19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

على أنقاضِ الثقافات !

على أنقاضِ الثقافات !

لم يخطرْ ببال الشخصِ الشرقيّ أنَّ مقتلَ شخصيته زجهُ بعالمٍ تلونتْ له فنونُ الثقافاتِ في كلِّ ما يناغمُ تطلعاته التي هي ما ورائيات بعيداً عن عيونِ مَنْ يراقبهُ حتى المنهجِ الديني الذي ساهمَ بقراءةٍ مغلوطةٍ في دفعه ليمني ذاته في الأنفلاتِ وأزدواجِ الشخصيةِ التي يحاولُ ألباسها ثقافةً لم تكنْ لتسايرَ هذا التطورُ المهولُ والثورة !
علماً في كلِّ النظرِّ الأسلامي للرجلِ الشرقي أنَّه فوقَ كلُّ علمٍ ، ويملكُ قوةَ التأقلمِ مع كلِّ زمانٍ ، وطوارىء الحلولِ حاضرةً في فناءِ فلسفته أو فلسفة الدين ، الدين الواقعي لا الذي أستُميلَ نحو هذا الأنسان !
الأستمالةُ التي منحته جرأةَ التطبيقِ بأزدواجيةٍ غريبة ، ” زاهدٌ ومنهومُ ” ” تقيٌّ ومتهتك ” ” عفيفٌ وشرهٌ ” شجاعٌ وجبان ” وهكذا ..
حتى تنازلَ عن العلمِ تحت زواجِ الخرافة التي شكلتْ لعقله فتاةَ أحلام ، ليقابلَ النووي بقنينةِ بولِ البعير لذيذَ الشراب !ويقابلُ فاخرَ الدواء برقيةِ مشعوذ ! ويقابلُ سموَ الفكرِ بذقنٍ ومسبحةٍ وهكذا حتى نسيَّ سيرته الأولى ..شسيرةَ أقرأ بأسمِ مِنْ فتق وأوجدَ العلمَ وزودَ العقول ببذور الرقي والتألق في ما لو كان عالماً حقيقيةً بأمر القراءةِ ، لكنَّه التيه والتخبط وسوءِ التفسير ، ونقصٌ في خبرات المعلم والمربين ..
هو مَنْ جعلنا باحثين عن ركامِ البنايات التي يهدمها مِنْ لا دينَ له أو ربٌّ يعبده ، هدمتْ لبناء أطوراً منها واحدثَ ، ليسيلَ لعاب أرضنا المسكينة الطامعة بهذا الركام على ظهرها ..
أنها مهزلةُ العقلِ البشري ، وخرافات وكيلُ الدين الظاهري ..