23 ديسمبر، 2024 11:09 ص

على العرب الاتفاق على مراكز القوة والقرار

على العرب الاتفاق على مراكز القوة والقرار

الامة العربية تمر هذه الايام  بأخطر مراحلها مرحلة مختلفة تماماً عن ما سبقها في الوسائل والاهداف . ما تعرضت له في الماضي لم يكن سهلا ولا مقبولاً تعرضت لخطر جسيم وأذى غير مطروق من خلال ” استلاب فلسطين ” وقتل وتشريد الشعب الفلسطيني الآمن وقيام دولة اسرائيل المسخ العنصرية الباطلة بدعم من دول الاستعمار العالمي والطامعين اللصوص الاوربين والاميركان والروس مستندين في ذلك على بعض الخونة العرب . نتيجة ذلك تعرضت دول عربية معروفة لخطر وضرر جسيم يتفاوت في قوته واستلابه لأمور متعددة ومختلفة من خسارة اراضي وتدمير سكاني وتخريب للبنى التحتية واستنزاف اقتصادي وتعطيل للتنمية والتطوير. هذا العدوان الصهيوني المدعوم إستعمارياً أضر ضرراً واضحاً وكبيراً في كل دول المنطقة القريبة من المشكلة والحدث مثل فلسطين ومصر والاردن ولبنان وسوريا والعراق . هذه الدول تحملت عبئ العدوان الرئيسي المباشر ولا تزال لأسباب كثيرة معروفة وغير مخفية على الدارك لما جرى ويجري في بلاد العرب عموماً وهذه المنطقة خصوصاً . والحقيقة ان هذا الباب باب العداوة للأمة العربية كان الاساس لأعتداءات عديدة متكررة الى اليوم سببه استمرار الافعال العدوانية من الصهاينة والاستعمار الغربي الاوربي والاميركي . اميركا وريثة الاستعمار العالمي المدمرة للعالم في الماضي والحاضر . القيادات العربية نتيجة ضروفها الذاتية الخاصة بها التي تسودها وتتحكم بها مثل الانانية والخوف من تغيير واقعها لذا ضلت متحالفة ومتعاونة مع اعداء الامة في السر والعلن ولم تتفق هذه الدول على تحديد الاعداء بشكل واضح و  ترتقي الدول المجنى عليها وعلى شعوبها الى حالة التوحد لمجابهة اعدائها . بشكل أمر عام شامل وليس خاص يعني مايهم مصر او العراق او السعودية يهم الجميع وفق مصلحة الدول العربية , الحقيقة هذا المنطق اعلامياً متداول ومؤشر في برامج الجامعة العربية ومؤتمراتها الكثيرة الغير مفعّلة عملياً للأسباب التي اشرنا اليها ليس بالضرورة التوحد في القيادة التي تخشاها القيادات العربية وتعتبرها امر مرعب اخطر من صراعها مع اعدائها لذا فموضوع الوحدة العربية على هذا المستوى يعد في الوقت الحاضر امراً مستحيلاً وبعيد المنال .
يمكن ان تتوحد هذه الدول في مجالات حيوية أخرى مثل الاقتصاد والسياسة الخارجية والجانب العسكري والصناعي والزراعي وغيرها من الامور . لكنها عجزت تماماً عن ذلك مما شجع الاعداء في الاستمرار بعداوتهم والايغال فيها وتشجيع اعداء جدد لمناوءة الحكومات والشعب العربي والاستحواذ على خيرات الامة والسيطرة على اسواقها واذية شعوبها مما يشعرك بألم كبير . فترة سيادة وفاعلية التيار القومي في المنطقة حورب من قبل دول عربية لها حضور عالمي وقومي فاعل نتيجة قوة اقتصادها مثل دول الخليج والسبب كما قلنا اعتماد هذا التيار على موضوع الوحدة والسعي للعمل على تنفيذه بشتى الوسائل المشروعة والغير مشروعة مما خلق حالة من التحسس والحذر داخل التيار وخارجه الذي ادى بالنتيجة الى حالة عداء وتناقض رئيسي واساسي في هذا الموضوع وبالتالي توحدت قوى اعداء الامة مستعمرين وصهاينة ورجعية عربية واستطاعوا ضربه وتعويقه وانهاء دوره . بعد هذا الحال والفراغ النضالي وانحساره ضد هؤلاء , قامت الدول الاستعمارية والصهيونية بخلق وانشاء حالة ليست بجديدة لكنها مختلفة كلياً في نواحي الاساليب والاهداف والتوجيه عما ما موجود على الساحة العربية هي { التيار الديني } الذي كان متمثلاً ” بجماعة الاخوان المسلمين والتكفير والهجرة ” والحقيقة لو حل هذا التيار كبديل عن التيار القومي الذي اصلاً كان مناقضاً له لخلَقَ الكثير من المشاكل لأميركا واسرائيل والرجعية العربية والمتحالفين معهم في كلامي هذا لا اثني على تيار معيين فلكل منهم ايجابياته وسلبياته ولهم مقدار معيين في التأثير على جماهير الامة ضمن برامجهم او صدق عدائهم للمستعمرين والصهاينة والرجعية العربية وجديتهم في البناء والتطور , على كل حال دول اعداء الامة كانت ولا تزال  تخشى هذا التيار مثل ما تخشى التيار القومي وتحذره , والمثال ماتعرض له هذا التيار من حرب وعداوة في الماضي والحاضر , انتخب الشعب المصري جماعة الاخوان بقيادة محمد مرسي بأنتخابات نزيهة اقر بذلك الاميركان والاوربين قبل غيرهم بنزاهتها بعد سنة كان انقلاب السسي المدعوم اميركياً وعربياً رجعياً وهذا يعني { للشعب الاختيار وللمستعمرين القرار } هناك شراكة في محاربة هذا التيار من قبل القيادات العربية التي قادت التيار القومي و الدول الاستعمارية والصهيونية والرجعية العربية , على هذا الاساس وهذا المنطق والخوف من سيادة هذا التيار للحالة السياسية في المنطقة العربية والاسلامية بادرت الولايات المتحدة الاميركية ومن يواليها من عرب واجانب في العمل على خلق بدائل ومتشابهات في الشكل مخالف للجوهر والاهداف , خلقوا ” القاعدة ” مستثمرين ايمان واندفاع الشباب المسلم لموضوع الجهاد وعند اكتمال اهدافها في طرد قوات الاتحاد السوفيتي من افغانستان تم العمل على تحجيمها وتحديد خياراتها واتجاهاتها بما يخدم مصالحهم وايضاً تم خلق وصناعة ” الخمينية ” في ايران وعملها على ما رسم لها من حالة التخريب الواسع في المحيطين العربي والاسلامي , وايضاً صناعتهم لداعش والنصرة وسرايا القدس أخوات القاعدة , داعش ساهمت في خلقها وتكوينها جهات عديدة على رأسها الولايات المتحدة الاميركية وايران والنظامين العراقي والسوري وبموافقة وعلم كل الجهات المحيطة بمنطقة الحدث وفي نفس الوقت من الممكن لأميركا وايران بأعتبارهم الخالقين الرئيسين لداعش استخدامها وتحريكها ضد من يشاءون , من الاهداف الرئيسية لها ضرب كل التيارات التي تناهض المصلحة الاميركية الاسرائيلية الايرانية والحفاض على بقاء النظامين السوري والعراقي وابادة اهل السنة والجماعة بالتعاون مع الحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني وتدمير البنية التحتية في مناطق التواجد وابعاد احتمال النشاط العسكري والسياسي والاعلامي لأيران وحلفائها ومن ينوي ضد اسرائيل واميركا و تنشيط التجارة العسكرية الاميركية والروسية وانعاش للتجارة الايرانية بالاستحواذ على السوق العراقية والسورية ومنع التبادل التجاري بين تركيا والاردن والسعودية اعداء ايران المفترضين حسب ثقافة ايران وفلسفتها السياسية والدينية والتسترعلى جرائم ايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغيرها من الدول , وهناك سبب رئيس لهؤلاء وبالأخص الولايات المتحدة الاميركية هو { جذب كل من لهُ النية في الجهاد ضدهم لمنطقة قتل و تصفيته لأنهم خطر كامن على هؤلاء } وهناك فوائد اخرى كثيرة غير ما ذكرناه جائت في مقالاتي عن داعش واهدافها وصانعيها . من كل هذا المطلوب اعادة النظر بشكل عميق وجاد والابتعاد عن السطحية في تحديد اعداء الامة واعتماد اساليب الصراع المنطقية الفاعلة وبشكل جماعي والاتفاق على انشاء سطح فوق كل السطوح يمثل مصلحة الامة الاساسية وعزة وسلامة شعبها بمختلف اثنياته وقومياته والعمل على جعل الحالة الوطنية كأساس للأرتقاء الى هذا المستوى , عند ذاك ستكون الدول العربية في مركز قوي وتنتهي من المشاكل التي تعيشها والتي تحيط بها , غير هذا ستبقى الدول العربية في حالة تردي مستمر ومن سيئ الى اسوء و احتضار دائم .