18 ديسمبر، 2024 5:11 م

متعب انا اجر خذلان الخيبة للدخول إلى المدينة القديمة، كان الجو بارد جداً ولكن لا احس ببرودته لإن جسمي ساخن بحجم الهموم المخبئة في صدري، فك قيدي لترى ملامح وجهي أنا إنسان لا أحب القيود المسير ببطئ يتعبني وينهك قواي، اسيراً أنا في هذا الوجود منذ ولادتي متعب بالهموم ، كل الدروس كانت قاسية وقساوتها الغربة ، رأيت اضواء مدينتي من بعيد كأنها جنة طائفه ما بين السماء والأرض بسمائها الصافية وهوائها النقي ، كل خطوه احس بخوف داخلي وغربه موحشة اخاف من طرقات مدينتي لا تعرفني واخاف من الاصدقاء لا يعرفون ملامحي الذي سرى عليه الزمن بتجاعيده والشيب الذي ملئ شعري ، حكايتاً انا وقصة لم يؤلف مثيلها الكتاب اوراقها صفراء وخطوطها حمراء يتألم لمأساتها جميع القراء.

لا سلطة على الندم ولا ندم يغتفر فطريق العودة اصعب من طريق الرحيل ، فوضى تزاحم افكاري وانا اقترب من مدينتي وتثاقل خطواتي يؤلمني هذا الخوف الذي يتملكني، كل جنة هي جهنم بالنسبة لي إلا مدينتي هي جنة بشوارعها بناسها بنفاقها وظلمها انا احبها ، لا يمكن تبرير الفشل على انه نجاح علينا الاعتراف به، التكابر ان تتظاهر في النجاح وانت فاشل، عند الوصول توقف كل شيء الوقت اصبح بطيئاً والصباح اطال الشروق والافكار تزاحمت كأني في مدينة لم اعرفها سابقاً، لا اعرف لماذا يتملكني الخوف؟ احتمال لأني ابتعدت كثيرًا اكثر من الوقت المعتاد.

لا ظلم يدوم سوف يأتي اليوم الذي تظهر الحقيقة وتكون كالشمس المشرقة، الذين كانوا سبب الخراب في داخلك سيقطفون الثمر مثلما تدين تدان، الحقيقة لا يريد احد ان يصدقها مهما حاولت للتبرير لا يريد احد ان يصدقها مهما فعلت لا احد يريد تصديقها وهذا ليس مهم لدي انا اريد فقط الله ان يصدقها والله قد صدقها منذ اول لحظة دعائي وبكائي اني مظلوم، لم يعد لي شيء اخسره لا يهمني كل العالم ان وقف ضدي واقول الذي يراني وحيداً فهو واهم انا الله معي فهو يعرف بخفايا القلوب ويميز الظالم من المظلوم، لكن تأكدت ان الله له حكمه في رسم الأقدار وقد رسم طريقاً لي بحيث لا اعلم لسبب إني اخطأت في حق نفسي عندما جعلت شهوتي تغلب على مسؤولياتي لذا اكتم السر في داخلي حتى لو كان براءتي لا اخبر به احدًا ، من منحتهم الدفئ كان يوقدون النار لا سامحهم الله وخيانة طيبة الإنسان لا تغتفر.

لا تمنح كرمك للئيم سينقض عليك كالثعلب في لحظة السقوط ولا تمنح إنسانيتك للذي لا يستحق حتى لو بررتها بعمل الخير سوف يسيء لك ذمًا في لحظة انهيارك ، قالت ما في داخلها بقسوة ولكن انا التزمت الصمت !! هي لا تعلم أي شيء. الحقيقة في السر الذي اكتمه ولن اخبر احدًا ، انا ليس سيء كما يظنني الآخرين ولكن هناك سر لا يمكن ان ابوح به لأظهر لهم اني ليس سيء، لأبقى سيء ويسيئون الظن لكن لا استطيع بوح سري الذي يؤلمني أن اخبرتكم خسرت الكثير الكثير، لا استطيع دخول المعركة وانا مقيد اليدين وفي نفس الوقت لم اختار الوحدة الريح اغلقت الباب، انا اكبر من ان يستفزني إنسان لأضحي بشيء املكه لذا التزم الصمت، ثمن باهظ لم ادفعه انا دفع فاتورته ابنائي من مستقبلهم لخطيئة ارتكبتها انا.

يا اصدقاء الذكريات الجميلة تسألون عني وانا اخبركم ليس بخير و منذ تلك اللحظة لم اعد كما كنت سابقًا ، لم يعد يعنيني الفرح وتجردت من احاسيس الحب فقدت كل شيء جميل في حياتي، يا أصدقاء الذكريات الجميلة لم اشك بثقتكم بي لأن تعرفون من انا واعرف من انتم رغم الجرح الكبير الذي زعزع كل ثقتي بالآخرين، لا ظلم يدوم ولكن سوف تدفع ضريبته من ايام عمرك واستنزاف دموعك وليس للمظلوم ملجئ غير الدعاء والدموع، حتى من منحناه الحب سقط كورقة خريف وطار مع الريح ولم يبقى له اثر، نتجاوز الايام والاشهر بصعوبة نتصارع مع الحياة فانتصرت علينا ولم يبقى نملك سوى الذكريات السيئة، سألني صديق ذات يوم ما هدفك بالحياة؟ جوابي كان..! اريد ان افيق من حلمي المزعج والكابوس الذي استعمر حياتي وابكاني.