هل سيعترف المالكي بخطيئته؟ و هل ستهز مشاعره الكوارث الامنية التي حلت من الموصل الحدباء و حتى اطراف ديالا و ما تمخضت عنه من هجرات و نزوح كبير تجاوز المليون من اطفال و نساء و شيوخ و تطهير كامل لبعض المكونات كالمسيحين و الازيديين و التركمان و الشبك، فماذا يريد المالكي بعد كل ذلك كي يعتذر و يرحل بعد كل ما حصل؟ هل يريد الكوارث ان تصل الى حد اجبار اهالي بغداد بالنزوح من ديارهم بعد ان طالتهم يد الارهاب الداعشي؟ هذا الرجل يجب ان لا يترك دون محاسبة قانونية له و لبعض قادته كالبندر و الغراوي و غيدان و كل من ساهم بحدوث الكارثة و كذلك بمأساة مذبحة سبايكر لحوالي ١٧٠٠ شاب و مجند.
فما توقعناه منذ فترة قد حدث و صدق ما حدث ان المالكي سوف لن يهنأ بالولاية الثالثة لو صوت له الشعب كله و اي ادعاء او تشبث بما يعرف بالحق الدستوري الانتخابي و ما يتداوله المثقفون حول الديمقراطية و الحرية و العدالة انما هي قيم و ثقافات قد لا نكون معنيون بها، فمن تولى و ذهب دون رجعة و من سياتي دوره ما هم سوى موظفون مسخرون باجر من قبل جهات خارجية معروفة. يمارسون ادوار رسمت لهم بوضوح و من يستهلك دوره يذهب دون نقاش او اعتراض او تفسير و يحل محله اخرون، هكذا هي ديمقراطية العم سام.
هناك امثلة كثيرة لبلدان جاورتنا و اخرى حولنا و لا داعي للتبرير او التفسير و مغالطة الوقائع، فالمالكي لم يكن ضحية لعبة سياسية تمت من خلف الكواليس و هو يدرك تمام الادراك ان الامريكان هم الذين اختاروه و تبنوه و ثبتوه عندما احترق فلم الجعفري، و ها هو الان يتجرع من ذات الكأس و عليه ان يرحل بهدوء و ان لا يقبل وجوده في البرلمان بعد ان فشل في تحقيق ما طلب منه و هنا نطرح عليه فكرة ان يبارك العبادي مع ان الاخير مرشح و لم يصبح رئيساً للوزراء بعد، فكلكم يا مالكي في الهوا سوا و نتاج مصنع واحد و مصدره واحد حتى لو لبستم الف عمامة و عمامة.
و ما يقال ان امريكا قد قادت انقلاباً ناعماً و تمت مباركه سريعة له من رئيس الولايات المتحدة و وزير خارجيتها و كذلك الاتحاد الاوروبي و استند البعض الى اتصال اوباما بالعبادي و اعلان دعمه له. الامور محسوبة و مدروسة و جرى طبخها على نار هادئة منذ زمن و سبق ان قلنا عندما تم استدعاء المالكي الى امريكا و الانتقادات اللاذعة التي وجهت له من بعض اعضاء الكونجرس و لا نطيل في امر هذا الرجل الذي تخلى عنه حتى زملائه في قيادة شورى دولة القانون و هو يقف في اخر ظهور له على التلفاز دون ان يكون معه بعض اهم قادته كالزهيري و الحلي و العلاق و علي الاديب وزير التعليم العالي الذي حول جامعات العراق الى ما يشبه و يتطابق مع مستوى المدارس المتوسطة و الثانوية فلقد وصلت قناعة الكثير من المهتمين بالشأن العراقي ان حكم المالكي الظالم لن يدوم و ما خطط له قد تم حصاده الان.
التغيير كان يجب ان يتم بعد ان تم انفاق اكثر من ٧٥٠ مليار دولار على مدى احد عشر عاماً و لم يستطع ان يحقق حكومة متماسكة سياسياً، ترى كم يتطلب من اعوام و لربما عقود لايجاد دولة مؤسسات لا دولة مافيات فعلى العبادي بعد ان يصبح رئيس وزراء ان يدرك اذا لم يستطع ان يحقق انجازاً ملموساً فسوف يذهب كما ذهب قبله علاوي و المالكي، فهل سيحقق لنا العبادي نظاماً لتطوير مؤسسات الدولة المدنية و الخدمية و هل سنرى حلاً لانشاء دولة لا تقودها المافيات و خاصة في مديرية عقارات الدولة.. سنرى!