تداولت سائل الاعلام والتواصل الاجتماعي انباءا وتعليقات عن مباشرة المهندسة الدكتورة ذكرى محمد جابر علوش بمنصب أمين بغداد رسمياً بعد ظهر أمس ( الخميس ) ، وبهذا تكون المرأة (الجريئة ) بتقلد هذا المنصب من اصحاب الاختصاص بالوكالة ومن إشتراطات , والدكتورة ذكرى كانت مدير عام الدائرة الهندسية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية ويقال انها شخصية مستقلة ولا تنتمي لأية جهة سياسية أو حزبية , رغم علمنا المؤكد بان من يتولى المناصب العليا حاليا لا يمكن ان يكون من التكنوقراط لأن كل المناصب تخضع للمحاصصة التي عمت البلد منذ سنة 2003 , وبذلك فانه من المحال ان يتم التفريط بهذا المنصب على اساس الكفاءة والمقدرة والرغبة والتغيير , سيما وان منصب امانة بغداد من حصة كتلة المواطن وقد تم الترشيح اليه ولم تتم الاستجابة للترشيح , وقد لمح لذلك سماحة السيد عمار الحكيم عند انتقاده العودة لإشغال المناصب بالوكالات .
وليس المهم لأهل بغداد ان تكون الامين الجديد تتبع كتلة او حزب , بل المهم لهم ان يكون الامين أمينا على العاصمة ومحافظا على مكانتها العالمية باعتبارها واحدة من أقدم وأكبر العواصم في العالم , ومن المؤكد فان الدكتورة علوش قد عاشت في بغداد وشهدت الفوضى فيها وحالات التخلف التي جعل البعض يتحسر على ما كانت عليه العاصمة في ستينيات القرن الماضي , وحسب تصريح منسوب للأمينة الجديدة عند مباشرتها عملها , فان هدفها الأول سيكون وضع خطة واقعية وعلمية بجعل المدينة أكثر نظافة وتتناسب مع مكانتها ووقعها في قلوب العراقيين , ولا نعلم هل ان ذلك سيكون من خلال حملات التنظيف في شوارع وأزقة العاصمة ام بالقضاء على الزبالة التي أوصلت بغداد الى هذا الحد من الفوضى والابتعاد عن الجمال والاستخدام الصحيح للمساحات , فقد تمت ادارة الامانة من اكثر من امين خلال السنوات السابقة واغلبهم لم يخرجوا إلا بعد استجوابات واتهامات بملفات الفساد , وهو لا يعني بالضرورة وقوع الجميع بالأخطاء فقد تكون الانظمة العاملة غير كفوءة او فاسدة وهي التي جعلت الامانة تراوح في مكانها ثم تتراجع لخطوات .
لقد وجه البعض دعوة مخلصة الى الدكتورة علوش مفادها ( لا تكوني كبش فداء وسط غابة من الذئاب ولا تلوثي جمالك في أزبال بغداد التي لن تتمكن من رفعها ليس لأنك غير قادرة بل من سيحيط بك في مكتبك تعود على الازبال التي تحيط به في ببيته ومنطقته وأصبحت جزءا منه .. اتركيها لرجل من مثلهم .. لست هنا اثبط من عزيمتك او اقلل من شأنك لكني لا اريد لجمالك وصفاء روحك تتلوث بمنصب من الصعب اعادة النظافة اليه .. انت يا ذكرى بغداد ما سبق ولا نريد لك ان تكوني بغداد ما لحق ولك القرار( .. , ونعتقد ان من وجهت لها الدعوة قد اطلعت عليه وربما قررت دخول الرهان على النجاح رغم كل التحديات , كما نعتقد بأنها ستدخل بمخاض عسير عند التصويت على تثبيتها ( أصالة ) في مجلس النواب , ولكن لقبول التحدي ثمنا يجب ان تدفعه الامينة وخلاصته ان تكون بقدر التحدي لتضيف شيئا لتاريخها الاكاديمي , وهو ما يتطلب الإصرار في إثبات الجدارة والنزاهة من خلال مراجعة الملفات السابقة كافة والعمل على حسم المعلق منها دون تردد او خوف , ووضع برامج للعمل تطبق فيه ما تعلمته في الدراسة والحياة , ونعتقد بأنها حين تضع خطواتها الصحيحة لخدمة العراق وبغداد ستجد الشرفاء من شعب بغداد معها في الحق , وربما ستضيف لها علامة ايجابية تعينها لإقناع المعنيين في التصويت لها أصالة في مجلس النواب .