لحظة دخول “داعش” المفاجئ الى الموصل وقبل ساعات من وصولها الى صلاح الدين اخذتني بعد سحابة من الحزن والكابة والقلق على بلدي سنة من النوم كانت نتيجتها الحلم التالي. كان الحلم عبارة عن سيناريو فيلم هوليودي كان يمكن لو تم انتاجه لاكتسح كل جوائز الاوسكار.. حلمت ـ ياسادة ياكرام ـ أن رئيس البرلمان اسامة النجيفي “يهرول” بالدشداشة الى منزل رئيس الوزراء نوري المالكي فجرا. ولاننا حتى بالاحلام علينا حفظ “دروب” المحاصصة او التوازن الوطني فلابد لي ان اصمم الحلم بطريقتي الخاصة وغصبا على “شوارب” سيغموند فرويد ومن لف لفه من عصابات “داعش علم النفس”
وذلك بان اقف عند راس احد شوارع المنطقة الخضراء وارى بام عيني رئيس الوزراء نوري المالكي “يهرول” بالدشداشة هو الاخر الى منزل النجيفي. عبقريتي كبطران .. اسف كمخرج لهذا العمل السينمائي الخطير تتمثل بما يلي : عند منتصف الطريق يلتقي الرجلان وليس بالضرورة يتصفحان او يتعانقان “حيث لاتوجد كاميرا تصوير وفضائيات لكي توثق مثل هذه اللقطات التي شبعنا منها في المؤتمرات ومواثيق الشرف” بل .. كل واحد منهما يخاطب الاخر قائلا .. ابو اسراء .. ابو سيف .. الوضع ما يتحمل .. العراق اكبر من الزعل والخلافات والمشاكل والازمات. الموصل راحت “صلاح الدين بعدها ما
رايحة” .. تعال نضع خطة الان .. الان .. وليس غدا. وبعد صلاة الفجر نخبر كل من ابراهيم الجعفري وعمار الحكيم ومقتدى الصدر ومسعود البارزاني واياد علاوي واحمد الجلبي وعادل عبد المهدي وصالح المطلك وبرهم صالح وباقر الزبيدي .. النجيفي الذي يعرف ان علاقة دولة رئيس الوزراء ليست على ما يرام حاليا بكل من سماحة الصدر وعلاوي فاخذ على عاتقه اخبار المالكي بانه من سوف يتولى الاتصال بهما نيابة عنه.. المالكي اصر قائلا .. الوقت لايحتمل الزعل والخلافات سوف اتصل انا بكل من اياد علاوي ومقتدى الصدر ومسعود البارزاني وباقر الزبيدي وتولى انت الاتصال بالجعفري
والحكيم وعبد المهدي والمطلك وصالح. فجاة استيقظت من النوم وانا اكاد اطير فرحا.. فوجدت انني لم “اتغط جيدا” .. ثمة جزء حساس من جسمي بقي مكشوفأ!!
ولان “الحجي” يجب ان يكون “طك بطك” برغم قانون الطوارئ وحالة التاهب القصوى فان الذي حصل خلال اجتماع الرموز الوطنية الذي دعا اليه الدكتور الجعفري بدد كل امالي واحلامي وجعلني “ازخ عرك” خجلا من داعش “خص نص” مثلما يقول اهالي الشام. فمن غير المعقول انه في الليلة التي حصل فيها الاجتماع كانت قوات “حلف الناتو” .. اسف داعش قد اجتاحت صلاح الدين واعلنت ضم مدينة تكريت الى الاتحاد الاوربي لكن تحت اسم “ولاية تكريت”. ومع ذلك فالاجتماع لم يسفر عن اذابة جليد الخلافات بين المالكي والنجيفي وكإن خلافاتهما هي اكبر من الوطن. واهم من محافظات ومدن تستباح.
واخطر بكثير من مئات الاف النازحين والمهجرين. هل هذا معقول؟ للاسف نعم.. فالجماعة اخجلونا حتى .. مع داعش.