18 ديسمبر، 2024 10:17 م

على الحكمة التصرف بحكمة

على الحكمة التصرف بحكمة

بعد ان قام “زعيم التحالف الوطني” عمار الحكيم، بخطوته الجريئة وهي الانفصال عن المجلس الاعلى، وترك بيته القديم، وشرع يرتب ارجاء بيته الجديد (تيار الحكمة)، هذا التيار الذي جاء في ظروف صعبه جداً، والذي سيواجه عراقيل وصعوبات كثيرة في المستقبل، فعلى زعيم التيار الجديد، التصرف بحكمة بالغة، من اجل التغلب على هذه الصعوبات، حيث لا مجال للخطأ في هذا الوقت، فجميع الاحزاب السياسية متربصة، وجميع الاجندة الخارجية جاهزة، وعيون الشعب العراقي، تنظر الى ما سيفعله هذا التيار الجديد، هل سيكون نسخة مشابهة لبقية الاحزاب؟، ام سيكون الحصان الاسود في العملية السياسية؟.

على التيار الجديد، والمسجل حديثاً لدى المفوضية العليا للانتخابات، ان يأتي بالجديد، وان يُطبق على ارض الواقع، فقد مل المواطن العراقي من الوعود الكاذبة، التي اطلقتها الاحزاب السياسية منذ عام 2003 ولحد الان، وعليه، ان يُبعد نفسه من قائمة الاحزاب السياسية السوداء، التي وضعها كل فرد عراقي في مخيلته، فالجميع سراق في نظره، والجميع خونة، والجميع كاذبون، لابد ان يتميز ويخرج من خندق الاحزاب السياسية التقليدية الفاسدة، ويكون تياراً ذا مقبولية لدى الشارع، وذلك بأن يكون واضحاً مع الشعب، ملبياً ما يحتاجونه.

في الخطاب التأسيسي، الذي القاه زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، قال ان الباب مفتوح لكل افراد الشعب العراقي في الانضمام لهذا التيار، وحسب المعطيات فأن الكثير من الشباب اخذوا بالانخراط في هذا التيار الجديد، ولكن في وجهة نظري، انه المفاجأء الاولى الذي صدمت الجميع هو عزم الحكيم صاحب تيار الحكمة الوطني، فتح الباب على مصراعيه لقبول الانضمام ضمن صفوف التيار الجديد، فالجميع يعرف ان اسم عمار ابن عبد العزيز الحكيم، وعباءة ال الحكيم، وعمامة محسن الحكيم (قدس)، وقد تكون تلك الفرصة لدخول الانتهازيين، واصحاب المطامع تحت لوائه، وهذا ما عانت منه الكثير من الاحزاب السياسية، بسبب وجود هذه الشخصيات، فعليه ان يغلق باب بيته الجديد، ويمحص افراده جيداً، كي يتجنب في الايام المقبلة جملة ( الفاسد فلان لا يمثل تيار الحكمة)، فعلى التيار الجديد ان يكون نقياً، كي يتميز كما اسلفنا سابقاً، فعباءة ال الحكيم امانه في عنق ابنهم عمار.

ولكن هناك خطوة جيدة يجب ان تُذكر لهذا التيار، وهو يعد او تيار يشترط على المنتمي له، من المسؤولين الحكوميين، تقديم كشفاً لذممهم المالية، ولكنها لا تكفي، فمن يشوه سمعة التيار ليس السارق فقط، ربما التشويه يكون بكلمة او تصرف، وهذه الخطوة هو ما نسميه بالتجديد، وهي خطوة ناجحة وذكية، فبعد ان ينظف الحكيم عباءته من الانتهازيين، يجب ان يفتح باب بيته الجديد، وينفتح على جميع اطياف الشعب العراقي، فالمرحلة المقبلة للعملية السياسية، صعبة جداً، والحل بأن يكون الجميع يد واحدة، ولا مجال للغة التقاطعات والمحاور، والوسطية هي الكلمة الاولى، التي يجب ان تُطبق على ارض الواقع، وتطبق بواقعية دون شعارات رنانة فقط، وتصيرحات تلفزيونية.

ثقة المرجعية الرشيدة تأتي من ثقة الشعب، وثقة الشعب تأتي مع ثقة المرجعية، فعلى تيار الحكمة الوطني، ان يتميز كما اسلفنا، ويكون السباق الى تنفيذ اوامر المرجعية الرشيدة، التي هي مطالب الشعب العراقي، فأن كسب ثقة المرجعية، سيكون له نصيباً كبيراً من ثقة العراقيين، وعلى التيار الجديد ان لا ينظر الى المجمع العراقي من فوق ، كبقية الاحزاب السياسية، علية ان يتعايش مع العراقيين وان يكون له في الميدان العراقي صولة، فعلى عمار الحكيم ان يصول مرة اخرى، فكما صال كصولة (عمه العباس) (ع)، ضد داعش التكفيري، عليه ان يصول الان صولة جده علي ابن ابي طالب (ع).