23 ديسمبر، 2024 2:14 م

على أية حال لي منزل إسمه العراق!

على أية حال لي منزل إسمه العراق!

الدكتاتورية والطواغيت، والديمقراطية والحريات، والحقوق والتطلعات، والدستور والإنتكاسات، والفساد والسرقات، وأخراً المظاهرات والإصلاحات، جموع ألبست العراق ثياباً من الألم والحزن، وما أن تذهب واحدة، حتى تأتي الأخرى، لتلتحق بسابقتها، دون أي إنجاز يذكر للعراق وأهله!
الحياة في العراق، أصبحت كالماء بلا طعم، بلا لون، بلا رائحة، لكنها ضرورية، لقيادة الامة لبر الأمان، ولولا فتوى الجهاد الكفائي، وتضحيات الحشد المقدس، لما تنفسنا الصعداء، وعلى أية حال فلي منزل عظيم، إسمه العراق!
معركة الوجود والمصير أولاً، لأنها تعني الحياة الأبدية، من أجل عراق المقدسات، ثم معركة الإصلاحات، التي طالبت بتحقيقها المرجعية الرشيدة، بغية صرف الجهود في مكانها، ومحاسبة الفاسدين، وإسترجاع أموالنا من اللصوص، وما ربك بظلام للعبيد!
أيها العراقيون: نظموا حياتكم حول الكلمات وليس العكس، فالجرأة، والشجاعة، والإصرار، والتحدي، هي الدوافع المؤثرة، لتحقيق العدالة والنزاهة، في التعامل مع ملفات العراق الجريح، وإجعلوا ميدانكم أنفسكم، كما طالبنا بذلك، أمير المؤمنين علي (عليه السلام)!
إختفاء الطيور والفراشات من عراقنا، التي تجعل حياتنا جميلة، عميقة بعمق الأرض السماء، وعليه فالحكومة العراقية، مطالبة بطرد الحشرات، وتوفير العيش الكريم لها، وإلا فقد يواجه عراق اليوم، خطر الإنقراض، لفرضية الوطنية والمواطنة، لحماية الوطن!
عندما تصبح الاحلام والأماني صعبة المنال، وسط الضباب السياسي، فإن العيون السليمة سينالها الإعياء، ويحدوها التعب والنصب، فلا إصلاح في ظل حكومة نائمة، مكبلة بالتحالفات والمصالح الحزبية، مع تواجد الضخ الشعبي، والمرجعي في دعم الإصلاحات!
ثقافة الحوار، والتفاوض، والحل السياسي، والخطاب المعتدل، هي من أهم الركائز الأساسية، لإشاعة التسامح، والتعايش السلمي، والوحدة والمحبة، فالإصلاح يجب أن يكون بعيداً، عن الحزب، والمذهب، والطائفة، وإعتماده على الكفاءة، والنزاهة، والحس الوطني، المطلق للعراق!
 سلوك الساسي العراقي، كرجل متعثر بسلك كهرباء، ويضيع لقطات من مباراة كرة قدم، ينتظرها بشغف، لكنه لا ينهض لإعادة السلك ويصرخ، فتتدافع العائلة من أجل وضع السلك، لتعود الصورة بعد ثوان قليلة، فيا لمنهج الساسة المتعثر!
بين مزاجية الساسة، وضعف تطبيق الإصلاحات، بات المهاجرون أيامهم الحرى، قرب البحر الهائج، يعانون الذل والموت، ورغم أنين الجراحات يتهامسون، بأنه لا زال لديهم وطن إسمه عراق النهرين، وما زال بإنتظارهم، في رحلة عودة ميمونة!
كبريت المظاهرات، ومطالبات المرجعية، وتضحيات الأبطال، كلها تتوهج، وتشهد زحفاً عراقياً شامخاً نحو الأمام، فأمست النهاية تخط بداياتها المشرقة، نحو عراق آمن مطمئن، يستشرف الربيع الأخضر، في قراءة ممتعة لأنشودة المطر، وهي مملوءة بالخير، واليمن، والبركة.