجاهل مرتدية ثوب التمدن والجمال والتحضر لتصدح بنشيد الخلود وتفصح عن ربيعها القادم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات